ضحكت وجوه الدهر بعد عبوس

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ضحكت وجوه الدهر بعد عبوس لـ ابن خلدون

اقتباس من قصيدة ضحكت وجوه الدهر بعد عبوس لـ ابن خلدون

ضحكت وجوه الدهر بعد عبوس

وتجللتنا رحمة من بوس

وتوضحت غرر البشائر بعد ما

انبهمت فأطلعها حداة العيس

صدعوا بها ليل الهموم كأنما

صدعوا الظلام بجذوة المقبوس

فكأنهم بثوا حياة في الورى

نشرت لها الآمال من مرموس

قرت عيون الخلق منها بالتي

أضفت من النعماء خير لبوس

فكأن قومي نادمتهم قرقف

شربوا النعيم لها بغير كؤوس

يتمايلون من المسرة والرضى

ويقابلون أهلة بشموس

من راكب وافى يحيي راكباً

وجليس أنس قاده لجليس

ومشفع لله يؤنس عنده

أثر الهدى في المعهد المأنوس

يعتد منها رحمة قدسية

فيبوء للرحمن بالتقديس

طب بإخلاص الدعاء وإنه

يشفي من الداء العياء ويوسي

يا ابن الخلائف والذين بنورهم

نهجت سبيل الحق بعد دروس

والناصر الدين القويم بعزمة

طرد استقامتها بغير عكوس

هجر المنى فيها ولذات المنى

في لذة التهجير والتغليس

حاط الرعية بالسياسة فانضوت

منه لإكرم مالك وسؤوس

أسد يحامي عن حمى أشباله

حتى ضووا منه لأمنع خيس

قسماً بموشي البطاح وقد غدت

تختال زهواً في ثياب عروس

والماثلات من الحنايا جثما

يخبرن عن طسم وفل جديس

خوص مضمرة البطون كأنها

أنضاء ركب في الفلاة حبيس

وخز البلى منها الغوارب والذرى

فلفتن خزراً بالعيون الشوس

لبقاك حرز الأنام وعصمة

وحياة أرواح لنا ونفوس

ولأنت كافل ديننا بحماية

لولاك ضيع عهدها وتنوسي

الله أعطاك التي لا فوقها

وحباك حظاً ليس بالموكوس

تعنو القلوب إليك قبل وجوهنا

سيان من رأس ومن مرءوس

فإذا أقمت فإن رعبك راحل

يحمي على الأعداء كل وطيس

وإذا رحلت فللسعادة آية

تقتادها في موكب وخميس

وإذا الأدلة في الكمال تطابقت

جاءت بمسموع لها ومقيس

فانعم بملكك دولة عادية

تشقي الأعادي بالعذاب البيس

وإليكها مني على خجل بها

عذراء قد حليت بكل نفيس

غذراً فقد طمس الشباب ونوره

وأضاء صبح الشيب عند طموس

لولا عنايتك التي أوليتني

ما كنت أعنى بعدها بطروس

والله ما أبقت ممارسة النوى

مني سوى مرس أحم دريس

أنحى الزمان علي في الأدب الذي

دارسته بمجامع ودروس

فسطا على وفري وروع مأمني

واجتث من دوح النشاط غروسي

ورضاك رحمتي التي أعتدها

تحيي منى نفسي وتذهب بوسي

شرح ومعاني كلمات قصيدة ضحكت وجوه الدهر بعد عبوس

قصيدة ضحكت وجوه الدهر بعد عبوس لـ ابن خلدون وعدد أبياتها خمسة و ثلاثون.

عن ابن خلدون

عبد الرحمن بن محمد بن محمد، ابن خلدون أبو زيد، ولي الدين الحضرمي الإشبيلي، من ولد وائل بن حجر. الفيلسوف المؤرخ، العالم الاجتماعي البحاثة، أصله من إشبيلية، ومولده ومنشأه بتونس، رحل إلى فارس وغرناطة وتلمسان والأندلس، وتولى أعمالاً، واعترضته دسائس ووشايات، وعاد إلى تونس، ثم توجه إلى مصر فأكرمه سلطانها الظاهر برقوق، وولي فيها قضاء المالكية، ولم يتزين بزي القضاة محتفظاً بزي بلاده، وعزل، وأعيد، وتوفي فجأة في القاهرة. كان فصيحاً، جميل الصورة، عاقلاً، صادق اللهجة، عزوفاً عن الضيم، طامحاً للمراتب العالية، ولما رحل إلى الأندلس اهتز له سلطانها، وأركب خاصته لتلقيه، وأجلسه في مجلسه. اشتهر بكتابه (العبر وديوان المبتدأ والخبر) مجلدات، أولها (المقدمة) وهي تعد من أصول علم الاجتماع، ترجمت هي وأجزاء منه إلى الفرنسية وغيرها، وختم (العبر) بفصل عنوانه (التعريف بابن خلدون) ذكر فيه نسبه وسيرته وما يتصل به من أحداث زمنه، ثم أفرد هذا الفصل، فتبسط فيه، وجعله ذيلاً للعبر، وسماه (التعريف بابن خلدون، مؤلف الكتاب، ورحلته غرباً وشرقاً -ط) وله شعر. ومن كتبه: (شرح البردة) ، وكتاب في (الحساب) ، ورسالة في (المنطق) ، و (شفاء السائل لتهذيب المسائل-ط) .[١]

تعريف ابن خلدون في ويكيبيديا

أَبُو زَيْدٍ وَلِيُّ الدِّيْنِ عَبْدُ الرَّحْمَٰنِ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الحَسَن بن مُحَمَّد بن جَابِر بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيْم بن عَبْدِ الرَّحْمَٰنِ بن خَلْدُوْن الْحَضْرَمِيُّ الإِشْبِيْلِيُّ الشهير اختصاراً بِـ«ابن خَلْدُون»: عالمٌ من علماء العرب والإسلام برع في علم الاجتماع والفلسفة والاقتصاد والتخطيط العمراني والتاريخ بنى رؤيته الخاصة في قراءة التاريخ وذلك بتجريده من الخرافات والروايات التي لا تتفق والمنطق؛ ليكون أوّل من طبق المنهج العلمي على الظواهر الاجتماعية. امتهن الكتابة في ديوان الرسائل في شبابه وأصبح رسولاً بين الملوك في بلاد المغرب والأندلس قبل أن يهاجر إلى مصر ويُقلد قضاء المالكية على يد السلطان الظاهر سيف الدين برقوق؛ ترك مُراسلة الملوك وانصرف للدراسة والتصنيف وألّف عديد الكُتب كان من أهمها كتاب «العبر وديوان المُبتدأ والخبر في أيام العَرب والعَجم والبَربر وَمَن عاصَرَهُم من ذَوي السُلطان الأكبر» والذي عُرف اختصارًا بـ«تاريخ ابن خلدون». ومقدمة هذا الكتاب الشهيرة بـ«مقدمة ابن خلدون» والتي تعد كتاباً بذاتها. وُلد ابن خلدون في تونس زمن الدوّلة الحفصية، وقضى بها طفولته قبل أن يبدأ تنقله بين المُدن في المغرب العربي وبلاد الأندلس واعتكف وهو بالمغرب للدراسة، وأنهى مقدمته الشهيرة قبل هجرته إلى مصر ومنها توجّهَ لأداء فريضة الحج. دخل وسيطاً لحقن الدماء بين أهالي دمشق وجيوش تيمورلنك فكان ضمن القضاة المُرافقين للسطان المملوكي الناصر زين الدين فرج. في دمشق نزل بالمدرسة العادلية وأقام بها حتّى أتمّ مهمته. فيما عدا هاتين الرحلتين لم ينقطع عن مصر وكان مُعلماً في إحدى مدارس المالكية بالقاهرة وهي المدرسة القمحية، وكذلك في المدرسة الظاهرية البرقوقية عقب تأسيسها. خلال دراسته لأحوال الشعوب والمجتمعات اكتشف ابن خلدون علم العمران البشري وهو مُلخص حياة الدوّل وما تصل إليه من ازدهارٍ ثم اضمحلالٍ، ويهدف هذا العلم لدراسة أحوال الناس في أوضاعهم المعيشية والسياسية والدينية والاجتماعية وفق رؤيةٍ علميةٍ وتأريخ صحيح للمجتمعات من خلال إبعاد التأثيرات الخارجية لآراء المؤرخين الشخصية. لمؤلفات ابن خلدون أثرٌ كبير في الفكر العالمي إذ يُعدُّ أول من درس نشوء وتفكك الدوّل وفق رؤيةٍ كاملة شملت النُظم السياسية والاجتماعية والسياسات الاقتصادية والنقدية إضافة لمستوى التقدم في العُمران المدني، هذه الأفكار جعلت منه شخصيةً مركزيةً في الدراسات المعاصرة له قبل انهيار الحضارة الإسلامية، وشكّل عند العجم منارةً علميةً في العلوم السياسية والاقتصاد فدُرست مؤلفاته وتُرجمت إلى عدّة لغات، وأولُ هذه الدراسات كانت على يد جاكوب خوليو الذي تتبع فكر ابن خلدون وألّف كتابه المعنون رحلات ابن خلدون عام 1636. تُرجم الكتاب إلى اللغات اللاتينية والفرنسية واليونانية. يُعدُّ ابن خلدون أوّل عالمٍ دوّن سيرته الشخصية كاملةً حيث اشتملت أجزاء تاريخه -مؤلفه الأكبر- على تفاصيل حياته كلِّها، وما عاناه أثناء ولادة وموت الممالك في المغرب العربي إضافةً لما رآه أثناء الإقامة في مصر ووساطته مع تيمورلنك ورحلته لأداء فريضة الحج.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن خلدون - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي