طار يطوى مجاهل الأفق والنا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة طار يطوى مجاهل الأفق والنا لـ صالح الشرنوبي

اقتباس من قصيدة طار يطوى مجاهل الأفق والنا لـ صالح الشرنوبي

طار يطوى مجاهل الأفق والنا

ر تلظ في قلبه الوثاب

يطبيه الحسن المشاع فيسرى

مصعدا في غياهب وضباب

تشرق الشمس حين تشرق دنيا

ه بحلم يطوى كطى الكتاب

وهو يشتار من ندى الفجر شهدا

ومن الليل أكؤسا من صاب

زاده فنه ونجواه قيثا

ر هواه وزهرةٌ من شباب

تهزم الريح حوله فيغنى

بلحون من قلبه المنساب

قال يا ريح كن بساطى إليها

ففؤادي أضناه طول اللواب

أنا في راحتيك قلب جريح

يتندى كأعين الأحباب

يتنزى شوقا إلى عشر بلقي

س فهبنى كالناسك الأواب

واطوني في يديك رب طلاء

عبقري أحسوه يذهب مابي

إن لي في الندى طلاء وفي البر

ق ابتساما وفي السماء كتابي

أتغنى بآيها كل حين

فهي إعجاز مبدع وهاب

لي مع النجم سبحة من خيال

ومع البرق حسوةٌ من رضاب

ومع البدر والكواكب تسيا

ر بطىء الخطا جميم الخطاب

هو خمري ونشوتي وحديثي

وغرامي ومنيتي وطلابي

فامض يا ريح بي فقلبي غر

في هواه وفي هواه عذابي

يكتوى مفرداً بحسن العذارى

وهو حسن كبهرج من سراب

تخذ الناس سلوة وعزاء

عن أمان جوفاء صنو حباب

فهو يهذى في صمته ويناجي

سر آلامه بجمرٍ مذاب

فارحميه يا ريح من صمته الدا

جى وردى أحلامه للصواب

إن في صمته جحيما لنفسي

وهي كالزهر في الفيافي اليباب

فتقبل نجواي يا ريح واهزم

فهزيم الرياح في أصلابي

نجنى من عذاب قلبي ونفسي

فهما توأما أسى وعذاب

أنا يا ريح جوهر مستسر

في كنوز في عالم مرتاب

تخذ الشك لليقين سبيلا

فهو في ظلمة الهوى الكذاب

طهريني من رجس دنياي بالنا

ر تلظى في روحك الغلاب

وانظري هل ترين إلا خداعا

قد كواني بلمحه الخلاب

يا رياح المغيب هبي بقلبي

وبنفسي وراحتي وشبابي

واقذفي بالتراب حينا إلى الشم

س وحينا إلى ضمير العباب

عله يكتوى بسفع لظاها

فهو سر لشقوتي واكتئابي

عاصفٌ إثر عاصف ونجوم

ورجوم تغلى على الأحقاب

وعلى الأفق ثائر من لهيب

وعلى الشمس غيهب من حجاب

وإذا الكون يشرب الليل كأسا

ويغنى بثاقب وشهاب

ثم يفنى الوجود في كف باريه

لتحيا الحياة في الألباب

وإذا العالم العي بليغ

ذائع السر معلم الأسباب

وإذا الخافق الغرير حكيم

وإذا النفس في طريق التصابي

وإذا راهب الليالي خيال

شارد الخطو كالمها في الغاب

خلصلت روحه فسال ضياء

وطوى طينه سجل الرغاب

فهو يشدو في مأتم الروح لحنا

ويبكى في مفرحات التراب

يقرأ اللكون في صحيفته العليا

سطورا ما بين صاف وكاب

فرأى الخير في المآذن يخبو

وهو الخير في النواقيس خابي

ورأى الشر في الجميع مشاعا

فتولى عن رفقة وصحاب

ورأى النجم دمعة الشمس في المغ

رب والدمع توأم الإغتراب

ورأى البدر ثاني اثنين في حب

سماء سحرية الأبواب

ورأى الأرض قبضة من تراب

طوقتها غلالة من سحاب

ورأى الزهر في الرياض شئونا

وشجونا للعاشق المنتاب

ورأى النحل أمة في هواء

ورأى النمل أمة في هضاب

ورأى الحب نسمة من نعيم

ورأى الحب عاصفا من عذاب

ورأى الله جهرة في مجالي

ه قريباً منه بغير اقتراب

فهو بين النكران والإعجاب

وهو بين اليقين والإضطراب

ورأى الموت لابل الموت أغرا

ه بلقياه بعد طول لعاب

جاءه في اعتزاله يطلب السر

وفي السر ضاع فجر الشباب

قال يا شيخ قد أتيتك أدعو

ك إلى عالم رفيع الجناب

فانطلق من قيود دنياك إن كا

ن يسيرا عليك نزع اللباب

أو فدعني أنزع لبابك يا قش

ر تمت سالما من الأوصاب

ثم ولى عنه وخلف دودا

مستكفاً حول الذبيح المصاب

وانطوى عمرى ليذهب ذكرا

خالداً في الأعمار والأحقاب

شرح ومعاني كلمات قصيدة طار يطوى مجاهل الأفق والنا

قصيدة طار يطوى مجاهل الأفق والنا لـ صالح الشرنوبي وعدد أبياتها سبعة و خمسون.

عن صالح الشرنوبي

صالح بن علي الشرنوبي المصري. شاعر حسن التصوير، مرهف الحس، من أهل بلطيم بمصر، ولد ونشأ بها. دخل المعهد الديني بدسوق، فمعهد القاهرة، فالمعهد الأحمدي بطنطا، ثم كلية الشريعة، فكلية دار العلوم. ودرّس في مدرسة سان جورج بالقاهرة، ونشر بعض شعره في مجلات الإذاعة والرسالة والثقافة وجريدتي الأهرام والمصري، وعمل في جريدة الأهرام. ذهب إلى بلطيم ليقضي أيام عيد الأضحى مع أهله، فقضى نحبه منتحراً. له اثنا عشر ديواناً في كراريس صغيرة، منها مجموعة أسماها (نشيد الصفا -ط) .[١]

تعريف صالح الشرنوبي في ويكيبيديا

صالح علي شرنوبي (1924م - 1951م / 1370 هـ)، ولد في 26 مايو 1924 بمدينة بلطيم بمحافظة كفر الشيخ. حفظ القرآن الكريم وعمره 10 سنوات. درس بمعهد دسوق الديني وحصل على الابتدائية من معهد القاهرة عام 1939م. حصل على الثانوية الأزهرية من المعهد الأحمدي بطنطا عام 1947م. فشل في الالتحاق بدار العلوم بعد أن اجتاز الامتحان التحريري. التحق بكلية أصول الدين ثم هجرها بعد سبعة أشهر من الدراسة. بعد عام من تركه كلية أصول الدين عاد إلى بلطيم ليعمل مدرسا بالمدرسة الابتدائية. ترك بلطيم إلى القاهرة. كتب قصائد الشك والحزن والحرمان والموت وهو مقيم بحجرة الدجاج على سطح أحد المنازل، أو وهو ملتجئ ـ بعد أن طردته صاحبة البيت لعجزه عن دفع الإيجار - إلى مغارة بجبل المقطم، أو وهو مقيم في بدروم تحت الأرض يخيل إلى داخله أنه يستنشق هواء قد سبق تنفسه حسب تعبير الدكتور عبد الحي دياب. عمل مدرسا بمدرسة أجنبية للبنات هي مدرسة «سان جورج» لكنه فصل منها لكثرة تخلفه وعدم التزامه بمواعيد الحضور والانصراف. مرة ثانية حاول الالتحاق بكلية دار العلوم ليلقى نفس النتيجة التي لقيها عام 1947 م. التحق بكلية الشريعة، ولكنه سرعان ما هجرها لنفس الأسباب التي هجر بها كلية أصول الدين. تعرف على الممثلين والممثلات وكتب أغنيات بعض الأفلام، كما أنه عرف وذاق كل خصائص عالم الفن إلى درجة التخمة. علم كامل الشناوي بمأساة الشاعر صالح الشرنوبي فعينه مصححا في جريدة (الأهرام) لتظل الماساة قائمة نتيجة لنمط الحياة التي قد استغرقت هذا الشاعر. في إجازة عيد الأضحى عاد الشاعر إلى بلطيم لتكون النهاية الحزينة، ولتشيع بلطيم شاعرها إلى مثواه الاخير يوم 17 سبتمبر 1951 م الموافق 15 من ذي الحجة 1370 هجرية. خلف صالح الشرنوبي عدة دواوين وبعض الأزجال والقصص القصيرة والمسرحيات، وقصائد النثر والشعر الحر جمعت كلها في مطبوع ضخم (675 صفحة) في سلسلة «من تراثنا» مع مقدمة للدكتور عبد الحي دياب[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. صالح الشرنوبي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي