طربا فؤادي لا برحت طروبا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة طربا فؤادي لا برحت طروبا لـ أحمد الكاشف

اقتباس من قصيدة طربا فؤادي لا برحت طروبا لـ أحمد الكاشف

طرباً فؤادي لا برحت طروبا

متفكِّهاً بالفاتنات لعوبا

عاد الرجاء إلى حياتك ضاحكاً

عود الربيع إلى حماك قشيبا

ما روَّعتْك من الزمان حوادثٌ

مرت لِتَنسَى منزلاً وحبيبا

جدد غرامك إن هنداً لم تزل

ترعى ذمامك نائياً وقريبا

ماذا على المشتاق في ذكراه لو

وفَّى الحبيب تغزُّلاً ونسيبا

لم تستبدَّ جميلةٌ بمتيَّمٍ

إلا ليحلو عيشه ويطيبا

أنا والهوى إلفان لم ير واحد

منا مكاناً في أخيه مريبا

أرضى بما يقضي وألقى ظلمه

عدلاً وأعصى اللوم والتثريبا

ويفيدني أدباً وإحساناً وإن

قاسيت منه الوجد والتعذيبا

إن الشبيبة والجمال تقاسما

عقلي فلست إلى الرشاد منيبا

يا هند حسبك من محبك أنه

أمسى أسيراً في يديك سليبا

أمنيلتي حظّاً فأبقى عاشقاً

أم أنت مانعة الوفيَّ نصيبا

وترفقاً أحيا به أم قسوة

بالصبِّ تُشمِتُ حاسداً ورقيبا

أولى بصفو العيش طائر روضة

يشدو فتحسبه الطيور غريبا

وأحق بالتفضيل شاعر أمة

ما زال فيها داعياً ومجيبا

موف إذا ترك البلاد أنيسها

ملأ البلاد تذكرا ونحيبا

ويفيض في أعيادها فرحاً فلم

يترك بها متوجعاً منكوبا

يا غرة العصر التي جلَّى بها

عباسه عن مصره التقطيبا

حتمٌ على ابن النيل ذكرى طلعة

لك قد أضاءت أعيناً وقلوبا

عيد الجلوس صفت بك الدنيا التي

أنسيتها نوباً مضت وكروبا

لأنزهن نواظري متنقلاً

أستقبل اللذات فيك ضروبا

وأرى بكل مدينة لك زينة

وبكل ناد صادحاً وخطيبا

والأرض ترسل كالسطور سهامها

تهدي السماء سلامها المحبوبا

أو أنها عمد رفعن رواقها

ومنعنها من شوقها التصويبا

وكأنما قطع الضياء كواكب

تبعتْ مداراً في السماء عجيبا

أو أنهن حمائمُ انطلقت من ال

قناص تبغي في الفضاء هروبا

أو أنها ثمر توسط وادياً

في الأفق لاعبه النسيم خصيبا

وكأنما تاليه يهبطه الثرى

أُكَرٌ رمته بها يد فأصيبا

والبدر وجهك يا ابن توفيق فلا

يدنو فنلمسه ولا محجوبا

وكأنما تلك الوفود كتائب

للفتح قد رتبتها ترتيبا

تتمثل النجوى بأوجههم كما

يتلون بالنور اسمك المكتوبا

إن الذي أحيا البلاد بنيلها

لك مرجع بها مجدها المغصوبا

وهبتك عالي عرشها ووهبتها

عدلاً فكنت الواهب الموهوبا

لا يبلغ الأقوام منها مأرباً

ما دمت فيهم ناقداً وحسيبا

وسينجلون كما انجلت من قبلهم

أممٌ أشدُّ وقائعاً وحروبا

سعياً لتنسينا بموعود الرضى

إثماً جناه من مضوا وذنوبا

إنا لنرجو بعد أهبتك التي

بهرت حسودك صيحة فوثوبا

لا تأمنُ الأوطان غدرَ زمانها

ويبيتُ جانبُها أعزَّ مهيبا

حتى يبيتَ أديمُها متألِّقاً

بدم العدى ولواؤها مخضوبا

إن اتصالك بالخليفة ضامن

رد المغير مروعاً مغلوبا

والحجة البيضاء في يدك التي

فتحت مجالاً للجهاد رحيبا

والشرق ما زال الأحق بشمسه

ولوَ اَنَّها عنه تطيل غروبا

لو لم تكن تنوي الرجوع وضوؤها

أعلى وأجمل لم تكن لتغيبا

شاد المآثر واستراح وإِنَّهُ

سَيَهُبُّ أقوى من أخيه رهيبا

قد عاد طفلاً في المهاد مبشراً

بعد المشيب بأن يكون نجيبا

ينمو ورفقك يا ابن توفيقٍ به

رفق يرد إلى الشباب الشيبا

يا صاحب العرشين هذا مالكٌ

مصراً وذا سودانَها والنوبا

ومدبر الجيشين هذا مائجٌ

يحمي الشمال وذا يسير جنوبا

ومؤيد الإسلام بالعلم الذي

أضحى يظل قبائلاً وشعوبا

ذهَّبت حاشيتَيَّ بالنعم التي

هذَّبْنَ فيك قصائدي تهذيبا

فلك المدائح ما تدارك يائساً

أملٌ وما ذكر المثابُ مثيبا

شرح ومعاني كلمات قصيدة طربا فؤادي لا برحت طروبا

قصيدة طربا فؤادي لا برحت طروبا لـ أحمد الكاشف وعدد أبياتها واحد و خمسون.

عن أحمد الكاشف

أحمد بن ذي الفقار بن عمر الكاشف. شاعر مصري، من أهل القرشية (من الغربية بمصر) ، مولده ووفاته فيها قوقازي الأصل. قال خليل مطران: الكاشف ناصح ملوك، وفارس هيجاء ومقرع أمم، ومرشد حيارى. كان له اشتغال بالتصوير ومال إلى الموسيقى ينفس بها كربه. واتهم بالدعوى إلى إنشاء خلافة عربية يشرف عرشها على النيل فتدارك أمره عند الخديوي عباس حلمي، فرضي عنه، وكذبت الظنون. وأمر بالإقامة في قريته (القريشية) فكان لا يبرحها إلا مستتراً. (له ديوان شعر - ط) .[١]

تعريف أحمد الكاشف في ويكيبيديا

أحمد الكاشف أو أحمد بن ذي الفقار بن عمر الكاشف، شاعر مصري معروف من أصل شركسي، كان معاصرًا للشاعر أحمد شوقي، وله مواقف وطنية مشهودة. وُلِد في قرية القرشية من محافظة الغربية بمصر عام 1878م الموافق 1295 هـ. جيء بوالده طفلًا صغيرًا من شمال القفقاس إلى مصر، فتبناه ذو الفقار كُتخُداي وتولّى تربيته. ويقال أن والدته خديجة بنت سليمان من أصل مورلّي باليونان وأن خالته كانت متزوجة من أمين باشا الشمسي سرتُجَّار بندر الزقازيق وأحد المتحمسين للثورة العرابية. تعلّم القراءة والكتابة ومبادئ اللغة الفرنسية وتقويم البلدان والحساب والتاريخ والهندسة والنحو واللغة. كان له ميل كبير إلى التصوير فعمل على تنمية هذا الميل، كما كان له ميل للاستماع إلى الموسيقى، اهتمّ كثيرًا بدراسة تواريخ وسير حياة النابغين والمتميزين بالتفوق والإبداع. بدأ نظم الشعر في مطلع حياته الأدبية مادحًا الأدباء والكتّاب الكبار، كوسيلة ممتازة للإتّصال بهم والتفاعل معهم والاستفادة من خبراتهم وتجاربهم. تقول عنه الأهرام في عددها الصادر بتاريخ 27 أبريل 1898: «شرع حضرة أحمد أفندي الكاشف أحد أعيان القرشية وناظر المدرسة الأهلية قي تأليف رواية أدبية تاريخية سياسية حماسية سماها "البطل الكريدي" جرت حوادثها في الثلث الأول من هذا القرن فتضمن تاريخ حرب اليونان واستقلال المورة وتغلب العساكر المصرية على ثوار كريت وغير ذلك من الحوادث التي يجدر بكل عثماني الاطلاع عليها وقد تصفحت عدة فصول منها فألفيتها حسنة التركيب بليغة الإنشاء مرصعة بالأشعار الرقيقة فنثني على حضرته ونرجو لمشروعه النجاح». صدر شعره الذي كتبه أثناء حياته في جزئين من مجلّدين كبيرين بعنوان ديوان الكاشف. قال عنه الشاعر خليل مطران يصف طبيعة شعره: «الكاشف ناصح ملوك، وفارس هيجا، ومُقرِّع أُمم، ومُرشِد حيارى».[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أحمد الكاشف - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي