ضعي اللثام اسبلي الأزار واستتري

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ضعي اللثام اسبلي الأزار واستتري لـ خليل الخوري

اقتباس من قصيدة ضعي اللثام اسبلي الأزار واستتري لـ خليل الخوري

ضَعي اللِثام اُسبلي الأزار وَاستَتِري

وَحجبي مُدهِشات السَمعِ وَالبَصَرِ

إِن تَحجِبي الوَجه لَم تَحجب أَشعَّتُهُ

وَالعَينُ تَعرف حَسَن العَين بِالأَثَرِ

هَيا أَشرِدي وَأِهرُبي مني عَلى عَجَلٍ

وَإِلَهي أذانكِ عَن ذِكري وَعَن خَبَري

غِضي لَحاظَكِ عَني وَاِعرِضي أَنفاً

مني وَلا تَرحَمي دَمعي وَلا سَهَري

لا تَسأَلي عَن رَشادي وَهُوُ مُنسَلِبٌ

وَلا تَفكي قِيادي مِن عَنا الأَسرِ

وَأَنسي وَدِادي وَلا تَرثي لمسكنَتي

وَلا تُبالي بِتَعذيبي وَلا سَهَري

وَمَزِقي أَن تَشي قَلبي فَلا أَسَفاً

عَلَيهِ يا مَنيَتي يا مُنتَهى وَطَري

وَكَيفَ كُنتِ فَإِني ثابِتٌ أَبَداً

عَلى غَرامَكِ لا أَلوي عَلى بَشَرِ

أَقفوكِ في القفر في الوديان مُنسَلِباً

في البر في البَحر في الأَسفار في الحَضَرِ

أَسري وَلَو كُنتُ مَحمولاً عَلى لَحجٍ

أَغدو وَلو كُنتُ مَقذوفاً إِلى شَرَرِ

حَتّى تَضجّ أَقاصي الأَرض مُعلنَةً

وَجدي التياعي وَجودي في يَدِ الخَطَرِ

وَيَصبح الكَون يَروي مِن غَرائِبِهِ

حَديث حُبك بِالأَسفار وَالسَيرِ

فَتَعلَمينَ بِأَني عاشِقٌ وَلِهٌ

يَحقُّ لي بَعد جَدي في الهَوى ظَفري

وَعِندَ ذَلِكَ لا يَعفيكِ سَيدَتي

حُب السِيادة مِن أَن تَقتَفي أَثَري

مالِلمَليحَة مِن حال الثَباتِ سَوى

ما لِلسَفينة في الأَهواءِ وَالغَمرِ

فَسَوف يَمضي قُطوب الوَجه مُنجَلِياً

وَسَوفَ يُسفِر هَذا اللَيل عَن سحرِ

وَتَعرِفينَ بِأَني في الهَوى بَطَلٌ

أَكاد أَخطف نَصري مِن يَد القَدَرِ

وَإِنَّ حُبي حُبٌّ لا شَبيهَ لَهُ

إِلا العِبادَة عِندَ الخالِص الطَهرِ

أَنا الَّذي شَهِدتُ أَهلَ الغَرامِ لَهُ

بِأَنَّهُ أَوحَد العُشاق في العَصُرِ

وَقائِعي في مَيادين الهَوى اِشتَهَرت

مثل اللَهيب بِجنحِ اللَيل لِلنَظَرِ

أَغشى وَغى الحُب لا أَخشى طَوارِقُهُ

أَواه لَو كُنت فيهِ غَير مُنكَسِرِ

يا أَيُّها الفتئة العُشاق ما لَكُمُ

طَيشاً تَداوَلتُم ما بَينَكُم سيري

جَهلاً قَصَدتُم لَحاقي وَهُوَ يَعجزكم

هَذا غُباري رِفاقي فَأَلحَقوا أَثَري

قِفوا قِفوا لَستُم مِمَن يَحمّلهُ

فَرط الغَرام عَلى الإِفراط بِالخَطَرِ

بَحرٌ عَميقٌ غَرقتم فيهِ وَيلَكُم

قَبلَ النُزول إِلى شاطيهِ بِالسَفَرِ

فنُّ الغَرام طَويلٌ لَيسَ يتقنهُ

إِلا المجرد لِلتَعذيب وَالسَهَرِ

ما بِالزُهور وَتَصفيف الشُعور لَدى

تِلكَ القُصور اِجتِذابُ الحور لِلوَطَرِ

بَل بِالشَقاق وَاقتِحام المَوت قَد طَلَبت

كَراهَةَ الروح حَتماً رَغبة الصورِ

ما بِالتَخطُرِ في الأَرجاءِ مِن شُركٍ

يُقيّد الظَبي لِلصَياد وَالوَتَرِ

ما أَنتُم غَيرَ عُشاق الهَواءِ سُدىً

ما لِلهَوى فيكُمُ يا قَوم مِن أَثَرِ

فَاحدقوا بي إِذا شئتُم لاذهلكم

بِشَرح حال غَرامي وَاِسمَعوا سمري

عَشِقتُ وَالعِشقُ داءٌ لا دَواءَ لَهُ

إِلا التَصَبُر وَيَحي ضاعَ مُصطَبِري

رَضعتهُ بِالعَنا طفلاً فَلا عَجَباً

إِن شبتُ مِنهُ وَلَم أَبلغ إِلى كُبرى

هُوَ العَدو الَّذي نَهوى وَكَم فَتَكت

بِمَن أَحِبَّ يَداهُ غَير مُعتَذِرِ

يُهاجم الكَون لا سُوراً يُمانِعهُ

إِلا التَحَصُنُ في الأَجداثِ وَالحُفَرِ

أَضحت لَدَيهِ عِباد اللَهِ مَلعَبَةً

دَوماً تَقلب بَينَ الصَفوِ وَالكَدَرِ

يَوماً يَطيرُ بِنا نَحوَ السَماء عَلى

وَهمٍ وَيَوماً بِنا يَهوي إِلى صَقرِ

مُهَندِسٌ قامَ مَجنوناً عَلى عَجَلٍ

يَبني وَيَهدم بَينَ اللَيل وَالسحرِ

يَفوتُ مِنهُ الَّذي قَد كانَ مُنتَظِراً

يَوماً ويَأتي بِشَيءٍ غَير مُنتَظرِ

غَرَستُ في رَوضِهِ الآمال مُبتَهِجاً

فَضاعَ عُمري وَلَم أَحصَل عَلى الثَمَرِ

أَذابَني كَلفاً في حُبِ غانِيَةٍ

هَتَفَت لَما بَدَت ما ذاكَ مِن بَشَرِ

مشن عالم الغَيب قَد جاءَت مَحجَّبةً

لا بِالضَبابَةِ بَل بِالنور وَالشَرَرِ

مِن المَلائك لَكن لا جَناحَ لَها

غَير الغَلائِلِ وَالأَثوابِ وَالحبرِ

لَم أَنسَ يَومَ اِلتَقَينا في مَرابِعِها

وَالقَلبُ يَرقُص بَينَ العودِ وَالوَتَرِ

وَضَمنا شَملَنا تَحتَ السَماءِ عَلى

رَوض المَسَرة بَينَ الزَهر وَالشَجَرِ

في مَجلس جَمع الغاداتِ خاضِعَةً

لَحُسنِها وَهُوَ يَجلو رايَة الظفرِ

فَكدتُ لَو لَو تَثر نَكباءُ عاصِفَةٍ

مِنها أَنالُ عَلى رَغم العِدا وَطَري

يَومٌ بِهِ دارَتِ الأَقداحُ لاعِبَةً

فَوقَ الصَبابَة بِالأَرواح وَالصُوَرِ

لَكِنَّها نَفرت مني وَقَد نَظَرت

سكري وَما قَبلت عُذري وَكُنتُ بري

راحَت عَلى الراح غَضَبي حَيث شَبهَّهُ

نَديمُها بِلماها المُنعِشِ العَطِرِ

داسَت بِأَقدامِها كاساتِهِ حَنقاً

كَالبَدر داسَ جَبين الأَنجُمِ الزُهرِ

فَخِلتُ شَمس الضُحى بِالنجم قَد عثرت

حَتّى ظَنَنتُ نِظامَ الكَونِ في خَطَرِ

وَاِستَنهَضَت كَغَزال القَفر شارِدَةً

عَني وَقَد أَنكَرتَ نَحوَ السِوى نَظَري

وَهَبَّت الغيرة العَمياء في كَبدٍ

مِن الحَديد عَلى قَلبٍ مِن الحَجَرِ

وَفارَقَتني صَريعاً في مَحبتها

أَبكي وَأَشكو وَأمري غَير مُستترِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة ضعي اللثام اسبلي الأزار واستتري

قصيدة ضعي اللثام اسبلي الأزار واستتري لـ خليل الخوري وعدد أبياتها خمسة و خمسون.

عن خليل الخوري

خليل بن جبرائيل بن يوحنا بن ميخائيل. شاعر، كاتب وأديب ولد في الشويفات بلبنان وتعلم في بيروت وأنشأ بها جريدة (حديقة الأخبار) سنة 1858م، ثم جعل مديراً للجريدة الرسمية ومطبعتها في سورية، فمديراً للأمور الأجنبية فيها. توفي في بيروت. وله ديوان شعر في ستة أجزاء وقصص ورسائل. له: (زهر الربى -ط) ، (العصر الجديد - ط) ، (السمير الأمين -ط) ، (الشاديات-ط) ، (النفحات-ط) ، (والخليل-خ) ، (النعمان وحنظلة) ، (مختصر روضة المناظر لابن الشحنة) .[١]

تعريف خليل الخوري في ويكيبيديا

خليل بن جبرائيل بن يوحنا بن ميخائيل المعروف بـ خليل الخوري (1252 هـ - 1325 هـ / 1836 - 1907 م)، شاعر، كاتب وأديب ولد في الشويفات بلبنان وتعلم في بيروت وأنشأ بها جريدة حديقة الأخبار سنة 1858 م، توفي في بيروت. وله ديوان شعر في ستة أجزاء وقصص ورسائل.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. خليل الخوري - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي