طاب الزمان واضحى أمرنا شورى

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة طاب الزمان واضحى أمرنا شورى لـ عبد الحميد الرافعي

اقتباس من قصيدة طاب الزمان واضحى أمرنا شورى لـ عبد الحميد الرافعي

طاب الزمان واضحى أمرنا شورى

لما غدا علم الدستور منشورا

فجر أطل وجيش الليل يدفعه

حتى إنجلى فمحا تلك الدياجيرا

وأشرقت أثره شمس الخلافة من

برج الرشاد فزادت نوره نورا

محا مظالم الاستبداد وانقشعت

غمائم عمت الآكام والقورا

وقد هوى زحل من علو مطلعه

يشكو الزمان ويبكي الحظ مدحورا

وطهر الملك من أعوانه فمضوا

صلبا ونفياً وتذليلا وتخسيرا

على الخيانة عاشوا ليس همهم

إلا الدراهم جمعاً والدنانيرا

كانوا لدولتنا أركان عزتها

اسما وأفعالهم كانت مناشيرا

متى تُصان عناقير الكروم إذا

ما السارقون هم كانوا النواطيرا

فسلهم أين خلوا بعد نكبتهم

تلك الخزائن ملأى والمطاميرا

ما قد مواقط من خير لكي يجدوا

ولا اتوا عملاً في الدهر مبرورا

فما بكتهم سماء لا ولا حزنت

أرض عليهم ومن يبكي الزنابير

لو أنهم بالأذى كالنحل لسعتها

توسى بشهد لكان الذنب مغفورا

لكنهم خُلقوا شرا فلا رحموا

سحقا لهم ولمن قد عاش شريرا

وصرح يلذز لم يحرس مشيده

كأن أحجاره كانت قواريرا

ولو تمكن اسرافيله لقضى

ان يقلب الأرض او أن ينفخ الصورا

ولى وخلى كنوزاً ما تصورها

قارون يوماً فهل اغنته قطميرا

مودعاً جنة قد أشبهت ارما

ذات العماد وفاقتها مقاصيرا

لو طال لاتخذ العرش المنير لها

سقفا ودقَّ دراريه مساميرا

كأنما خالها دار الخلود فكم

شاد القصور بها واستخدم الحورا

وود لو أحرز الدنيا وزينتها

في ذلك القصر اسرافاً وتبذيرا

مهلاً فذا مال بيت المال يا ملكا

قد غره الدهر حتى ظُن مسحورا

ما شأن مثلك ان تلهيه زخرفة الد

نيا ويسحب ذيل اللهو مجرورا

ادنيت من قرناء السوء شرذمة

أنسوك ما العدل حتى بات مهجورا

ضيعت ملكاً عظيم الشأن ذا حظر

فنلت ما لم يكن بالبال مخطورا

أين اليمين وما عاهدت أمتك ال

حسرى عليه فهل أضمرت تكفيرا

رجعت ظلماً بدستور منحتهم

قبلا جعلت به المكسورا مجبورا

فيا لها عثرة أودت بصاحبها

وما نراه لعمر اللَه معذورا

الحمر للّه رب العالمين على

احسانه إذ جلا تلك التقاديرا

وانقذ الملك والاحكام من نفر

قد أوسعوا الناس توحشيا وتنفيرا

فيا له عصر سوء ساء مخبره

وعيشه كان بالأكدار موقورا

ويح الجواسيس كم جاسوا الخلال وكم

داسوا الرجال به غدراً وتزويرا

ويح الاضاليل كم راجت بضاعتها

فيه وظل حليف الحق منفورا

لا كان من زمن بالعكس ممتحنٍ

أنأى الفحول وقد أدنى الطناجيرا

أمسى به الغش والتدليس وا أسفي

وصفا لأكثر من ندعوه مأمورا

وصار أخذ الرشى في الأكثرين بهم

داء عقيماً لقد أعيا العقاقيرا

من جاءهم ويداه بالذي اقترحوا

مملوأتان كُفي هما وتحسيرا

ومن يكن عاجزاً سموه من حَنَقٍ

معجزاً وجزوا دعواه تأخيرا

وللمساكين في أبواب عزتهم

ذل يفطر قلب الدين تفطيرا

صغيرهم قد زها كبرا وقيمته

أقل لو أن للتصغير تصغيرا

أما الكبير فقل عجلا وقل صنما

لقد أبحتك في التشبيه تخييرا

وان تجد بينهم يوماً أخا شرف

وعفة تلقهم منه مضاجيرا

يدعونه باسم صوفي إذا سُئلوا

عنه وقد قصدوا ذماً وتحقيرا

مناقب كلها رجس فلو قُطرت

في البحر لاحتاج تطييباً وتطهيرا

باللَه يا أُمةَ الدستور فانتبهوا

وايدوا نصره جداً وتشميرا

واستشرفوا بجميع العزم مملكة

قد صار أكثرها بالجهل مدثورا

شرح ومعاني كلمات قصيدة طاب الزمان واضحى أمرنا شورى

قصيدة طاب الزمان واضحى أمرنا شورى لـ عبد الحميد الرافعي وعدد أبياتها ستة و أربعون.

عن عبد الحميد الرافعي

عبد الحميد بن عبد الغني بن أحمد الرافعي. شاعر، غزير المادة. عالج الأساليب القديمة والحديثة، ونعت ببلبل سورية. من أهل طرابلس الشام، مولداً ووفاة، تعلم بالأزهر، ومكث مدة بمدرسة الحقوق بالأستانة، وتقلد مناصب في العهد العثماني، فكان مستنطقاً في بلده، نحو 10 سنين، وقائم مقام في الناصرة وغيرها، نحو 20 سنة، وكان متصلاً بالشيخ أبي الهدى الصيادي، أيام السلطان عبد الحميد، ويقال: أن الرافعي نحله كثيراً من شعره. ونفي في أوائل الحرب العامة الأولى إلى المدينة، ثم إلى قرق كليسا، لفرار ابنه من الجندية في الجيش التركي، وعاد إلى طرابلس بعد غيبة 15 شهراً. واحتفلت جمهرة من الكتاب والشعراء سنة 1347هـ، ببلوغه سبعين عاماً من عمره، فألقيت خطب وقصائد جمعت في كتاب (ذكرى يوبيل بلبل سورية) طبع سنة 1349هـ. وله أربعة دواوين، هي: (الأفلاذ الزبرجدية في مدح العترة الأحمدية -ط) و (مدائح البيت الصيادي -ط) ، و (المنهل الأصفى في خواطر المنفى -ط) نظمه في منفاه، و (ديوان شعره -خ) .[١]

تعريف عبد الحميد الرافعي في ويكيبيديا

عبد الحميد بن عبد الغني الرافعي الفاروقي (1851 - 1932) شاعر وكاتب وصحفي وسياسي لبناني.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي