طائر يشدو على فنن

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة طائر يشدو على فنن لـ علي الجارم

اقتباس من قصيدة طائر يشدو على فنن لـ علي الجارم

طائِرٌ يَشْدُو عَلَى فَنَنِ

جَدَّدَ الذِّكْرَى لِذِي شَجَنِ

قامَ والأكْوانُ صامِتَةٌ

ونَسيمُ الصُّبْحِ في وَهَنِ

هاجَ في نَفْسِي وقد هَدَأَتْ

لَوْعَةٌ لَوْلاهُ لم تَكُن

هَزَّهُ شَوْقٌ إِلى سَكَنٍ

فَبَكَى للأَهْلِ والسَّكَن

وَيْكَ لا تَجْزَعْ لِنازِلَةٍ

ما لِطَيْرِ الْجَوِّ مِنْ وَطَن

قد يَراكَ الصُّبْحُ في حَلَبٍ

ويَراكَ اللَّيْلُ في عَدَن

أَنْت في خَضْرَاءَ ضاحِكةٍ

مِنْ بُكَاءِ العارِضِ الْهَتِن

أنْتَ في شَجْرَاءَ وَارِفَةٍ

تارِكٌ غُصْناً إلى غُصُنِ

عابِثٌ بالزَّهْرِ مُغْتَبِطٌ

ناعِمٌ في الْحلِّ والظَّعَن

في ظِلاَلٍ حَوْلهَا نَهَرٌ

غَيْرُ مَسْنُونٍ ولا أُسِن

في يَدَيْكَ الرِّيحُ تُرْسِلُها

كَيْفَما تَهْوَى بلا رَسَن

يا سُلَيْمانَ الزَّمانِ أَفِقْ

لَيْسَ لِلَّذّاتِ مِنْ ثَمَن

وابْعَثِ الأَلْحانَ مُطْرِبَةً

يا حَياةَ الْعيْنِ والأُذُن

غَنِّ بالدُّنْيَا وزينَتِها

ونظَامِ الْكَوْنِ والسُّنَن

وبِقِيعَانٍ هَبَطْتَ بِها

وبما شَاهَدْتَ مِنْ مُدُن

وبأَزْهِار الصَّباحِ وقَدْ

نَهَضَتْ مِنْ غَفْوَةِ الوَسَنِ

وبِقَلْبٍ شَفَّهُ وَلَهٌ

حافِظٍ لِلْعَهْدِ لم يَخُن

كُلُّ شَيءٍ في الدُّنَا حَسَنٌ

أَيُّ شَيءٍ لَيْسَ بالْحَسَن

خالِقُ الأَكْوَانِ كَالئُها

وَاسِعُ الإِحْسَانِ وَالْمِنَن

كانَ لِي إلْفٌ فَأَبْعَدَهُ

قَدَرٌ عَنِّي وأَبْعدَني

أنا مَدَّ الدَّهْرِ أَذْكُرُهُ

وَهْوَ مَدَّ الدَّهْرِ يَذْكُرُني

قد بَنَيْنا الْعُشَّ مِنْ مُهَجٍ

غُسِلَتْ مِنْ حَوْبَةِ الدَرَن

مِنْ لَدُنْهُ الْوُدُّ أَخْلَصُهُ

والْوَفا والطُّهْرُ مِنْ لَدُنِي

كانَتِ الأَطْيَارُ تَحْسُدُه

جَنَّةَ الْمَأْوَى وتَحْسُدُني

وظَنَنَّا أنْ نَعيِشَ بِهِ

عِيشَةَ الْمسْتَعْصِمِ الأَمِن

فَرَمَتْ كَفُّ الزَّمَانِ بِهِ

فَكأَنَّ الْعُشَّ لم يَكُن

طارَ مِنْ حَوْلِي وَخَلَّفَنِي

لِلْجَوَى والْبَثِّ والْحزَن

ونَأَى عَنِّي وما بَرِحَتْ

نَازِعاتُ الشَّوْقِ تَطْرُقُني

وَمَضَى والْوَجْدُ يَسْبِقُهُ

وَدمُوعُ الْعَيْنِ تَسْبقُني

إنْ تَزُرْ يا طَيْرُ دَوْحَتَهُ

بَيْنَ زَهْرٍ ناضِرٍ وجَنِي

وَشَهِدْتَ التِّمْسَ مُضْطَرِباً

واثِباً كالصافِنِ الأَرِن

عَبِثَتْ رِيحُ الشَّمالِ بِه

فَطَغَى غَيْظاً على السفُنِ

فَانْشُدِ الأَطْيَارَ واحِدَها

في الْحُلَى والْحُسْنِ والْجَدَن

وَتَرَيَّثْ في الْمَقَالِ لَهُ

قد يَكُونُ الْمَوْتُ في اللَّسَن

صِفْ لَهُ يا طَيْرُ ما لَقِيَتْ

مُهْجَتي في الْحُبِّ مِنْ غَبَن

صِفْ لَهُ رُوحاً مُعَذَّبَةً

ضاقَ عن آلامِها بَدَنِي

صِفْ لَهُ عَيْناً مُقَرَّحَةً

لأَبِيِّ الدَمعِ لَمْ تَصُن

يا خَلِيلِي والْهَوَى إِحَنٌ

لا رَماكَ اللّهُ بالإحَن

إِنْ رَأَيتَ الْعَيْنَ ناعِسَةً

فَتَرَقَّبْ يَقْظَةَ الْفِتَنِ

أوْ رَأيتَ الْقَدَّ في هَيَفٍ

فاتَّخِذْ ما شِئْتَ مِنْ جُنَن

قد نَعِمْنا بِالْهَوَى زَمَناً

وشَقِينا آخشرَ الزَّمَنِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة طائر يشدو على فنن

قصيدة طائر يشدو على فنن لـ علي الجارم وعدد أبياتها واحد و أربعون.

عن علي الجارم

علي بن صالح بن عبد الفتاح الجارم. أديب مصري، من رجال التعليم له شعر ونظم كثير، ولد في رشيد، وتعلم في القاهرة وإنجلترة، واختير ليكون كبير مفتشي اللغة العربية بمصر. ثم وكيلاً لدار العلوم حتى عام (1942) ، مثل مصر في بعض المؤتمرات العلمية والثقافية، وكان من أعضاء المجمع اللغوي. وتوفي بالقاهرة فجأة، وهو مصغ إلى أحد أبنائه يلقي قصيدة له في حفلة تأبين لمحمود فهمي النقراش. له (ديوان الجارم-ط) أربعة أجزاء، (قصة العرب في إسبانيا - ط) ترجمة عن الإنكليزية. و (فارس بن حمدان-ط) ، (شاعر ملك-ط) ، وقد شارك في تأليف كتب أدبية منها: (المجمل-ط) ، و (المفصل-ط) وكتب مدرسية في النحو والتربية.[١]

تعريف علي الجارم في ويكيبيديا

علي بن صالح بن عبد الفتاح الجارم أديب وشاعر وكاتب، ولد عام 1881 في مدينة رشيد في مصر. بدأ تعليمه القراءة والكتابة في إحدى مدارسها ثم أكمل تعليمه الثانوي في القاهرة، بعدها سافر إلى إنكلترا لإكمال دراسته ثم عاد إلى مصر حيث كان محباً لها كما دفعه شعوره القومي إلى العمل بقوة وإخلاص لوطنه، وقد شغل عدداً من الوظائف ذات الطابع التربوي والتعليمي، فعُيِّن بمنصب كبير مفتشي اللغة العربية ثم عُيِّن وكيلاً لدار العلوم وبقي فيها حتى عام 1924، كما اختير عضواً في مجمع اللغة العربية، وقد شارك في كثير من المؤتمرات العلمية والثقافية.كتب عنه في موقع إسلام سيفلايزيشن للشاعر العراقي فالح الحجية:

وله ديوان في أربعة أجزاء، وله كتب أخرى منها فارس بني حمدان وشاعر وملك وغارة الرشيد.[٢]
  1. معجم الشعراء العرب
  2. علي الجارم - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي