طنب قبابك هذا العز والشرف

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة طنب قبابك هذا العز والشرف لـ ابن الأبار

اقتباس من قصيدة طنب قبابك هذا العز والشرف لـ ابن الأبار

طَنِّبْ قِبَابَكَ هَذَا العِزُّ والشَّرَفُ

واصْحَبْ شَبَابَكَ لا شَيْبٌ ولا خَرَفُ

رَيْعَانُ مُلكٍ لِرَيْعَانِ الحَياةِ بهِ

إِقامةٌ ولِماضِي العُمْرِ مُنْصَرَفُ

وَطِيبُ عَصْرٍ جَنَاهُ الغَضُّ مُهْتَصَرا

كَمَا حَلا منْ ثُغُورِ الحُورِ مُرْتَشَفُ

رَقَّتْ وَراقَتْ حَوَاشِيهِ وَغُرّتُهُ

فَلَيْلهُ بالصَّباحِ الطلقِِ مُلْتَحِفُ

أَمَا تَرَى دَوْلةَ الإقْبالِ مُفْبِلَةً

خَصْبٌ وَلا عَجَبٌ عَدْلٌ وَلا جَنَفُ

وحَضْرَةُ السَّعْدِ فِي أبْهَى مَنَاظِرِها

رَاحَتْ بِخِدْمَتِها الأَقْدارُ تَزْدَلِفُ

تُزْهَى بِمَا أَخَذَتْ مِنْ زِينَةٍ صَلَفاً

وَما لِراعِدَةٍ فِي جَوِّها صَلَفُ

كأَنَّ يَحْيَى الرِّضَى آلَتْ إِيالَتُهُ

أنْ يَشْملَ الخلقَ مِنْها الرِّفْقُ واللُّطُفُ

مَلْكُ المُلوكِ الذِي دانَت بِطَاعَتِه

زُلفَى تَقَاصَر عَنْ إِدْرَاكِها الزُّلَفُ

واسْتَشْرَفَتْ طُمَّحاً مِنْ لَثْمِ رَاحَتِهِ

إِلَى أَمَانِي فيها المَجْدُ والشَّرَفُ

مُقِرَّةً بِمَعَالِيهِ التِي بَهَرَتْ

وَالحَقُّ أَبْلَجُ لِلأَلْبَابِ مُنْكَشِفُ

إِمَامُ دينٍ وَدُنْيا قامَ دُونَهُما

والأَرْضُ تُنْقَصُ والأَطوادُ تُنْتَسَفُ

وَشدَّ أَزْرَهُما طَلْقاً أَسِرَّتُهُ

والنَّاسُ قدْ وَهَنُوا طُرّاً وَقَدْ ضَعفُوا

في عَسْكرٍ لَجِبٍ مِنْ معْشَرٍ نُجُبٍ

قاماتُهُمْ كَعَوالِيهم بِها قَضَفُ

لا يَسْلُفونَ سِوَى مَجْدٍ إلَى كَرَمٍ

صِيداً كِراماً أَبُو حَفص لَهُمْ سَلَفُ

عِصابَةٌ تَطْلعُ الأَقْمَارُ إنْ طلَعوا

وَتَدْلَفُ الضَّارِياتُ الغُلْبُ إنْ دَلَفُوا

تَدَارَكَ الأَمْرُ مِنْهُ والأُمورُ سُدىً

جَذْلانُ يَبْسَمُ والأَرْوَاحُ تُخْتَطَفُ

بِمَظْهَر العَالَمِ العُلْوِيِّ مُتَّصِلٌ

وَباتباعِ هُدى المَهْدِيِّ مُتَّصِفُ

لِلحَقِّ مُمْتَعِضٌ في اللَّهِ مُرْتَمِضٌ

بِاللَّهِ مُنْتَصِرٌ للَّهِ مُنْصَرِفُ

وَجْهُ الحَنيفية البَيْضاءِ مُؤْتَلِقٌ

بهِ وشَمْلُ النَّدَى والبَأْسُ مُؤْتَلِفُ

ما بَيْنَ سِيرَتِهِ الحُسْنَى وسَوْرَتِهِ

يُرْجَى وَيُخشَى التلافِي المَحْضُ والتَّلَفُ

مُبارَكٌ عَصْرُه المَيْمُونُ مُعْتَدِلٌ

وَعَن سِوى العَدْلِ والإحسانِ مُنْحَرِفُ

مِنْ جَأشِهِ يَستَمِد الجَيْشُ مُحْتَفِلاً

ثَباتَهُ وَمُتُونُ السُّمرِ تَنْقَصِفُ

وَعَنْ سَعَادَتِهِ تَمْضِي السيوفُ إِذا

كَلَّتْ وتُدْرِكُ شأْوَ السَّابِقِ العُطُفُ

يُمْنُ النَّقِيبَة في أُولَى مَنَاقِبهِ

يَرْمِي فَيُصمِي وَغاياتُ المُنَى هَدَفُ

حَتَّى الرِّياحُ إِذا هَبَّتْ بِأَسْعُدِهِ

هَبَّتْ سَوَاجِيَ لا هُوجٌ وَلا عُصُفُ

مُحَمِّلاً وَقْدَها مِنْ عُرفِهِ بَرَداً

مَا لا تَزَالُ بِهِ الآصالُ تَعْتَرِفُ

قَد شادَ سُلْطانَهُ ما شاءَ مُخْتَرِعاً

وَالدهْرُ ثاوٍ علَى الإِسْعَادِ مُعْتَكِفُ

مَصانِعاً ضَلَّت الأَمْلاكُ صَنعَتها

لا القَصْدُ وافٍ بِها وَصْفاً وَلا السَّرَفُ

وَضاحة حَلت الأَنوارُ ساحَتَها

فأَوْضَعَتْ رِحْلَةً عَن أُفْقِها السدُفُ

كأَنَّ رَأْدَ الضُّحَى مِمَّا يُغَازِلُها

عَنِ الغَزَالَةِ هَيْمَانٌ بِها كَلِفُ

تَجَمَّعَتْ وَهيَ أَشْتَاتٌ مَحاسِنُها

هَذا الغَديرُ وهَذِي الرَّوضَةُ الأُنفُ

حَيْثُ القُصُورُ عَلَيْها الحُسْنُ مُقْتَصِرُ

فَوقَ البُحَيرَةِ مِنْها البَحْرُ مُغْتَرِفُ

وَحَيْثُ حَفَّتْ سُقَاةُ المُزْنِ أَكؤُسَها

لِلطَّيرِ تَشْدُو ولِلأَغصانِ تَنْعَطِفُ

والزَّهْرُ مُنْشَقَّةٌ عنْهُ كَمَائِمُهُ

كالجَّوهَرِ انشَقَّ عَن شَفَّافِه الصدَفُ

يُضاحِكُ النُّورَ فيها النَّوْرُ عنْ كَثَبِ

مَهْمَا بكَتْ لِلغَوادِي أَعْيُنٌ ذُرُفُ

خُضْرٌ خَمَائِلُها زُرْقٌ جَدَاوِلُها

فالحُسْنُ مؤْتَلِفٌ فيها ومُخْتَلِفُ

دَوْحٌ وَظِلّ يِلَذُّ العَيشُ بَيْنَهُما

هَذا يَرِفُّ كَما تَهْوَى وَذا يَرِفُ

يَجْرِي النَّسيمُ عَلى أَرْجَائِها دَنِفاً

وَمِلؤُهُ أَرَجٌ يُشْفَى بهِ الدَّنِفُ

حَاكَ الرَّبيعُ لَهَا منْ صَوْبِهِ حِبراً

كأَنَّها الحُلَلُ الأَفْوافُ والصحُفُ

غَرِيرَةٌ مِنْ بَنَاتِ الرَّوْضِ نَاعِمَةٌ

يَثْنِي معَاطِفَها في السنْدُسِ التَّرفُ

صَافَ الجَنَى الغَضُّ في أَدِوَاحِها وشَتَا

فَتَجْتَنِي اليَدُ ما شاءَتْ وتَقْتَطِفُ

بِكْرُ الحَدائِقِ والأَحْداقُ شَاهِدَةٌ

لا عانِسٌ جَهْمَةُ المَرأَى وَلا نَصَفُ

تَنْدَى أَصَائِلُها صُفْراً غَلائِلُها

كأَنَّ ماءَ نُضارٍ فَوْقها يَكِفُ

في حَبْرَةٍ وأَمَانٍ مَنْ تَبَوَّأَها

كَجَنَّة الخُلْدِ لا رَوْعٌ وَلا أَسَفُ

تَظَلُّ مِنْ تحْتِها الأَنْهَارُ جارِيةً

يَرُوقُ مُنْعَرَجٌ مِنْها ومُنْعَطَفُ

أَضْحَتْ إلَى غُرَفِ الرِّضوانِ دَاعِيةً

تِلكَ المحَاريبُ والأَبياتُ والغرفُ

تُلهِيكَ عَنْ زُخرفِ الدُّنيا زَخارِفُها

وَعَن أَغانِي الغَوانِي وُرقها الهُتُفُ

يا حبَّذَا المَجْلِسُ الوَضَّاحُ مَيسَمُه

كأَنَّهُ عَلَمٌ يَسْمُو بهِ شَغَفُ

يَجولُ ماجِلُه كالطِّرف من فَلَقٍ

فَمَا لهُ وَسطهُ ساجٍ وَلا طَرِفُ

يَرْتاحُ لِلريحِ أَعْطَافاً إذَا نَسَمَتْ

كأَنَّهُ مُسْتَهَامٌ قَلْبُهُ يَجِفُ

مِلْءَ الفَضَاءِ طَمُوحُ المَوْجِ مُزْبِدُهُ

يَعُبُّ مُنْفَرِدٌ منهُ وَمُرْتَدَفُ

يَمُدّهُ للفُراتِ العَذْبِ مُطَّرِدٌ

خُضْرُ البحارِ إِذا قيسَتْ بهِ نُطَفُ

كَأَنَّ أَمْواجَهُ الأَبْطَالُ دَارِعَةً

كَرَّت تُلاقِي وَلا بِيضٌ وَلا جُحَفُ

وَحبَّذَا القُبَّةُ العَلْياءُ شَامِخَةً

بِأَنْفِهَا يَزْدَهِيها العِزُّ والأَنَفُ

حفَّتْ بحَافَتِها الأَشْجارُ تَكْلَؤُها

كَما تَقُومُ علَى سَادَاتِها الوُصُفُ

كأَنَّ مِنْ وَشْي صَنْعَاءَ بِها شيَةً

فَلِلْعُيونِ بِصُنْعٍ زَانَها شَغَفُ

قَعِيدَةٌ للعُلَى قامَتْ علَى عَمَدٍ

مَصْفُوفَة حسْنُها يُزرِي بِمَنْ يَصِفُ

كأَنَّهُنَّ العَذَارَى الغِيدُ نَاضِيَةً

شُفُوفُها عَنْ قُدُودٍ كُلُّها هَيَفُ

مَطَالِعٌ لِلنُّجُومِ السَّعْدِ يَكْنفُها

قَصْرُ الإمَارَةِ نِعْمَ القَصْرُ والكَنَفُ

لَوْ تَهْتَدِي الشَّمْسُ أَنْ تَخْتَارَها فَلَكاً

لِسَيْرِها لمْ تكُنْ تَخْفَى وتَنْكَشِفُ

مَا خُلدُ بغْدَادَ أوْ زَهْراءُ أنْدَلُس

والمُلك مُقْتَبِلٌ فيها وَمُؤْتَنفُ

وَأيْنَ إيوانُ كسْرَى مِنْ سَرَارَتِها

وكَالأَكَاليلِ في هَامَاتِهِ الشّرَفُ

تَحَدَّثُوا بُرْهةً عَنها ولو عَرَفوا

مَبَانِيَ المُرْتَضَى يَحْيَى لَمَا هَرَفُوا

وهَذِهِ خَلَفَتْ تِلْكَ التِي سَلَفَتْ

ولَيْسَ مِنها وَلا مِنْ حُسْنِها خَلَفُ

بُشْرَايَ فُزْت بِها أُمْنِيَةً أَمَماً

لمَّا حَدَتْنِي إلَيْها نِيَّةٌ قُذُفُ

آوَتْنِيَ الحَضْرَةُ العُظْمَى وقَدْ كَلَفَتْ

بِيَ الخُطوب وآدَتْنِي لَها كُلَفُ

وَأَوْسَعَتْنِي تَشْريفاً بِخدْمَتِهَا

فَخَيْرُها متْلَدٌ عِنْدِي ومُطَّرفُ

حَسْبِي مِنَ الفَخْرِ أَنِّي عِنْدَها وكَفَى

بمُثْبِتٍ لِيَ حيناً لَيْسَ ينْحَذِفُ

لي عَائِدٌ مِنْ عَطَايَاهَا ولِي صِلَةٌ

سَحَّتْ سَحَاباً فَلا مَحْلٌ وَلا شَظَفُ

فَرَوْضَةُ الأَمْنِ في أَفْنَانِها غَضَفٌ

ودِيمَةُ المَنِّ في أَثنائِها وَطَفُ

مَكارِمٌ عَاقَنِي عَنْ حَصْرِها حَصَرٌ

واقْتَادَنِي لَهَجٌ واعْتَادَنِي لَهَفُ

جَلَّت وَدَقَّ بَيانٌ أَنْ يُعَدِّدَها

والبَحْرُ لَيْسَ منَ الأَوْشَالِ يُنْتَزَفُ

أَيْنَ الإِجادَةُ إِلا أنْ يُجادَ بِها

مِنْ مُعْجَمَاتِ قَوَافٍ دونها تَقِفُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة طنب قبابك هذا العز والشرف

قصيدة طنب قبابك هذا العز والشرف لـ ابن الأبار وعدد أبياتها أربعة و سبعون.

عن ابن الأبار

محمد بن عبد الله بن أبي بكر القضاعي البلنسي أبو عبد الله. من أعيان المؤرخين أديب من أهل بلنسية بالأندلس ومولده بها، رحل عنها لما احتلها الإفرنج، واستقر بتونس. فقربه صاحب تونس السلطان أبو زكريا، وولاه كتابة (علامته) في صدور الرسائل مدة ثم صرفه عنها، وأعاده. ومات أبو زكريا وخلفه ابنه المستنصر فرفع هذا مكانته، ثم علم المستنصر أن ابن الأبار كان يزري عليه في مجالسه، وعزيت إليه أبيات في هجائه. فأمر به فقتل قصعاً بالرماح في تونس. وله شعر رقيق. من كتبه (التكملة لكتاب الصلة -ط) في تراجم علماء الأندلس، و (المعجم -ط) في التراجم، و (الحلة السيراء - ط) في تاريخ آراء المغرب وغيرها الكثير.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي