ضاق من الصبر عنه ما وسعا
أبيات قصيدة ضاق من الصبر عنه ما وسعا لـ ابن هتيمل
ضاقَ مِنَ الصَّبرِ عَنهُ ما وَسِعا
فَحَنَّ لِلجِزع بَعدَهُم جَزَعا
وقيلَ إنَّ الفِراقَ جَدَّ فَما
صَدَّقَ حَتَّى رأى الذي سَمشعا
واعَجًباُ مِنهُ بئسَ ما صَنَعَت
فيه نَوارُ وَنِعمَ ما صَنَعا
تَطمَعُ في خالِصِ الإياسِ فَلا
يأسَ مُريحٌ لَه ولا طَمَعا
كم ساءَ ما سَرَّ لو تَدَبَر ما
صارَ إليهِ وضَرَّ ما نَفَعا
يا كَبِدي كُنتِ قِطعَةً فَبِم
صَيَّرك البَينُ بَعدَهُم قِطَعا
وأنتِ يا عَينُ لَو بَكَيتِ دَماً
عَلَى الزَّمانِ القَديمِ ما رَجَعا
وأنتَ يا قَلبُ لَو خُلِقتَ صَفاً
تُقرَعُ بالنّائباتِ لانصَدَعا
أُنشِدُ عَهدَ اللِّوى سَقَى وَرَعَى اللَّ
هُ لَياليه ما سَقَى وَرَعى
لَو كانَ ما كانَ مِن بُلُهنيَةٍ
عادَ وَلَو أنَّ فانياً رَجَعا
وَسائِلٍ أيُّ عِلَّةٍ نَهَكَت
جِسمَكَ عِشقاً نَحِلتَ أو وَجَعا
لا وَثَنايا ذاتِ الوِشاحِ لَما
وَلَعتَ إلاَّ بِحُبِّها وَلَعا
ولا بِسٍ شَملَةَ الظَّلامِ تَخَطأ ال
رَّكبَ دُوني والرَّكبُ قَد هَجَعا
بتُ لَه والنُّعاسُ يَصرَعُه
مُتَّكَئاً تارَةً وَمُضطَجَعا
حَتَّى إذا صِبغَةُ الدُجى نَصَلَت
هَبَّ مِنَ النَّومِ خائِفاً فَزِعا
فَهَل مُعيري طَرفاً إذا دَمَعَت
عَينيَ مِن لَوعَةٍ النَّوى دَمَعا
وَمَن لِقَلبٍ عَلَّمتُهُ خُطَطَ الصَّب
رِ وَشَجّعتُه فَما شَجُعا
يا حَفِظَ اللهُ آلَ غانِمَ ما
أحسَنَ في كُلِّ مَشهَدٍ سَمِعا
هُم جَمَعُوا أمَّةَ النَّبيِّ عَلى الدّي
نِ وَكانَت تَفَرَّقَت شيَعا
قامَ عَليٌّ بآلِ فاطِمَةٍ في اللَّ
هِ كَي يَحصُدَ الَّذي زَرَعا
أغلَبُ يَلقَى الرِّماحَ مُبتَسِماً
بِالقَلبِ لا بالدِّلاصِ مُدَّرِعا
مُضطَلِعٌ بالعَظيمِ لَو حَمَلَ الدُّن
يا وَشَيئاً مِن غَيرِها اضطَلَعا
لا يَتَناهَى مِنَ العُلُوِّ فَلَو
قُنِّعَ بالخافِقَينِ ما قَنِعا
يَقنصُ أسدَ الوَغَى مُجاهَرَةً
تَحتَ ظِلالِ الرِّماحِ لا خُدَعا
إذا تَجنَّى كانَت عُقُوبَتُهُ
نَفيَ المُعاديّ والسَّيفَ والنَّطَعا
حالٌ غَدا قَيصَرٌ بِحالَتِهِ
عَنها قَصيراً وَتُبَّعٌ تَبَعا
أحدَثَ في الدّينِ جَدٌّهُ سُنَناً
أبدَعَ في الجُودِ بَعدَهُ بِدَعا
حَسبُكَ في الفَضلِ قارِحٌ سَبَقَ النّا
سَ إلى كُلِّ غايَةٍ جَذَعا
طالَهُمُ قائِماً قاعِداً وأعيا
هُم لِحاقاً وَقَد جَرَوا وَسَعَى
نَفسٌ مُعاناتُها النَّفيسُ مِنَ الأم
رِ وَطَبعٌ يُجانِبُ الطَّمَعا
يَوماكَ في الدَّهِر يا أبا حَسَنٍ
يَومُ نَدى شامِلٌ ويَومُ وغى
جَمَعتَ في هَذِهِ الرِّئاسَةِ والدَّو
لَةِ ما لا يَكُونُ مُجتَمِعا
الحِلمُ والبَأسُ والسَّماحَةُ والعِفَّ
ةُ والاحتِرامُ والوَرَعا
مَحاسِنٌ يا عَليُّ ما أفَلَ البَدُ
رُ عَلَى مِثلِها وَلا طَلَعا
أنتَ إذا حُصلَت مَناسِبُ أهلِ ال
بَيتِ نَسلُ الخَليفَتَينِ مَعا
جَوهَرةٌ مِن مُحَمَّدٍ بَسَلَت
مِن بِضعَةٍ أبسٍلَت بِها بِضَعا
نَعُدُّ مِن آلِكَ الخَليلَ وإسما
عيل سِبطَ الخَليلِ واليَسَعا
شرح ومعاني كلمات قصيدة ضاق من الصبر عنه ما وسعا
قصيدة ضاق من الصبر عنه ما وسعا لـ ابن هتيمل وعدد أبياتها سبعة و ثلاثون.