طار عن برقة برق فشم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة طار عن برقة برق فشم لـ ابن قلاقس

اقتباس من قصيدة طار عن برقة برق فشم لـ ابن قلاقس

طارَ عَنْ بَرْقَةِ بَرْقٍ فَشِمِ

ضَمَّ سِقْطَيْهِ بِسِقْطَيْ إِضَمِ

عارَضَ العارِضَ فافترَّتْ به

شفتاهُ اللُّعْسُ عَنْ مُبْتَسَمِ

وَسَرَى يَسْأَلُ عن وادِي الغَضَا

وهو يَسْتَنُّ هِضابَ الْمَوْسمِ

كلما ضَلَّ جَرَتْ أدْمُعُهُ

في حواشِي وَجَنَاتِ الأَكَمِ

أَيُّ عِقْدٍ للحيا مُنْتَشثرٍ

قَلَّدَ الدَّوْحَ حِلَى مُنْتَظِمِ

جَرَّعَ الأَجْرَعَ من مُزْنَتِهِ

ضَرَبًا مُنْبَعِثاً عن ضَرَمِ

وعلى السَّفْحِ عيونٌ جرحت

فَهْيَ لا تَسْفَحُ إِلا بالدَّمِ

وفؤادٍ لم تَزَلْ نارُ الجوى

فيه تُذْكَى برياحِ اللُّوَّمِ

وقف الشوقُ به في مَعْرَكٍ

نازحِ الأَجْرِ بعيدِ المَغْنَمِ

إنما جَسَّر أَلْحَاظَ المَهَا

أَنها تُتْلِفُ ما لَمْ تَغْرَمِ

قَعْقَعَتْ أَبطالُه شِنْشِنَةً

وَجْدُهُ يَعْرِفُها من أَخْزَمِ

فسلِ العَنْدَمَ في أَنْمُلِها

إِنْ تَوَصَّلْتَ إِليهِ عَنْ دَمِي

وَسَلامٍ حَمَلَتْ رِيحُ الصًّبا

منه ما هَزَّ فروعَ السَّلَمِ

جاذَبَ الأَحْدَاجَ أَطرافَ البُرَى

فاستجارَتْ بالرَّسِيمِ المِيسَمِ

زارَني والبَدْرُ في جِنْحِ الدُّجَى

مَلَكٌ من فَوْقِ طِرْفٍ أَدْهَمِ

وضعَ النَّثْرَةَ عنه نَثْرَةً

واكْتَفَى رَزْمَ سِنانِ المِرْزَمِ

فاستجابَتْ هِمَمِي مُوقِظَةً

طَرْفَ عزمٍ بَعْدَها لم يَنَمِ

وأَذقتُ النفسَ من شُهْدِ المُنَى

ثم عرَّضْتُ لها بالعَلْقَمِ

فانْثَنَتْ تُنْثَرُ من أَنْجُمِهِ

دُرَرٌ لولا العُلَى لم تُنْظَمِ

بمعانٍ ماتَأَتَّى حَوْكُها

لِزُهَيْرٍ في مَعَالِي هَرمِ

عَظُمَتْ قِيمَتُهَا مُذْ عَلِقَتْ

بأَميرِ المؤمنينَ الأَعظمِ

كَعْبَةِ المَنِّ التي مَنْ زارَها

باتَ في أَمْنِ حَمَامِ الحَرَمِ

قِبْلَةِ الدينِ التي يأْتَمُّها

عندما ينزِلُ عِيسى مَرْيَمِ

جَوْهَرِ النورِ الذي آنسَهُ

لَحْظُ موسَى في سوادِ الظُّلَمِ

حُجَّةِ اللِه التي حَجَّ بها

خَلْقُهُ من كافرٍ أَو مُسْلِمِ

دَوْحَةِ الفضلِ التي أَغصانُها

مثمراتٌ ببديعِ الحِكَمِ

قائِدِ الجَيْشِ الذي مَنْ راعَهُ

باسْمِهِ قَبْلَ التَّلاقِي يُهْزَمِ

عسكرٌ جالَ ولا نٌَْعَ له

أَيُّ نَقْعٍ والثَّرَى بَحْرُ دَمِ

بَنَتِ السُّمْرُ سماءً فوقَهُ

شُهْبُها ما حَمَلَتْ مِنْ لَهْذَمِ

وشَدَتْ أَلْسُنُ أَغمادِ الظُّبَا

بِفَصِيحٍ في ثُغورِ العِمَمِ

طرِبَتْ من تحتِها الشمسُ فكَمْ

نَثَرَتْ من نُورِها من دِرْهمِ

وَتَبَدَّى عَلَمُ النَّصْرِ بهِ

خافِتًا كالنَّارِ فَوْقَ العَلَمِ

حَلَّقَتْ من خَلْقِهِ راياتُهُ

فَهْيَ أَمثالُ الحَمَامِ الحُوَّمِ

عّذَبٌ يَلْعَبُ فيها ذَهّبٌ

لَعِبَ البَرْقِ بذَيْلِ الدِّيَمِ

وينودٌ جَعَلَ الجَوُّ بها

مَسْكَنَ الفَتْخاءِ مَأْوى الضِّيْغَمِ

من نُعُوشٍ رُوحُها الريحُ فما

تَأْتَلِي تَفْغَرُ أَرْجَاءَ فم

كلُّ لُبٍّ صاعدٍ في صَعْدَةٍ

قابضٍ منها بِلِيْتَيْ أَرْقَمِ

وعُقابٍ كُلَّما حَوَّمَهَا

عارِضٌ رَوَّعَ سَيْرَ الأَنْجُمِ

في يَدَيْ كلِّ كميٍّ باسمِهِ

يخدُمُ الموتُ شِفارَ المِخْذَمِ

يَعْتَلِي من طَرْفِهِ في مَهْمَهٍ

دونَ أَنْ يُكْلَمَ مَعْنَى الكَلِمِ

فإِذا اسْتَطْرَدَ في معرَكَةٍ

عَلَّمَ الفارِسَ ما لك يَعْلَمِ

وإِذا ريحُ نشاطٍ نَفَحَتْ

نَفَخَتْ منهُ بأَذْكَى ضَرَم

ذاك جيشٌ لو رَمَى أَبطَالَه

بالصّروفِ الدَّهْرُ لم تَنْهَزِمِ

هُوَ منه حيثُ ما دارَ بهِ

حيثُ حَلَّتْ غُرَّةٌ من أَدْهَم

قام للطيرِ وللوحشِ بما

عهدَتْهُ عنده من مَطْعَمِ

فترى الذئبَ على لُوثَتِه

مُسْتَهَاماً بإِخاءِ القَشْعَمِ

فَرَحٌ سِيئَتْ له أَعداؤُهُ

رُبَّ عُرْسٍ كائنٍ عن مَأْتَمِ

يا إِماماً خضع الدهرُ له

وأَطاعَتْهُ رِقابُ الأُمَمِ

دَعْوَةً رَجَّعَهَا مُسْتَمْسِكٌ

بِعُرَى القَصْدِ التي لم تُفْصَمِ

كُلَّمَا رامَ نهوضاً حَصَّهُ

قَوْلُ زُغْبٍ عندَهُ لا تَرمِ

قد سَطَا الخَطْبُ عليه فاشْتَكَى

من أَيادِيكَ لأَوفي حَكَمِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة طار عن برقة برق فشم

قصيدة طار عن برقة برق فشم لـ ابن قلاقس وعدد أبياتها واحد و خمسون.

عن ابن قلاقس

نصر بن عبد الله بن عبد القوي اللخمي أبو الفتوح الأعز الإسكندري الأزهري. شاعر نبيل، من كبار الكتاب المترسلين، كان في سيرته غموض، ولد ونشأ بالإسكندرية وانتقل إلى القاهرة، فكان فيها من عشراء الأمراء. وكتب إلى فقهاء المدرسة الحافظية بالإسكندرية (ولعله كان من تلاميذها) رسالة ضمّنها قصيدة قال فيها: أرى الدهر أشجاني ببعد وسرني بقرب فاخطأ مرة وأصابا وزار صقلية سنة (563) وكان له فيها أصدقاء، ودخل عدن سنة (565) ثم غادرها بحراً في تجارة، وكان له رسائل كثيرة مع عدد من الأمراء منهم عبد النبي بن مهدي صاحب زبيد: وكان طوافاً بين زبيد وعدن. واستقر بعيذاب، لتوسطها بين مصر والحجاز واليمن، تبعاً لاقتضاء مصالحه التجارية وتوفي بها. وشعره كثير غرق بعضه في أثناء تجارته في البحر، وبعضه في (ديوان - ط) ولمحمد بن نباته المصري (مختارات من ديوان ابن قلاقس - خ) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي