طرقتك زائرة فحي خيالها

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة طرقتك زائرة فحي خيالها لـ مروان بن أبي حفصة

اقتباس من قصيدة طرقتك زائرة فحي خيالها لـ مروان بن أبي حفصة

طَرَقَتكَ زائِرَةً فَحَيِّ خَيالَها

بَيضاءُ تُخلِطُ بِالحَياءِ دَلالَها

قادَت فُؤادَكَ فَاِستَقادَ وَمِثلُها

قادَ القُلوبَ إِلى الصِبا فَأَمالَها

وَكَأَنَّما طَرَقَت بِنَفحَةِ رَوضَةٍ

سَحَّت بِها دِيَمُ الرَبيعِ ظِلالَها

باتَت تُسائِلُ في المَنامِ مُعَرِّساً

بِالبيدِ أَشعَثَ لا يَمَلُّ سُؤالَها

في فِتيَةِ هَجَعوا غِراراً بَعدَما

سَئِمو مُراعَشَةَ السُرى وَمِطالَها

فَكَأَنَّ حَشوَ ثِيابِهِم هِندِيَّةٌ

نَحَلَت وَأَغفَلَتِ العُيونُ صَقالَها

وَضَعوا الخُدودَ لَدى سَواهِمَ جُنَّحٍ

تَشكو كُلومَ صِفاحِها وَكَلالَها

طَلَبَت أَميرَ المُؤمِنينَ فَواصَلَت

بَعدَ السُرى بِغُدُوِّها آصالَها

نَزَعَت إِلَيكَ صَوادِياً فَتَقاذَفَت

تَطوي الفَلاةَ حُزونَها وَرِمالَها

يَتبَعنَ ناجِيَةً يَهُزُّ مِراحُها

بَعدَ النُحولِ تَليلَها وَقَذالِها

هَوجاءَ تَدَّرِعُ الرُبا وَتَشُقُّها

شَقَّ الشَموسِ إِذا تُراعُ جِلالَها

تَنجو إِذا رُفِعَ القَطيعُ كَما نَجَت

خَرجاءُ بادَرَتِ الظَلامَ رِئالَها

كَالقَوسِ ساهِمَةٌ أَتَتكَ وَقَد تُرى

كَالبُرجِ تَملأُ رَحلَها وَحِبالَها

أَحيا أَميرُ المُؤمِنينَ مُحَمَّدٌ

سُنَنَ النّبِيِّ حَرامَها وَحَلالَها

مَلِكٌ تَفَرَّعَ نَبعُهُ مِن هاشِمٍ

مَدَّ الإِلهُ عَلى الأَنامِ ظِلالَها

جَبَلٌ لِأُمَّتِهِ تَلوذُ بِرُكنِهِ

رادى جِبالَ عَدُوِّها فَأَزالَها

لَم تَغشَها مِمّا تَخافُ عَظيمَةٌ

إِلّا أَجالَ لَها الأُمورَ مَجالَها

حَتّى يُفَرِّجها أَغَرُّ مُبارَكٌ

أَلفى أَباهُ مُفَرِّجاً أَمثالَها

ثَبتٌ عَلى زَلَلِ الحَوادِثِ راكِبٌ

مِن صَرفِهِنَّ لِكُلِّ حالٍ حالَها

كِلتا يَدَيكَ جَعَلتَ فَضلَ نَوالِها

لِلمُسلِمينَ وفي العَدُوِّ وَبالَها

وَقَعَت مَواقِعها بِعَفوِكَ أَنفُسٌ

أَذهَبتَ بَعدَ مَخافَةٍ أَوجالَها

أَمَّنتَ غَيرَ مُعاقِبٍ طُرّادَها

وَفَكَكتَ مِن أُسَرائِها أَغلالَها

وَنَصَبتَ نَفسَكَ خَيرَ نَفسٍ دونَها

وَجَعَلتَ مالَكَ واقِياً أَموالَها

هَل تَعَمونَ خَليفَةً مِن قَبلِهِ

أَجرى لِغايَتِهِ الَّتي أَجرى لَها

طَلَع الدُروب مُشَمِّراً عَن ساقِهِ

بِالخَيلِ مُنصَلِتاً يُجَدُّ نِعالَها

قُوداً تُريعُ إِلى أَغَرَّ لِوَجهِهِ

نورٌ يُضيءُ أَمامَها وَخِلالَها

قَصُرَت حَمائِلُهُ عَلَيهَ فَقَلَّصَت

وَلَقد تَحَفَّظَ قَينُها فَأَطالَها

حَتّى إِذا وَرَدَت أَوائِلُ خَيلِهِ

جَيحانَ بَثَّ عَلى العَدُوِّ رِعالَها

أَحمى بِلادَ المُسلِمينَ عَلَيهِم

وَأَباحَ سَهلَ بِلادِهِم وَجِبالَها

أَدمَت دَوابِرَ خَيلِهِ وَشَكيمها

غاراتُهُنَّ وَأَلحَقَت آطالَها

لَم تُبقِ بَعدَ مَقادِها وَطِرادِها

إِلّا نَحائِرَها وَإِلّا آلَها

هَل تَطمِسونُ مِنَ السَماءِ نُجومَها

بِأَكُفِّكُم أَم تَستُرونُ هِلالَها

أَم تَجحَدونَ مَقالَةً عَن رَبِّكُم

جبِريلُ بَلَّغَها النَبِيَّ فَقالَها

شَهِدَت مِنَ الأَنفالِ آخِرُ آيَةٍ

بِتُراثِهِم فَأَرَدتُمُ إِبطالَها

فَذَروا الأُسودَ خَوادِراً في غيلِها

لا تولِغُنَّ دِماءَكُم أَشبالَها

رَقَع الخَليفَةُ ناظِرَيَّ وَراشَني

بِيَدٍ مُبارَكَةٍ شَكَرتُ نَوالَها

وَحُسِدتُ حَتّى قيلَ أَصبَحَ باغِياً

في المَشيِ مُتَرَفَ شيمَة مُختالَها

وَلَقَد حَذَوتَ لِمَن أَطاعَ وَمَن عَصى

نَعلاً وَرِثتَ عَنِ النَبِيِّ مِثالَها

شرح ومعاني كلمات قصيدة طرقتك زائرة فحي خيالها

قصيدة طرقتك زائرة فحي خيالها لـ مروان بن أبي حفصة وعدد أبياتها ثمانية و ثلاثون.

عن مروان بن أبي حفصة

مروان بن سلمان بن يحيى بن أبي حفصة، كنيته أبو الهيندام أو أبو السمط، ولقبه ذو الكمر. شاعر عالي الطبقة، كان جدّه أبو حفصة مولى لمروان بن الحكم أعتقه يوم الدار، ولد باليمامة من أسرة عريقة في قول الشعر، وأدرك العصرين الأموي والعباسي، وقد وفد على المهدي فمدحه ثم الهادي من بعده ثم إلى مديح هارون الرشيد ومدح البرامكة وزراء الرشيد. وعلى كثرة ما أصابه من خلفاء بني العباس وعلى يساره، فقد كان بخيلاً بخلاً شديداً، ضربت به الأمثال ورويت عنه الحكايات. ويمتاز شعره بالعراقة والجودة ومتانة الألفاظ وسداد الرأي ودافع بشعره عن العباسيين ودعى إليهم واحتج على خصومهم وعارضهم. وقد دفع ثمن تعصبه للعباسيين حياته، إذ اغتاله بعض المتطرفين من الشيعة العلويين ببغداد.[١]

تعريف مروان بن أبي حفصة في ويكيبيديا

مروان بن أبي حفصة سُليمان بْن يحيى بْن أبي حفصة يزيد بن عبد الله الأمويّ (105 - 182 هـ = 723 - 798 م) هو شاعر عالي الطبقة، من شعراء صدر الإسلام، يكنى أبا السِّمْط. كان جدّه أبو حفصة مولى لمروان بن الحكم أعتقه يوم الدار، ولد باليمامة من أسرة عريقة في قول الشعر، وأدرك العصرين الأموي والعباسي، مدح الخلفاء والأمراء، وسائر شِعرِه سائرٌ لحُسْنِه وفُحُولته، واشتهر اسمه. وحكى عنه خَلَف الأحمر، والأصمعيّ. ويمتاز شعره بالعراقة والجودة ومتانة الألفاظ وسداد الرأي ودافع بشعره عن العباسيين ودعى إليهم واحتج على خصومهم وعارضهم. وقد دفع ثمن تعصبه للعباسيين حياته، إذ اغتاله بعض المتطرفين من الشيعة العلويين ببغداد. ولقد كان بخيلا مقتّرًا على نفسه، له حكايات في الْبُخْلِ.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. مروان بن أبي حفصة - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي