طلعت شموس الخدر كيما تغربا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة طلعت شموس الخدر كيما تغربا لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة طلعت شموس الخدر كيما تغربا لـ السري الرفاء

طَلَعتْ شموسُ الخِدْرِ كَيْمَا تَغْرُبا

وبدَتْ محاسنُها لِكَيْ تتغَّيبا

فكَفاه أن يَصِفَ الصبَّابةَ ناطقاً

دَمعٌ إذا وصفَ الصبَّابةَ أطنَبا

يا حَبَّذا شمسٌ جلَتْ عنها النَّوى

فجلَتْ على الصَّبَّ الشَّنيبِ الأشنَبا

وتعمَّدَتْه بِلَحظَةٍ لو أنَّها

سَهمٌ لَجازَ عن الشَّغافِ مُخضَّبا

قامَتْ تُمَيِّلُ للعِناقِ مُقوَّماً

كالخُوطِ أَبدعَ في الثِّمارِ وأَغرَبا

حملَتْ ذُراهُ الأُقحُوَانَ مُفَضَّضاً

يَسقي المُدامةَ والشَّقيقَ مُذَهَّبا

وأَبَتْ وقد أخذَ النِّقابُ جَمالَها

حركاتُ غُصنِ البانِ أن تَتَنَقَّبا

ما كنتِ إلا البدرَ فارقَ حُجْبَه

حتى إذا شِمْناه عادَ مُحجَّبا

فغدَوْتُ لا أدري أكان له الحِمى

لَمَّا تغيَّبَ مَشرِقاً أو مَغرِبا

فإذا الحَيا أعطى الرِّياحَ قِيادَه

فانقادَ تَجْنُبُهُ الجَنوبُ أو الصَّبا

فسقَى محّلاً بالعَقيقِ وخُلَّةً

ورُبىً بأطرافِ الغَميمِ ورَبرَبا

ما لي رأيتُ الدَّهرَ وكَّلَ صَرْفَه

بالقُلَّبيِّ الشَّهْمِ كيفَ تَقلَّبا

سَأُرِيهِ جِدّاً في مَخيلَةِ لاعبٍ

والنَّدبُ ليسَ يَجِدُّ حتى يَلعَبا

ومُعرِّضٍ لي بالطِّرادِ خَسَأتُه

ومتى رأيتَ اللَّيثَ طاردَ ثعلَبا

فَلْيَثْوِ في رَمْسِ الخُمولِ فإنني

نارٌ تضرَّمُ في ذُؤابةِ كبكبا

هيهاتَ جانبْتُ السَّفاهَ وأهلَه

حَدَثاً فكيف أرى السَّفاهةَ أشَيبا

وأَحلَّني عِزُّ الأميرِ مَحلَّةً

لو رامَني فيها الزَّمانُ تهيَّبا

عُدْنا بمُبْيَضِّ الصَّنَائعِ راضياً

منه ومُحمرّش العَواملِ مُغضَبا

غَمْرِ المَواهبِ لا يُساجلُ مُرغِباً

في المكرماتِ ولا يُطاولُ مُرهِبا

ومُمنَّعٍ يُردي العدوَّ إذا ارتدَى

بالسَّيفِ أو يحبُو الوليَّ إذا احتَبا

وأَغَرَّ لو نَطَقَتْ رِحابُ مَحَلِّه

قالَتْ لطُلاَّبِ المَكارمِ مَرحَبا

ناضلْتُ منه بذي السَّدادِ فما هَفَا

وضربْتُ منه بذي الفَقارِ فما نَبا

وصَحبِتُ أيامَ المَشيبِ بِجُودِه

مُبيْضَّةً فذمَمتُ أيامَ الصَّبا

بَشَرٌ كمِصباحِ الحَيا وخَلائِقٌ

تَخبو لبَهْجَتِها مصابيحُ الرُّبا

ومُناسِبٌ حازَ الفضيلةَ أعجَماً

فينا كما حازَ الفضيلةَ مُعِربا

إن شاءَ عُدَّ من الشُّعوبِ أجلَّها

أو شاءَ عَدَّ من القبائلِ تَغلِبا

يرتاحُ ما غَنَّى الحديدُ إلى الوغَى

فيخوضُ مَوجاً منه أكدرَ مُجلِبا

ويَكُرُّ مَطرورَ السِّنانِ كأنه

قمرٌ يطارِدُ في العَجاجةِ كَوكَبا

أَأَشيمُ بارقةَ الغَمام وقد غدَتْ

يُمنَى أبي الحَسَنِ الغمامَ الصيِّبا

قاظَ الزَّمانُ فكنتَ ظِلاً سَجْسَجاً

ونأى الربيعُ فكنتَ رُوْضاً مُعْشِبا

تَرَكَ القصائدَ قَصَّرَت عن عَدِّ ما

يُسدِي ومن يُحصي الحَصَى والأثْلَبا

والطالبيّون انْتَحَتْكَ وفودُهُم

فرأَوا نَداكَ الغَمْرَ قرَّبَ مطلَبا

لا حظْتَهم والفكرُ يَصرِفُ عنهم

لحْظَ النَّواظرِ بِغضةً وتجنُّبا

فنظمْتَهم جمعاً وقد نَشَرَتْهُمُ

أيدي الزَّمانِ فَفُرِّقُوا أيدي سَبا

أَحْبَبْتَ ذا القُربى وليس يُحِبُّه

إلا امْرُؤٌ رفَضَ الغريبَ الأجنَبا

أمَّا الصِّيامُ فقد أجبْتَ دُعاءَهُ

ورأيْتَه فِعلاً أغرَّ مُهذَّبا

شهرٌ وصلْتَ صيامَه بقِيامِه

فَنضَوْتَهُ نِضْوَ الجَوانحِ مُتعَبا

فأجِبْ دُعاءَ الفِطرِ مُصْطَبِحاً فقدْ

ناداك حَيَّ على الصَّباحِ فثوَّبا

وتَمَلَّها بِكْراً فلستُ مُزوِّجاً

شَرَفَ الشريفِ من المدائحِ ثَيِّبا

حمْداً أمَرَّ الفِكر ُسِلْكَ نِظامِه

فأصاب دُرّاً من عُلاكَ مثقَّبا

إن حَلَّ أوطنَ في صُدورِ رُواتِه

أو سارَ شَرَّقَ في البلادِ وغرَّبا

شرح ومعاني كلمات قصيدة طلعت شموس الخدر كيما تغربا

قصيدة طلعت شموس الخدر كيما تغربا لـ السري الرفاء وعدد أبياتها واحد و أربعون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي