طربت لبرق راق طرقا فأرقا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة طربت لبرق راق طرقا فأرقا لـ الصاحب شرف الدين الأنصاري

اقتباس من قصيدة طربت لبرق راق طرقا فأرقا لـ الصاحب شرف الدين الأنصاري

طَربْتُ لِبَرْقٍ راقَ طَرْقاً فأَرَّقا

فأَلَّفَ شَمْلَ الوَجْدِ لمَّا تَأَلَّقَا

سَرَى مِنْ رَبَا لُبْنانَ يَطْوي وِهادَهُ

وغَرَّبَ في تِلك البِقاعِ وشَرَّقَا

مَلاعِبُ جَدَّ البَيْنُ بي عن قَطينِها

فلِلَّهِ قَلْبي ما أَحَنَّ وأَشْوَقَا

مَلأْتُ بِها صدر الشَّبابِ تَغَزُّلاً

بكُلِّ غزالٍ يَمْلأُ العَيْنَ رَوْنَقَا

وأَهْيَفَ تَهْفو بي إليه صَبابَةُ

إذا جاذبتْني بُرْدَ صَبْري تَمَزَّقا

جَفاني ولو وافَى ضَريحي مُسَلِّماً

لَسَلَّمْتُ تَسْليم البَشَاشةِ أَوزَقا

وأَنشأَ لي باللَّحْظِ سُكْراً مُجدَّداً

فأَسْكَرْتُ مِنْهُ البابِليَّ المُعُتَّقا

تَصَدَّى لحَيْني مُقْبِلاَ ومُوَلِّياً

فلم أَلْقَهُ إِلاّ وغادَرَني لَقَى

وعَقْرَبُ ذاكَ الصُّدغِ تَلْسِبَ مَنْ رَنا

وثُعْبانُ ذاكَ الشَّعْرِ لا يَقْبَلُ الرُّقَى

وعَنَّفَني فيهِ العَذولُ جَهالَةً

ألا لا رَعَى الله العَذولَ ولا سَقى

لحاني إلى أَنْ لاحَ نُورُ جبينِهِ

فغَصَّصَهُ مِنْ خَجْلَةٍ حينَ أَشْرَقَا

طَرَقْتُ حِماهُ مُقْدِماً غيْرّ هائبٍ

كما صَبَّحَ السُّلطانُ بالفَتْحِ جِلَّقَا

فلم تَقِهِ مِنِّي الحِجالُ ولا حَمَتْ

ولم يَحْمِها مِنهُ القِتالُ ولا وَقَى

ففرَّقْتُ مِنْ سُحْبِ الجَوَى ما تَجمَّعَتْ

وجمَّعَ مِنْ شَمْلِ العُلا ما تَفَرَّقا

وصَدًّقَ ظنِّي مُوشِكاً في افْتِتاحِها

وما زالَ ظنِّي في عُلاهُ مُصدَّقا

لَقَدْ سَبَقَتْ سُكّانَها مُسْتغيثةً

فكُنْتَ إِليها بالإِغاثةِ أَسْبَقا

وفاقَتْ بُروجَ الشَّمسِ مِنْها بُروجُها

غَداةَ أَقَلَّتْ مِنْ شعارِكَ سَنْجقا

ولمّا هَمَى مِنْكَ النَّدى مُتَحَلِّباً

ضِمِنْتَ لأَهلِ الشَّامِ أَن تَدَمَشَّقا

وقد صَرَفَتْ مِصْرٌ إليكَ الْتفاتَها

لِتَغْمرَ بالجُودِ العَمودَ المُخلَّقا

وتُرْضي ذَوي إِحسانِها بسُعودِهْم

وتَقْضِي على أَهْلِ الإِساءة بالشَّقا

تُعُمُّ مُطيعيها بِجَدْواكَ بَعْدَ ما

تُعمِّمُ عاصيها الحُسامَ المُذَلَّقا

وتَضْبُطُ أَمْرَ المُسلمينَ بَعزْمةٍ

يُفاوضُ فيها مُشْئمٌ عنكَ مُعْرِقا

وَرَثْتَ صلاحَ الدِّينِ جَدَّكَ في اسْمِهِ

وفي نَعْتِهِ والمُلْكِ إِرْثاً مُحَقَّقا

فأَنْتَ المَليكُ النّاصرُ العادلُ الّذي

رَأَيْناهُ مِنْ جَدَّيْهِ أَسْمَى وأَسْمَقا

فآراؤهُ تُرْوَى ورَاياتُه تُرَى

ونُعْماهُ تُرْجى وبُؤْساهُ تُتَّقَى

لِسانٌ إذا ناجى بهِ العُصْمَ أَسْهَلَتْ

وكَفٌّ إِذا ما باشَرَ الصَّخْرَ أَورَقَا

أَتمُّ بني أَيُّوبَ حِلْماً وقُدْرَةً

وأَصْبُحُهُمْ وَجْهاً وأَفْصَحُ مُنْطِقا

وَأولاهمُ بالمَجْدِ والمُلكِ والعُلا

وأَحظاهُمُ بالحَمْدِ والنُّسْكِ والتُّقَى

فكمْ عارضِ مِنْ جَيْشِهِ أَمْطَرَ الرَّدَى

وأَرْعَدَ في أَرْضِ العَدُوِّ وأَبْرَقا

وكمْ مِنْ يدٍ بيضاءَ بالجُودِ مَدَّها

فكانَتْ لنا في أَزْمَةِ الدَّهْرِ مِرْفَقا

وكمْ أَوْرَدَتْني بُغيةُ العِزِّ بابَه

فأَوْرَدْتُهُ فَصْلاً مِنَ القَوْلِ مُنْتَقَى

لَجَأْتُ إليهِ واثقاً باشْتمِالِهِ

عليَّ فأَعْطاني على الدَّهْرِ مَوْثِقا

فعُدْتُ وما قَلْبي مِنَ الرَّدِّ خافِقاً

لَدَيهِ ولا سَعْيي إلى الجِدِّ مُخْفِقا

وجلَّلَني مِنْهُ بسابغِ أَنْعمٍ

فبالغَ في مَدْحيهِ فِكْري ودَقَّقا

هنيئاً لشَهْرِ اللهِ مِنْكَ مكارِمٌ

تُواصلُ صِدْقاً في البَقاءِ وتَصْدُقا

فأَنْتَ الذي رَوَّى صَدَى المُلْكِ فائزاً

بِما أَعْجَزَ الأَمْلاكَ غَرْباً ومَشْرِقا

وما جهَّزَ الأَملاكُ نَحْوكَ جَحْفلاً

فأَنْجَحَ إِلاّ ذِلَّةً وتَمَلُّقا

فلا زالَ مَنْ يَنْوي لكَ الغَدْرَ مُوَبقاً

شَقيّاً ولا زِلْتَ السَّعيدِ المُوَفَّقا

شرح ومعاني كلمات قصيدة طربت لبرق راق طرقا فأرقا

قصيدة طربت لبرق راق طرقا فأرقا لـ الصاحب شرف الدين الأنصاري وعدد أبياتها ثمانية و ثلاثون.

عن الصاحب شرف الدين الأنصاري

الصاحب شرف الدين الأنصاري

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي