صيح الرحيل فما ملكت عنائي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة صيح الرحيل فما ملكت عنائي لـ محمد حسين الكيشوان

اقتباس من قصيدة صيح الرحيل فما ملكت عنائي لـ محمد حسين الكيشوان

صيح الرحيل فما ملكت عنائي

وألم بي داعي الجوى فعناني

وتعطفوا دون النوى فتشابهت

قاماتهم ومعاطف الأغصان

عجلوا الفراق وليتهم وقفوا ولو

شد العقال وقبسة العجلان

فلوا بنودهم فلفوا بالسرى

أكم الفلا ومهابط الغيطان

وتطيرت منا القلوب فأوشكت

بعد الخفوق تهمّ بالطيران

فكأن خافقة البنود تعاقدت

هي والقلوب لشدة الخفقان

فوقفت حرّان الضلوع بلوعة ال

قلب السليم ودهشة الحيران

وكفيت من وكف العيون ركابهم

ريا وعدَّت بغلة الظمآن

ان لم أسل وادي العقيق أمامهم

من سفح أجفاني فما أجفاني

نشروا بسهل الأرض أجنحة السرى

وطويت أضلاعي على الاحزان

في كل ذاملة تناقل بالفلا

خطوات ذئب الدو بالذملان

ما عاقها نبت الربيع ولا لوى

لفح الهجير بها على الغدران

علقت بإيصال السرى فكأنها

قطعت لديه علائق الحيوان

خفقت قوائمهن في جنح الدجى

فكأنهن قوادم الظلمان

وتفلتت نزع السهام فأصبحت

مثل القسي من الكلال حواني

مثل الصلال فان تشوفت المدى

رمقت اليه بأعين العقبان

صفت وقوفاً والسراب صحيفة

فيها لخط حروفها سطران

هيم ترجع بالحنين وعاذر

لو أنها حنت من الهيمان

خالستها النظر المريب وإنما

نظري إلى الفتيات والفتيان

ظعنوا وما التفتوا غداة وداعهم

فتلفتت عيني إلى الاظعان

متحملين ضحى وفوق حدوجهم

ما شئت من حور ومن ولدان

من غادة ظمئ الوشاح وأغيد

بالحسن من ماء الصبا ريان

رشأ يموج الغنج منه بمقلة

فتن القلوب بطرفها الفتان

ظبي تفاوت حسنه فتجاذبا

قد له عجل وردف واني

لكنه وصل النطاق لفصل ما

بن الكثيب وبين خوط البان

لم ينعطف الف القوام لصبوتي

وعليه من أصداغه واوان

خلّ تمارض طرفه حتى إذا

في الحب أعداني ضنى عاداني

أهوى فكلمني فكلمني بما

أهوى فأخرس بالعتاب لساني

مالي أمد يدي اليه محركا

فأعود من دهش أعض بناني

عجباً ذهلت به وشبت ولم أكن

أعزى إلى ذهل ولا شيبان

راجعت قلبي بالسلو على النوى

فرجعت لا قلبي ولا سلواني

وشكوت منه ما أعاني في الهوى

لو أنه يصغي لشكوى العاني

وقنعت منه بالخيال لو أنه

أهدى الرقاد لطرفي السهران

ألوى يعرض بالوداع وبيننا

غير الرقيب ورقبة الغيران

لكن خفيت على العيون لفرط ما

أبلى الهوى جسمي به وبلاني

فتخال جسمي والدموع بوادر

سلكا عليه فرائد المرجان

ولذاك عانقني فأوهم أنني

في جيده عقد من العقيان

فضممته واللثم جال بخده

هو والزفير اليه يستبقان

وخشيت أن يلوي الذبول بورده

مما أصعده من النيران

فتراكضت خيل الدموع بخده

فتخاله يبكيه ما أبكاني

حتى إذا أدنى لخدي خده

يوم الوداع تشابه الخدان

سيان كل كللته دموعه

بعقيقهن وما هما سيان

هذا تورد بالحياء وذاك من

نضج الدماء وما سواء ذان

فاحمر مدمعه بقاني خده

واحمر لي خد بدمعي القاني

خد ذكي شعلا وفي حافاته

روض العذار به العذول لحاني

هذا أبو لهب عليه وذا أبو

جهل وذي حمالة الريحان

رشأ إذا أجنى جني الورد من

خديه عاقبني بذنب الجاني

دبت لقرطيه عقارب صدغه

فتذعرا ولذاك يضطربان

ملك البهاء فأحدقت بجماله

يوم الكفاح كتيبة الغزلان

وغزا ببدر الوجه فانكسرت له

أحشاي يوم الفتح حين غزاني

وسطا عليّ بطرفه وبعطفه

ما بين ضرب في الهوى وطعان

فشهدت من هذا وذا ما ناب عن

حد الضبا وأسنة المران

واندك صبري وهو غير مزعزع

وارتاع قلبي وهو غير جبان

وشكوت أشواقي إلى أعطافه

شكوى الطعين إلى قنا الخرصان

كم قلت للقلب الجريح بهن لا

ترج الأمان فلات حين أمان

ماذا دهاك وأنت ذو جلد على

وخز الرماح اذا التقى الجمعان

أفلا نزوت إلى السلو فقال لي

قد حيل بين العير والنزوان

ما شيمة الحرّ الهوان وإنما

واريت عزي في الهوى بهواني

لم أخش حيّ الواديين بمعرك

لو كان سرب ظبائه أعواني

ولما غمدت السيف دون كناسه

لو كان مخترطاً من الأجفان

ولما حذرت أسنة لو أن من

أعطاف غزلته اتخذت سناني

قلل وكثر ما تشا يا عاذلي

فيه فما في الحب شأنك شاني

أسمعتني زجل الملام وإنما

وقرت من صمّ به آذاني

فلئن أطاع القلب داعية الهوى

فالقلب في أمر السلو عصاني

لا غرو لو ذابت حشاي فإنما

يمتاز حسن التبر بالذوبان

ناديته يا ظبي حسبك بالجفا

ما كان من صد ومن هجران

حتى م تغضي عن هواني وقد هوى

صعقا كليم فؤادي الولهان

قف لي ولو لوث الأزار فإنما

يوم النوى نشر الهوى وطواني

أرني به أنظر اليك فلكل ذي

شوق رسائل قلبه العينان

فأشار كلا لن تراني بعدما

صيح الرحيل فما ملكت عناني

شرح ومعاني كلمات قصيدة صيح الرحيل فما ملكت عنائي

قصيدة صيح الرحيل فما ملكت عنائي لـ محمد حسين الكيشوان وعدد أبياتها سبعون.

عن محمد حسين الكيشوان

السيد محمد حسين بن كاظم بن علي بن أحمد الموسوي القزويني الكاظمي الشهير بالكيشوان. عالم كبير، وكاتب مبدع، وشاعر مشهور. ولد ونشأ وتوفي في النجف. قال عنه صاحب الحصون: فاضل شارك في العلوم، سابق في المنثور والمنظوم، وشعره يسيل رقة، وخطه يشبه العذار دقة، وله شعر كثير بديع التركيب. زار سوريا ولبنان حيث بقي هناك سنوات، اتصل خلالها بأعلام وأدباء القطرين، وكان له معهم مطارحات ومساجلات. له ديوان شعر، وله: (تحفة الخليل في العروض والقوافي) ، (علم الجبر) ، (رسالة في الحساب والهندسة) .[١]

تعريف محمد حسين الكيشوان في ويكيبيديا

السيّد محمّد حسين بن كاظم الموسوي الكاظمي الشهير بـالكيشوان (1878 - 29 يناير 1938) فقيه مسلم وشاعر عراقي. ولد في النجف ونشأ بها. قرأ العلوم العربية والمنطق والأصول في شبابه وحضر تدريس جماعة من العلماء الأعلام في الفقه الجعفري، منهم محمد آل عبد الرسول. من آثاره تعليقه على فرائد الأصول للأنصاري ومنهج الراغبين في شرح تبصرة المتعلمين في الفقه وتحفة الخليل في العروض والقوافي وديوان شعره. وله منظومة في العروض، وأخرى في الحساب والجبر والمقابلة، وأخرى في الهندسة. توفي في النجف ودفن في العتبة العلوية.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي