طرقت فنم على الصباح شروق

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة طرقت فنم على الصباح شروق لـ الأبيوردي

اقتباس من قصيدة طرقت فنم على الصباح شروق لـ الأبيوردي

طَرَقَتْ فَنَمَّ على الصَّباحِ شُروقُ

واللّيلُ تَخْطِرُ في حَشاهُ النُّوقُ

والنَّجْمُ يَعْثُرُ بالظَّلامِ فيَشْتَكي

ظَلَعاً ليَجْذِبَ ضَبْعَهُ العَيُّوقُ

فاسْتَيقَظَ النَّفَرُ الهُجودُ بمَنزِلٍ

للقَلْبِ منْ وَجَلٍ لدَيْهِ خُفوقُ

والرُّعْبُ يَسْتَلِبُ الشُّجاعَ فؤادَهُ

ويَغُصُّ منْ كَلِماتِهِ المِنْطيقُ

نَزَلَتْ بِنا واللّيلُ ضافٍ بُرْدُهُ

ثمّ انْثَنَتْ وقَميصُهُ مَخْروقُ

والأفْقُ مُلتَهِبُ الحَواشي يَلتَظي

والأرضُ ضاحِيَةُ الوشُومِ تَروقُ

لِلهِ ناضِرَةُ الصِّبا يَسْرِي لَها

طَيْفٌ إذا صَغَتِ النُّجومُ طَروقُ

طَلَعَتْ عَلينا والمُعَرَّسُ عالِجٌ

والعِيسُ أهْوَنُ سَيْرِهِنَّ عَنيقُ

واللّيلُ ما سَفَرَتْ لَنا عَجِلُ الخُطا

والرَّملُ ما نَزَلَتْ بهِ مَوْموقُ

هَيفاءُ نَشْوى اللَّحْظِ يُقْصِرُ طَرْفَها

خَفَرٌ ويَسْكَرُ تارَةً ويُفيقُ

فكَأنَّهُ والبَيْنُ يُخضِلُ جَفْنَهُ

بالدَّمْعِ منْ حَدَقِ المَها مَسْرُوقُ

يا أُختَ مُقتَنِصِ الكُماةِ بمَوقِفٍ

للنَّسْرِ تحتَ عَجاجِهِ تَرنِيقُ

أتَرَكْتِنا بلِوى زَرودَ وقد صَفا

عَيشٌ كحاشِيَةِ الرِّداء رَقيقُ

والرِّيحُ أيقَظَتِ الرِّياضَ وَلِلْحَيا

فيها إذا رَقَدَ العَرارُ شَهيقُ

وطَلَبْتِنا وعلى المُضَيَّحِ فالحِمى

مَغْدى النّجائِبِ والمَراحُ عَقيقُ

هَلاّ بَخِلْتِ بِنا ونحْنُ بغِبْطَةٍ

والدَّهْرُ مَصْقولُ الأدِيمِ أنيقُ

وعلَيَّ مِن حُلَلِ الشَّبابِ ذَوائِبٌ

عَبِقَتْ بِرَيَّا المِسْكِ وهْوَ فَتيقُ

وهَوايَ تِلوُ هَواكِ في رَوْقِ الصِّبا

حتّى كأنّ العاشِقَ المَعْشوقُ

وتَصَرَّمَتْ تِلكَ السِّنونَ وشاغَبَتْ

نُوَبٌ تَفُلُّ السَّيفَ وهْوَ ذَليقُ

عَرَضَتْ على غَفَلاتِ ظَنِّيَ عَزْمَةٌ

لمْ يُسْتَشَفَّ وراءَها التَّوفيقُ

واسْتَرْقَصَ السَّمْعَ الطَّروبَ رَواعِدٌ

واستَغْوَتِ العَينَ الطَّموحَ بُروقُ

وأُشِبَّ لي طَمَعٌ فلَيتَ ركائِبي

عَلِمَتْ غَداةَ الجِزْعِ أينَ أَسوقُ

فعَرَفْتُ ما جَنَتِ الخُطوبُ ولم أُطِلْ

أمَلاً فما لِمَخِيلَةٍ تَصديقُ

ونَجَوتُ مُنصَلِتاً ولَم أكُ ناصِلاً

سِيمَ المُروقَ فلَم يُعِنْهُ الفُوقُ

وإذا اللّئيمُ تَغَضَّنَتْ وَجَناتُهُ

بُخلاً وجَفَّ بماضِغَيْهِ الرِّيقُ

فالعَرْصَةُ الفَيحاءُ مَسرَحُ أيْنُقٍ

لمْ يَنْبُ عَنْ عَطَنٍ بهِنَّ الضِّيقُ

وعلى ندىً المُستَظهِرِ بنِ المقتَدِي

حامَ الرَّجاءُ يُظِلُّهُ التَّحقيقُ

ورِثَ الإمامَةَ كابِراً عن كابِرٍ

مُتَوكِّليٌّ بالعَلاءِ خَليقُ

كَهلُ الحِجى عَرُضَتْ مَنادِحُ رأيِهِ

والغُصْنُ مُقتَبِلُ النَّباتِ وَريقُ

خَضِلُ البَنانِ بِنائِلٍ منْ دونِهِ

وَجهٌ يَجولُ البِشْرُ فيهِ طَليقُ

تَجري على ظَلَعٍ إِلى غاياتِهِ

هَوجاءُ طائِشَةُ الهُبوبِ خَريقُ

ويُخلِّفُ المُتَطَلِّعينَ إِلى المَدى

في الفَخْرِ مُنْجَذِبُ العِنانِ سَبوقُ

ويُقيمُ زَيغَ الأمرِ ناءَ بعِبْئِهِ

ذو الغارِبِ المَجْزولِ وهْوَ مُطيقُ

وعَلَيهِ مِن سيماءِ آلِ مُحمَّدٍ

نُورٌ يُجيرُ على الدُّجى مَرموقُ

والبُرْدُ يَعلَمُ أنَّ في أثنائِهِ

كَرَماً يَفوقُ المُزْنَ وهْوَ دَفوقُ

أفْضَتْ إليهِ خِلافَةٌ نَبَويَّةٌ

منْ دونِها للمَشْرَفِيِّ بَريقُ

فاخْتالَ مِنبرُها بهِ وسَريرُها

وكِلاهُما طَرِبٌ إليه مَشوقُ

فالآنَ قَرَّتْ في مُعَرَّسِها الذي

كانتْ على قَلَقٍ إليهِ تَتُوقُ

لكَ يا أميرَ المؤْمِنينَ تُراثُها

وبِهِ استَتَبَّ لَها إليكَ طَريقُ

ولكَ الأيادي ما يزالُ بذِكْرِها

يَطْوي الفَلا مَرِحُ النَّجاءِ فَنيقُ

ومَناقِبٌ يَزْدادُ طولاً عِندَها

باعٌ بتَصْريفِ القَناةِ لَبيقُ

شَرَفٌ مَنافِيٌّ ومَجدٌ أتلَعٌ

يَسمو بهِ نَسَبٌ أغَرُّ عَتيقُ

وشَمائِلٌ طَمَحَتْ بهِنَّ إِلى العُلا

في سُرّةِ البَلَدِ الأمينِ عُروقُ

وبَلَغْتَ في السِّنّ القَريبَةِ رُتْبَةً

نهَضَ الحَسودُ لَها فعَزَّ لُحوقُ

ونَضا وَزيرُكَ عَزْمةً عَرَبيّةً

نَبَذَتْ إليكَ الأمرَ وهْوَ وَثيقُ

ودَعا لِبَيعَتِكَ القُلوبَ فلَمْ يَمِلْ

مِنها إِلى أحَدٍ سِواكَ فَريقُ

يَرمي وَراءَكَ وهْوَ مَرْهوبُ الشَّذا

وعَليكَ مُلتَهِبُ الضَّميرِ شَفيقُ

رأيٌ يُطِلُّ على الخُطوبِ فتَنْجَلي

عنهُ وكَيْدٌ بالعَدوِّ يَحيقُ

لا زالَ مَمدودَ الرِّواقِ علَيكُما

ظِلٌّ يَقيلُ العِزُّ فيهِ صَفيقُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة طرقت فنم على الصباح شروق

قصيدة طرقت فنم على الصباح شروق لـ الأبيوردي وعدد أبياتها تسعة و أربعون.

عن الأبيوردي

أبو المظفر محمد بن العباس أحمد بن محمد بن أبي العباس أحمد بن آسحاق بن أبي العباس الإمام. شاعر ولد في كوفن، وكان إماماً في اللغة والنحو والنسب والأخبار، ويده باسطة في البلاغة والإنشاء. وله كتب كثيرة منها تاريخ أبيورنسا, المختلف والمؤتلف، قبسة العجلان في نسب آل أبي سفيان وغيرها الكثير. وقد كانَ حسن السيرة جميل الأمر، حسن الاعتقار جميل الطريقة. وقد عاش حياة حافلة بالأحداث، الفتن، التقلبات، وقد دخل بغداد، وترحل في بلاد خراسان ومدح الملوك، الخلفاء ومنهم المقتدي بأمر الله وولده المستظهر بالله العباسيين. وقد ماتَ الأبيوردي مسموماً بأَصفهان. له (ديوان - ط) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي