طربت وما داعي الغرام استفزني
أبيات قصيدة طربت وما داعي الغرام استفزني لـ حسين الكركي

طربت وما داعي الغرام استفزني
ولا رغد في العيش يلهي ويطرب
ولا هاجني تذكار عين نوافر
كريمات أطراف أبوهن يعرب
بعيدات مهوى القرط قد قصر الحيا
مدى خطوها إذ طال منها التحجب
ولا زمني أسدى إلي جميلة
أصعد طرفي نحوها وأصوب
ولكن وإن جلت لدي صروفه
وأسعر في أحشاي ناراً تلهب
أرى ساعة أرتاح فيها لذكركم
أجل زمان في أغانيه أطرب
وها أنني ثلج الفؤاد بطولكم
أسرح فيه ناظري وأقلب
أياد بها طوقت جيدي على النوى
تغالبني المعروف إذ أنت أغلب
كفعل أخيك الغيث عند انسكابه
سواء عليه من يقيم ويعزب
جلوت على عيني سطوراً بها انجلت
غياهب ليل أنت عنه المغيب
كررت عليها اللثم طوراً وتارة
أصيخ لما عنه من الفضل تعرب
أقابلها بالشكر والعجز دونه
فكيف بأن أقوى وأنت لها أب
شربت بها عذب الرضاب على الصبا
كنيل أمان من أياديك تطلب
إذا كان قلبي في الشراب مخيراً
فهن له أحلى الشراب وأعذب
وجوبا أرى أفراد علياك بالولا
لأنك فرد في الأنام مهذب
رضيت بأن ترضى ودادي وإن يكن
زماني وأهلوه علي تألبوا
وحسبي بها يابن المناجيب منحة
من الدهر لا أشكو ولا تعتب
وليس علو الجد فيما أناله
من المال ينمو في يدي ويخصب
وغاية كدحي في مساعيه بلغة
من العيش أو حمق على العقل يغلب
ولكنه الكيس الذي يصحب الفتى
فيبعده مما عليه يؤنب
وعلى حديث الألمعي لروحه
يدير عليه الكاس صفواً ويشرب
إذا كانت الأرواح صفراً من القرى
فخير قرى الأشباح ما عشن أثلب
ومن يرتضع ثدي المعارف والنهى
يصدقنه إن الفخار له أب
يمر ويحلو كل عيش وينقضي
وتلبث أمواه السحاب فتنضب
عليك سلام الله ما أنجد الثنا
وأتهم في أحسابكم ليس يحجب
شرح ومعاني كلمات قصيدة طربت وما داعي الغرام استفزني
قصيدة طربت وما داعي الغرام استفزني لـ حسين الكركي وعدد أبياتها خمسة و عشرون.
عن حسين الكركي
حسين الكركي العاملي الجبعي. عالم فاضل، وأديب شاعر. قرأ في مدرسة الفقيه عبد الله الجبعي، ثم هاجر إلى العراق لطلب العلم في النجف حتى عرف بالفضل والعلم، فطلبه أهل دمشق ليكون عندهم. مات في النجف.[١]
- ↑ معجم الشعراء العرب