طربن فهجن لي داء دفينا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة طربن فهجن لي داء دفينا لـ شرف الدين الحلي

اقتباس من قصيدة طربن فهجن لي داء دفينا لـ شرف الدين الحلي

طربنَ فَهِجْنَ لِي داءً دفينا

حمائمُ كم ثنين الوجد فينا

سجعنَ فكم فجعنَ فؤاد صبٍّ

أصيب غداة رجّعنَ الحنينا

فكم قَرَّبْنَ من نائي غرام

لقلب حين طَرَّبْنَ اللحونا

فبتنا فوق أكوار المطايا

بكاسات التذكر منتشينا

وبرق لاح معترضاً فأهدى

تبسمه لذي طرب شجونا

عجبت لسيف دجلة إذ رآني

غريباً بالأبيرق نازلينا

أراني حاجراً بديار بكر

لقد أدنى الوميض نوىً شَطُونَا

فبتّ ولم أكن بسناه غرّاً

أرجم في حقيقته الظنونا

سقى الله العقيق وساكنيه

وإن لم يقض موسره الديونا

فكم بين الخيام هناك غيد

كأمثال الدُّمى لوناً ولينا

وركب أدلجوا وسروا فباتوا

على شعب الرجال موسَّدينا

طوت أسرارهم فكر الفيافي

فباتوا في حشاها مضمرينا

إذا تيار آذيِّ الدياجي

طمى مُتَلاَطِماً كانوا سفينا

أضاء لهم سنى قبسٍ فقالوا

على دهشٍ أنخنَ بطور سينا

فقلت لِيَهْنِكم نيل الأماني

فقد وافيتمُ البلد الأمينا

إذا الملك المظفر جئتموه

وَخَيَّمْتُمْ بميّافارقينا

فدونكمُ شهاباً مستنيراً

أضاء دجى كما جلَّى الدجونا

فأعجب ما رأينا أنّ بحراً

إليه جلبتمُ الدُّرَّ الثمينا

ففي القصر المشيد شاذويّ

أغر قد احتوى دنيا ودينا

يجود فيبذل الدنيا احتقاراً

ولكن يمنع الدين المصونا

إلى إيوانه نصُّوا المطايا

وإن كانت رذايا قد بُرِينَا

تغنَّوا باسم غازي واتركوها

ملاعبة أزمتها البُرِينا

فيا إقبال وجه القصد منكم

إذا قابلتمُ ذاك الجبينا

من النفر الذين لهم وجوه

تضيء إذا الحوادث كنَّ جونا

فكم حملوا جداول في بحور

أو اعتقلوا إلى أسد عرينا

وإن عريت متون الأرض كانوا

لمعترٍّ حيا ومقربينا

إذا رفع الحجاب الإذن عنه

فغضُّوا من مهابته العيونا

له يومان في كرم وبأس

كما يُرجى مُنىً يُخشى المنونا

له آيات مجد لو رآها

عُرابة لم يمدَّ لها يمينا

أصفوة جوهر الشرف المصفى

وقد كان الورى حَمَأً وطينا

ومن أقدامهم في كل حرب

لأعناق الأعادي كم وطينا

متى عودتمُ الجرد المذاكي

تبيت على مرابطها صفونا

أجيلوها كأمثال السعالي

إلى حرم المعالي معلمينا

فعين الملك طامحة إليكم

مؤرقة وقد رقدت سنينا

ففيم السمر لم ترعف نجيعاً

وبيض الهند لم تجف الجفونا

كأني بالأعاجم قد جعلتم

فسيحات القفار لهم سجونا

وأصبح هامهم حَبّاً حصيداً

كأنهم جنوا حرباً طحونا

فكم قد خضتمُ غمرات حرب

وكم قد رضتمُ زمناً حرونا

ومرجع كل مملكة إليكم

وأرباب الممالك أجمعونا

وعن كثب تراها مقدمات

عليهن الكماة مسوّمينا

فيا ابن الرافعين منار مجد

أرانا صبح نصرهم المبينا

غرستم نعمةً في كلِّ أرض

فقمتم للمحامد تجتنونا

فدونك من بنات الفكر بكراً

لغير الكفء تأبى أن تلينا

إذا طوت الفلا ملأته نَشْراً

وَرَجَّعَها الحُداة مغردينا

رمى بِالقِيلَوِيِّ وبي ولاء

رأى سهلاً تجشمنا الحزونا

فجئنا قبل وفد البيت نُزْجِي

ركاب الحمد نحوك موجفينا

على عرفات عرفك قد وقفنا

ولم نك في الدعاء مقصرينا

ويَمَّمْنا مُنىً فيها ظفرنا

بكل منى فنمنا آمنينا

فتمِّمْ عشر موسى في اقتدار

يشيِّد للهدى حصناً حصينا

فدمت ودام جدّك في سعود

وآخر منتهى حمدي أمينا

شرح ومعاني كلمات قصيدة طربن فهجن لي داء دفينا

قصيدة طربن فهجن لي داء دفينا لـ شرف الدين الحلي وعدد أبياتها خمسون.

عن شرف الدين الحلي

أبو الوفاء راجح بن أبي القاسم إسماعيل الأسدي الحلي أبو الهيثم شرف الدين. شاعر من بني أسد ولد في مدينة الحلة في العراق. وقد رحل الشاعر إلى بغداد في خلافة الإمام الناصر لدين الله أبي العباس أحمد المستضيء بنور الله ولكنه لم يستقر كثيراً فرحل إلى الشام ومصر. وقد قضى جل حياته في ربوع الشام، ويظهر من شعره أنه شيعي وهذا ظاهر إذ أن كل أهل الحلة متشيعين. وشعر الحلي يشمل المدح في معظمه وله (ديوان كبير - خ) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي