طاب الوصال بلا جام وإبريق
أبيات قصيدة طاب الوصال بلا جام وإبريق لـ صالح مجدي
طابَ الوِصال بِلا جام وَإِبريقِ
فَهاتَ لي في التَهاني خَمرة الريقِ
وَناوِليني مِن الخَدّين ثانيةً
ما اِحتاج بِالطَبع صافيها لِترويق
وَلا تضنّي بِها بخلاً فَما حرمت
مَع الحلال عَلى إِلفٍ وَصدّيق
وَلا نهى الشَرع عَن تَعزيز لذَّتِها
بضمّ قامة مَيّاس وَمَعشوق
يَرنو بِفاتك أَلحاظ حَواجبُها
شَبيهةٌ بقسيٍّ عِندَ تَفويق
فُديتِ لا تُشمِتي بِالمطل عاذلتي
فَقَد نما فيك تَعذيبي وَتَأريقي
وَكادَ سُهدي بِإِسراري يَبوح لِمَن
لَم يَدرِ وَجداً أُواريه بِتلفيق
وَالدَمعُ لَولا ثَباتي في الغَرام جَرى
مِن مُقلَتي تَحتَ أَقدامي بِتدفيق
يا صاح خلِّ سَبيل الراهبين وَلا
تَرغب عَن النسل أَو تركن لِتعويق
فَما بَدا درُّ ثَغرِ الدَهرِ مُبتسماً
إِلا بِأَعياد تَفريح وَتَشريق
أَو في مَواسم تَأهيلٍ أَهلّتُها
مُضيئةٌ بَينَ هالات وَتَطويق
أَو في زَواج وليّ العَهد مَن طُبعت
لَهُ القُلوب عَلى ودّ وَتَوميق
فَاشرح صَدور المَوالي بِالثَناء عَلى
عَلياه وَانظم لآليه بتنسيق
وَاركض مَعي في مَيادين المَديح وَقل
ما شئت في وَصفه مِن بَعد تَنميق
فَإِنَّهُ خَيرُ مَولود لخير أَب
وَليدُه لِلمَعالي خَير مَخلوق
حَيث المهيمن مِن لُطف وَمِن كَرَم
أَنشاه في عَصر تَشريف وَتَشويق
وَأَيد الملك وَالدين القَويمَ بِهِ
في دَولة ذات تَمكين وَتَوثيق
في دَولة لخديوي مصر راضيةٍ
عَنهُ لِما فيهِ مِن حلم وَتَدقيق
يا أَيُّها الصَدر أَنتَ البَدر في أُفق
تَهواك شَمس الضُحى فيهِ بِتحقيق
وَمِنكَ تَأتي بِأَشبال غَطارفة
يَخشاهمُ كُلُّ جبارٍ وَزنديق
وَيتقي بَأَسَهُم في كُلِّ مُعتركٍ
صَعبُ الشَكيمة مِن أَبناء عمليق
وَيَنشرون لِواء العَدل في وَطَن
لِلعلم فيهِ غُصونٌ ذاتُ تَوريق
وَكَيفَ لا وَمقالاتي أَدلَّتُها
غَنية فيكَ عَن نَصٍّ بِتَصديق
فَقَد مَلأت بِقاع الأَرض أَجمعها
بِنُور إِنصاف ذي حَقٍّ وَمَحقوق
وَنِلتَ مَنزلة لا شَكَ أَنتَ لَها
أَهل بِمَجدٍ تَليدٍ غَير مَسبوق
وَبِالخُصوص فَفي الأَحكام رَأيُك قَد
أَضاءَ في كُل مَفهوم وَمَنطوق
هَيهات يبلغ فيكَ الحَمدُ غايته
مِن ناظم ما حَذا حَذو ابن مَعتوق
مِن ناظم قلّ أَن تحوى قَريحتُه
مِن الصِفات سِوى معشار مَطروق
تِلكَ الصِفات التي اِزدانَت بِها كُتبٌ
لَم تُحصَ بِالعدِّ في سردٍ وَتعليق
لا زلت في الدَولة الغَرّا بِها عَضداً
ما اِزداد لِلّه شُكراً كُلُّ مَرزوق
وَما سُررتَ بِهم مَع إِخوة نُبَلا
لِكُل مَدح عَلَيهم حسنُ تَطبيق
وَما اِبتَهجت بِأَبطال سيوفُهم
بِالفَصل تحكم في الأَعناق وَالسُوق
وَما اِفتَخرت بإسماعيل في ملأٍ
مِن المُلوك عَلى أَضراب برقوق
وَما اِزدَهى يَوم أنسٍ بِالزَفاف بِهِ
لِلبَدر وَالشَمس لذّاتٌ بِتَعشيق
أَو قالَ مَجدي بإِخلاص يؤرخه
بِناء يُمنٍ عَلى شمس لِتَوفيق
شرح ومعاني كلمات قصيدة طاب الوصال بلا جام وإبريق
قصيدة طاب الوصال بلا جام وإبريق لـ صالح مجدي وعدد أبياتها خمسة و ثلاثون.
عن صالح مجدي
محمد بن صالح بن أحمد بن محمد بن علي بن أحمد بن الشريف مجد الدين. باحث، مترجم، له شعر، من أهل مصر، أصله من مكة، انتقل جده الأعلى الشريف مجد الدين إلى الديار المصرية، فولد صاحب الترجمة في أبي رجوان (من أعمال الجيزة) وتعلم في حلوان ثم بمدرسة الألسن بالقاهرة، ونشأ نشأة عسكرية، ثم تحول إلى القضاء، وتوفي بالقاهرة. ترجم عن الفرنسية كتباً كثيرة، ولما ولي الخديوي إسماعيل، انتدبه لترجمة القوانين الفرنسية المعروفة باسم (كود نابليون Code Napteon) فترجمها إلى العربية. وتعلم الإنجليزية سنة 1286هـ. وله (ديوان شعر -ط) قال على مبارك: له من الكتب المترجمة والمؤلفات ما يزيد على 65 كتاباً ورسالة منها: (المطالب المنفية في الاستحكامات الخفية- ط) ، و (ثمانية عشر يوماً في صعيد مصر-ط) .[١]
- ↑ معجم الشعراء العرب