طافت على مستنير الروض وطفاء

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة طافت على مستنير الروض وطفاء لـ شرف الدين الحلي

اقتباس من قصيدة طافت على مستنير الروض وطفاء لـ شرف الدين الحلي

طافت على مستنير الروض وطفاء

فللثرى بالذي أولته إثراء

وآن للغصنِ أن يهتز مورقه

وتَنْثَنِي لغناء الوُرق غناء

فقم إلى خُلَس اللذات مغتنماً

أوقاتها فلطرف الدهر إغفاء

فما اعتذارك من عذراء جامحة

تلين عطفاً إذا ما افتضها الماء

فاعكف على بنت كرم للعقول بها

موت وحيٌّ وللأرواح إحياء

لو عرست بجماد ولدت فرحاً

في الصخرة البكر منه وهي صماء

لم يأو ركب أسى منها إلى كنف

ولا طوت ربعها المأهول سراء

فحيّ في الكأس كسرى تحي رمته

بروح راح لها في السر إسراء

وأدْنِ مِنِّيَ دَنّاً حين تبزله

ينسى فصاحة قس وهو فأفاء

وعاطنيها سلافاً ما تَهَضَّمَها

عصر فيفسد منها الصفو إقذاء

ولا بدت شمسها في الكون مشرقة

إلا وجَلَّى دُجا الظلماء لألاء

ففيم عذر أولي الألباب إن جهلت

حلومَهم ثيبٌ منها وعذراء

راحٌ إذا عَبَّ منها شارب ثَمِل

خفت عليه من الأوزار أعباء

يسعى بها ناعم الأطراف معتدل

الأعطاف يعطفه غمز وإيماء

عذب المقبل للصادي بِرِيقته

وبردها من عذاب الصد ارواء

وافى وحيا بها صرفاً ليصلح من

نفوس شرابها ما أفسد الماء

وجاد بالجيد حتى بت ألثمه

وما ثَنَتْنِي عن اللَّمْياء نجلاء

راضت شمائله كأس الشمول وكم

قد ليَّنت شرس الأخلاق صهباء

فلا عدمت الحميا كم أبيح بها

حمىً به غارة المشتاق شعواء

كما أباحت نفوس الناكثين سطا

غازي بن يوسف لما أعضل الداء

ملك تحمل أعباء العلا وَوَهَى

عنها ملوك لهم بالعبء إعياء

بدر تضيء لسار الليل غرته

بحيث أنواره للوفد أنواء

لديه للمعتدي والمجتدي كرماً

في الحرب والجدب إعطاب وإعطاء

حماسة فيه زانتها سماحته

كما تُزِين دُجى الظلماء أضواء

حالان طاب حلول الحمد بينهما

جود وبأس هما روض ورمضاء

إذا رجاء طريد حل ساحته

تأرجت منه بالإحسان أرجاء

مستيقظ الجود تروى من عوارفه

كف امرئ نام عنها الحظ ظمياء

تهز عطف معاليه مدائحه

وطالما بعث الإطراب إطراء

حلو الأناة تميت السخط قدرته

فيستطيل على الإغضاب إغضاء

مجد تعاظم أن تحتل ذروته

وعزة تبهر الأملاك قعساء

تندى وتخضر للراجين ساحته

والسحب صادية والأرض غبراء

ملك إذا عم عام المَحْل كان لنا

حصناً فما يطرق الشهباء شهباء

يريه ما في غدٍ وَارِي تيقظه

إذا هفت لملوك الأرض آراء

يا من يؤم بنو الآمال كعبته

وهم على شعب الأنضاء أنضاء

لولاك والنقع داجي الوقع ما سفرت

عن أبيضِ النصر للخطيّ سمراء

سما إِباؤك والمجد المنير سنى

عما بَنَى لك أجاد وآباء

سهرت في حفظ ما أوتيت مجتنباً

ما ليس فيه لرب العرش إرضاء

فمن يساميك من صيد الملوك وقد

حفظت شيئاً وغابت عنك أشياء

فاسعد بطاعة أعياد تدوم لها

عليك يا ذا العلا عود وإبداء

ودم لنا ما حدت بُزْل المَطِيِّ وما

شدت على مورق الأغصان ورقاء

شرح ومعاني كلمات قصيدة طافت على مستنير الروض وطفاء

قصيدة طافت على مستنير الروض وطفاء لـ شرف الدين الحلي وعدد أبياتها أربعون.

عن شرف الدين الحلي

أبو الوفاء راجح بن أبي القاسم إسماعيل الأسدي الحلي أبو الهيثم شرف الدين. شاعر من بني أسد ولد في مدينة الحلة في العراق. وقد رحل الشاعر إلى بغداد في خلافة الإمام الناصر لدين الله أبي العباس أحمد المستضيء بنور الله ولكنه لم يستقر كثيراً فرحل إلى الشام ومصر. وقد قضى جل حياته في ربوع الشام، ويظهر من شعره أنه شيعي وهذا ظاهر إذ أن كل أهل الحلة متشيعين. وشعر الحلي يشمل المدح في معظمه وله (ديوان كبير - خ) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي