طفقت تنتهب الأرض انتهابا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة طفقت تنتهب الأرض انتهابا لـ جعفر النقدي

اقتباس من قصيدة طفقت تنتهب الأرض انتهابا لـ جعفر النقدي

طفقت تنتهب الأرض انتهاباً

وغدت تطوي الفيافي والشعابا

وعلى لوح الثرى آثارها

بيراع السير قد خطت كتابا

كلما الغاية عنها ابتعدت

أخذت منها دنواً واقترابا

هي صرح حين تبدو وإذا

ما جرت يحسبها ليثاً مهابا

صوتها الرعد إذا ما زمجرت

وهي كالثعبان تنساب انسيابا

أدهشت وحش الفلا هيبتها

فانثنى للبيد عنها مسترابا

وتولى لافتاً منذعراً

يقطع الأغوار جرياً والهضابا

وإذا ما صرخت ليث الشرى

فر ينحو فزعاً غابا فغابا

راعه وسط البراري هيكل

لا يضاهي الاسد شكلاً والذئابا

يا لها سيارة أبدى بها

قلم الفن لنا أمراً عجابا

جمعت في جوفها ماء وناراً

فهي ريا والحشى يشكو التهابا

ولها عينان مهما حدقت

بهما شقت من الليل حجابا

ودوي يملأ الكون صدى

وبه يضطرب الدو اضطرابا

يقف الوهم لديها حاسراً

كلما تجري انخفاضاً وانتصابا

ويظل الطير في الجو على

حيرة يهفو ذهاباً وايابا

فعلى الغاية تنقض عقابا

وعلى الظلماء تمتد شهابا

كم تسنمت ذراها في السرى

وبها ثائرة طفت الرحابا

ولكم زرت بها من مرقد

لبني الوحي به حزت الثوابا

لست أنسى ليلة جئت بها

لدجيل مستهاماً أتصابى

قاصداً مرقد قدس في العلى

طاولت قبته السبع القبابا

مرقد الطهر سمي المصطفى

خير خلق اللَه أصلاً وانتسابا

خلف الهادي أخ الزاكي ومن

بمساعيه زكا نفساً وطابا

أمنع الناس جواراً وحمى

وأجل الخلق قدراً وجنابا

ذو الخصال الغر عنها قد غدت

تقصر الأرقام عداً وحسابا

والكرامات التي آحادها

نشرت بين الورى باباً فبابا

هي تهدي حين تروي عسلا

للمحبين وللأعداء صابا

يصرخ الناصب إذ يسمعها

قائلاً يا ليتني كنت ترابا

تبع الطهر أباه واقتدى

بالنبيين ولِلّه أنابا

وعلى عليائه والده

كم وكم اثنى ثناء مستطابا

حل في العلم محلا شامخاً

شأوه عز على الناس طلابا

ولذا لو لا البدا كان إماماً

لكن اللَه دعاه فأجابا

من أناس وقفوا أنفسهم

لإله العرش براً واحتسابا

هم دعاة الحق في آثارهم

قد سعى من قال بالحق صوابا

عن مزاياهم سل المحراب وال

حرب والعرب والخيل العرابا

والأحاديث التي في فضلهم

بثها المختار سلها والكتابا

واسأل الايمان عنهم والهدى

وعلوماً كشفوا عنها النقابا

من جميع الخلق في يوم بلى

بولاهم طوق اللَه الرقابا

هم أمان الأرض فيهم عن بني

الأرض طراً يدرء اللَه العذابا

وهم الأسماء فيهم قد دعا

من دعا اللَه دعاء مستجابا

من بهم لاذ فقد فاز ومن

راح عنهم حائداً ضل وخابا

كم بهم صلت على الدهر وكم

من خطوب الدهر ذللت الصعابا

يا أبا جعفر يا ندبا به

يلجأ اللاجي إذا ما الخطب نابا

يا جواداً بالندى راحته

لذوي الحاجات تنهل سحابا

جئت استجديك يا غيثاً همي

لمن استجداه سحا وانسكابا

لك أشكو جور دهر سامني

برزايا قد برت قلبي اكتئابا

فأغث عبداً على حبكم

يا بني الزهراء قد شب وشابا

وعليك اللَه صلى كلما

أشرقت شمس السما والبدر غابا

شرح ومعاني كلمات قصيدة طفقت تنتهب الأرض انتهابا

قصيدة طفقت تنتهب الأرض انتهابا لـ جعفر النقدي وعدد أبياتها سبعة و أربعون.

عن جعفر النقدي

الشيخ جعفر بن محمد النقدي. أحد أعلام عصره. ولد بمدينة العمارة، ونشأ بها على أبيه الذي كان من أرباب الثراء، فعني بتربيته وغذاه بروحه، فكان مثالاً للأخلاق العالية والاتزان المحبوب. ولع بالعلم والأدب، فهاجر إلى النجف مهد العلم، فتفوق في الفقه والدين، تقلد القضاء، وكان عضواً في مجلس التمييز الجعفري. توفي في الكاظمية، له كتب تزيد على الأربعين. له شعر جيد، أورد بعضاً منه صاحب كتاب شعراء الغري. له: مواهب الواهب في إيمان أبي طالب، الدروس الأخلاقية، الحجاب والسفور.[١]

تعريف جعفر النقدي في ويكيبيديا

جعفر بن محمد بن عبد الله الرّبعي النَّقْدي (17 أبريل 1886 - 20 أكتوبر 1950) (14 رجب 1303 - 9 محرم 1370) رجل دين شيعي وأديب وشاعر وقاضي ومؤلف عراقي من أهل ميسان، واسمه الكامل جعفر بن محمد بن عبد الله بن محمد تقي بن الحسن بن الحسين بن علي التقي الربعي.ولد ونشأ بمدينة العمارة - مركز محافظة ميسان- ثُمّ أرسله والده للدراسة في حوزة النجف، فقضى سنوات عديدة بالدراسة هناك وتتلمذ في الأصول عند محمد كاظم الخراساني، وفي الفقه عند محمد كاظم الطباطبائي اليزدي. وقد جاءه في وقت لاحق وتحديداً سنة 1332 هـ - وهي سنة وفاة أبيه - وفدٌ من أهالي بلدته يدعونه للقدوم والإقامة عندهم وممارسة وظائفه الدينية هناك، فلبّى الدعوة حين ألزمه ذلك أساتذته من رجال الدين، وقام فيها بدور ديني واسع وأسس جامعاً لا يزال موجوداً ويُسمّى بإسمه. وكانت الحكومة في عهد الانتداب البريطاني على العراق تُكّلفه بملاحظة الدعاوى الشرعية، تولّى مهمة القضاء الشرعي سنوات عديدة. وقد رشحته الحكومة للقضاء الشرعي، فامتنع في بادئ الأمر، لكنه قبل لاحقاً في سنة 1337 هـ بعد إلزام كبار رجال الدين ووجهاء البلد وقرارهم بعدم قبول غيره. واستمر في القضاء إلى سنة 1343 هـ، ونُقل إلى بغداد ثم إلى عضوية التمييز الشرعي الجعفري.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. جعفر النقدي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي