طائر يسبح في جو الخيال

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة طائر يسبح في جو الخيال لـ أحمد تقي الدين

اقتباس من قصيدة طائر يسبح في جو الخيال لـ أحمد تقي الدين

طائرٌ يسبحُ في جوِّ الخَيالْ

في سكونٍ وهُيامِ واختيالْ

ذو جَناحَين جمالٍ وكمالْ

رقّ حتى في الهوى حاكى الهواءْ

قلبُه أَصفى من الماءِ الزُلالْ

آهِ ما أَصفى قلوبَ الشعراءْ

شاعرٌ شبَّ على مهد الغرام

بين وردٍ وأَقاحٍ وخُزامْ

فدعاه الحبُّ من بين الغَمامْ

غادِر الغبراءَ واْصعدْ للعَلاءْ

حيثُ يحلو لكَ في الجوّ الهُيامْ

آهِ ما أَحلى هُيامَ الشعراءْ

غادرَ الكونَ بمنطاد الفِكَرْ

وجلا عن أَرضه نحو القمرْ

قمرٌ يُبدي سَناه للبشرْ

صورةَ الأرض بمرآة السماءْ

رامَه الشاعرُ للقلب مقَرْ

آهِ ما أَقصى أَماني الشعراءْ

سهِرَ الليلَ يراعي النيِّراتْ

ويُناجي السائراتِ الساهراتْ

علّه يكشفُ سرَّ الكائناتْ

ويرى فيها شفيعاً في الفضاءْ

فيلاقي النورَ من ليل الحياةْ

آهِ ما أَدجى ليالي الشعراءْ

رصدَ البدرَ بأَبراج الفلكْ

هاتفاً يا قمراً قلبيَ لكْ

كنْ شفيعاً لي كما أَنيَ لكْ

شاعرٌ لا تستبيهِ الكِبرياءْ

شاعرٌ بالحسن والحسنُ مَلَكْ

آه ما أشعر قلبَ الشعراءْ

باتَ والقلبُ به لم يبتِ

علّه يلقي سميرَ الظُّلمة

وانثنى بعد اللُّتيَّا والتي

قافلاً في وجهه من حيثُ جاءْ

فهوى النجمُ ببرج الزهرةِ

آه ما أَهوى نجومَ الشعراءْ

دخلَ الروضةَ بين الزُّهُرِ

قلبُه العاشقُ حسنُ الزَّهَرِ

هاتفاً لو كان عندي قمري

ما رعيتُ البدرَ في أُفق السماءْ

قمري يا قومُ فيه وطري

آه ما أَقمرَ ليلَ الشعراءْ

تاه عُجباً وانثنى في عَجَبِ

مثلَ من غازل بنتَ العِنَبِ

لا تلوموه بأُمي وأَبي

ما سمعتم فيه قولَ الخطباءْ

حيّر الناسَ فقالوا عصبي

آه ما أصعبَ طِبَّ الشعراءْ

لا تلوموه إذا قاسى المِحَنْ

بثلاثٍ أصلُها الشكلُ الحسنْ

خبّروني مَن نجا منها ومنْ

لم يذقْ من نحله شُهدَ الرَّخاءْ

قلبَ الحبُّ له ضهرَ المِجَنْ

آه ما أَشقى حياةَ الشعراءْ

إِن يكُ القلبُ فريداً بالجمالْ

فحبيبُ القلب يوليه الكمالْ

أَو يكن يصطادُ ربّاتِ الحِجالْ

فهو ملقٍ دلوَه بين الدِلاءْ

ليس يخشى في الهوى قيلاً وقالْ

آه ما أَكثرَ لومَ الشعراءْ

يا فؤادي دع وروداً في الخدودْ

ودع التشبيبَ في لينِ القدودْ

وفؤادُ العائفِ الحبِّ السعيدْ

فاْهجر الشعرَ ودع حسنَ الظباءْ

واشتغل بالنفع عمّا لا يفيدْ

آه ما أَرخصَ قولَ الشعراءْ

دع رُبى نجدٍ وزينات العربْ

في خيام الشعر أو فوق القببْ

أنت يا ابن اليوم في عصر الذهبْ

فمن الذوق استنر بالكهرباءْ

وتفنن واختلق وأتِ العَجبْ

آه ما أَحذقَ فكرَ الشعراءْ

إنما الشاعرُ في الوهم يعومْ

بين حسن الزهر والخدِّ الوسيمْ

ولذا تنظرُه الدهرَ سقيمْ

أشعرُ الناسِ قلوبُ التعساءْ

دونَك الخنساءَ برهاناً قديمْ

آه ما ألطفَ صخرَ الشعراءْ

إنما الشاعرُ حقاً نادرُ

وهو قلبٌ دون قلبٍ طائرُ

هائمٌ في الوهم صبٌّ حائرُ

عائفٌ في هذه الدنيا البقاءْ

تارةً هادٍ وطوراً خاطرُ

آه ما أَكثرَ وهمَ الشعراءْ

إنما الشعرُ خيالٌ في خيالْ

وهذاء بين وهمٍ وجمالْ

أكثرُ الشعر محالٌ في محالْ

غزلٌ هجوٌ ومدحٌ ورثاءْ

إنما أَكذبُه عذبٌ زلال

آه ما أَكذبَ معنى الشعراءْ

إنما الشعرُ بحبّ طاهرِ

لغةُ القلب ورسمُ الخاطرِ

إنّ هذا لومُ عيّ ناثرِ

وعدوُّ الشيء فيه الجهلاءْ

هكذا تُرجم قلبُ الشاعرِ

آه ما أَشقى عدوَّ الشعراءْ

إنما الشعرُ كوحيٍ لقلوبْ

عيشُها في عالم الوهم يطيبْ

حيث لا إنسٌ ولا جنٌّ غريب

لا ولا صوتٌ سوى همس الهواءْ

إنما الصوتُ مناجاةُ الحبيبْ

آه ما أَقدسَ سرَّ الشعراءْ

إنما الشعرُ بلطف العاطفاتْ

لا بقول فاعلاتٌ فاعلاتْ

فليكن شعرُك من غزل البناتْ

لا من الشعر كشعر القدماءْ

وأتِ بالأفكار قبل الكلماتْ

آه ما أَكثرَ حشوَ الشعراءْ

إنما شاعرُنا يغزو الفؤادْ

لفظهُ الرمحُ ومعناه الحدادْ

يُخرجُ الرقَّةَ من قلب الجمادْ

مثلَ موسى وله اللطفُ عصاءُ

يجعلُ الصخرَ فؤاداً إِن إرادْ

آه ما أَقوى كلامَ الشعراءْ

إنما الشاعر طيرُ اللطفِ في

هيكلِ الانسانِ والسرُّ خفي

كان قبلاً جسمُه من قرقفِ

فاستحال اليومَ من طينٍ وماءْ

ضلَّ في حوّا بحسنٍ يُوسفي

آه ما أَشهى ضَلالَ الشعراءْ

إنما الشاعرُ يهوى كلّما

شاقَه الحسنُ بأرض وسما

انجمٌ زهرٌ وغزلانُ حِمى

ومُدامٌ وصفاءٌ وغناءْ

كلُّ هذا في حشاه احتكما

آه ما أَلطفَ خُلقَ الشعراءْ

قلبُه في صدره مثلُ السجينْ

في اذّكار وخُفوق وحنينْ

يقرعُ الصدرَ على طول السنينْ

لا سميعٌ يا قلوبَ السجناءْ

ورقيبُ السجن صخرٌ لا يلينْ

آه ما أظلمَ سِجنَ الشعراءْ

إنما القلبُ الخفيُّ الشاعرُ

كاتبٌ حبّاَ ولطفاً ناثرُ

عاشقٌ دون جَناح طائرُ

فافحصوا قلبَكم يا شعراءْ

فهو في الصدر خفيٌّ ظاهرُ

آهِ ما أصعبَ لُغْزَ الشعراءْ

إن قلبي في ولاكم يا كرامْ

شاعرٌ بالفخر في هذا المقامْ

فاقطفوه إن أَردتم بسلامْ

واذكروني في المسا عند الدعاءْ

فافتتاح القولِ مع مسكِ الختامْ

آه ما أَصفى قلوبَ الشعراءْ

شرح ومعاني كلمات قصيدة طائر يسبح في جو الخيال

قصيدة طائر يسبح في جو الخيال لـ أحمد تقي الدين وعدد أبياتها اثنان و سبعون.

عن أحمد تقي الدين

أحمد تقي الدين. شاعر، ولد في بعقلين، ودرس في المدرسة الداوودية ثم مدرسة الحكمة. ثم درس الشريعة على كبار العلماء ثم أصبح من محجاته في لبنان. زاول المحاماة، ثم عين قاضياً وشغل مناصب القضاء في عدة محاكم منها، بعبدا وعاليه، وبعقلين وكسروان وبيروت والمتن. وقد كان مرجعاً لطائفته الدرزية في قضاياها المذهبية وقد كان شاعراً عبقرياً حكيماً، يعالج علل الأمة، بفكر ثابت ورأي سديد ومدارك واسعة. له (ديوان شعر - ط) .[١]

تعريف أحمد تقي الدين في ويكيبيديا

أحمد عبد الغفار تقي الدين (1888 - 29 مارس 1935) شاعر وقاضي لبناني. ولد في بعقلين، ودرس في المدرسة الداودية في عبيه ثم مدرسة الحكمة في بيروت. درس الشريعة على كبار العلماء ثم عُيِّن قاضيا سنة 1915، وشغل منصب القضاء في محاكم عدة وظل بسلك القضاء حتى آخر حياته. وكان مرجعاً في القضايا المذهبية لطائفة الدرزية. وصف بشاعراً «عبقرياً حكيماً، يعالج علل الأمة، بفكر ثابت ورأي سديد ومدارك واسعة». مُنح وسام الاستحقاق اللبناني بعد رحيله، ورفع رسمه في دار الكتب الوطنية (1974) إحياء لذكراه، ورصد ريع ديوانه لإنشاء نادٍ باسمه في مسقط رأسه.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أحمد تقي الدين - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي