طوالع سعد في منازل أسعد
أبيات قصيدة طوالع سعد في منازل أسعد لـ صالح مجدي
طَوالع سَعد في مَنازل أَسعَدِ
تَشير إِلى مَصرٍ بِنَصرٍ وَسؤددِ
وَعزٍّ وَإِقبال وَجاه وَرفعة
تَدوم لِمَولاها السَعيد محمد
وَكَيفَ وَبِالعَدل العَميم أَمدّها
وَأَسس فيها كُلَّ حُسن مشيد
وَفيها أَضاءَت نيرات عُلومه
فَأَشرَق مِنها وَجه مَولىً وَسيد
وَأَي عَزيز حازَ في الكَون قَبلَه
لُغاتٍ قَد اِمتَازَت بِأَعذَب مَورد
أَما وَأَبيك الداوريّ محمدٍ
عَليٍّ أَثيلِ المَجد أَفضل مُرشد
وَحسنِ سلوكٍ في الأَنام اتبعتَه
بِحَزم وَتَدبير وَرَأي مسدد
وَقَلبٍ رَحيم زانَه مِنكَ رَأفةٌ
تعم الرَعايا في العشية وَالغَد
وَأَبهَج نظمٌ لِلجُنود ابتدعته
بذوق سَليم بِالنجاح معضَّد
وَإيقاظِ طوبجيٍّ لخدمة مدفع
وَتَحريض خيَّالٍ عَلى أَسر ملحد
وَتَمرينِ قرَّابٍ على الرَمي في الوَغى
بِنار رَصاص في حَشاشة مُعتدي
وَتَجريدِ أَوجيٍّ كميٍّ لوثبة
بِها يَبتَدي جَيش العِدا في التبدد
وَإِقدامِ زنجيٍّ لعسكرك اِنتَمى
عَلى أَعظَم الأَخطار في كُل فدفد
وَسَعيٍ إِلى كَشف يُناط بِأَمره
مُهندسُ حَربٍ لِلحَقيقة مُهتَدي
وَحملِ كبورجيٍّ خَبير بفنه
عَلى نصب كوبري العُبور لمقصد
لَقَد أَزهَرَت مَصرٌ بِمَوسم مَولد
سَعيد جَدير ذكره بِالتَخلُّد
فَيا حَبَّذا هَذا الزَمان الَّذي أَتى
بِأَبهى سُرور في التَهاني مُجدد
وَيا سَعدَ أَيام تَباهَت بِزينة
جمادى بِها أَضحى رَبيعاً لِمجتدي
وَيا حسنها لَما تَحلت بِمَوكب
مِن الجُند يَزهو بِالسِلاح المُجرَّد
وَأَنتَ بِهِ في صَهوة المَجد راكبٌ
لَكَ السَعد يُومي أَينما سرت بِاليَد
وَتِلكَ الطَوابي بِالتحية أَعلَنَت
مَدافع بشراها بِحُسن التَرَدُّد
وَللفلك الأَعلى مِن الأَرض أَسرَعَت
نُجوم شَواريخ بِها الرَكب يَهتَدي
وَفي الجَوّ جال البَهلوان كَأَنَّه
جَواد عَلى الغَبرا يروح وَيَغتدي
وَقَد لَثم الهالون بِالأَمر في السَما
يَد المُشتَري قَبل المَسا بِالتَودد
وَصَوت المَثاني قَد عَلا بِمَدائح
لَكَ اِنتَظمت في عَقد در منضَّد
وَحُسن صَفير البُوق أَطرَب كُلَّ من
صَغى للبروجيِّ النَجيب المغرد
وَضَرب الترنبتجي بِتمِّ اِنتِظامه
يُنادي دوديجي بشكرك يبتدي
وَلَحن المُويسقيِّ يَأَخُذُ بِالنهى
وَيُزري بِلَحن الموصليِّ وَمعبد
وَكُلٌّ مِن التَشريف أَحرَز سَهمَه
وَفازَ بِما أَولاه جُودُك مِن يَدِ
وَأَمَّل أَن تَبقى لِمصر وَأَهلِها
مَدى الدَهر مَسروراً بِجَيشٍ مؤيد
وَأَن يَتَحلَّى كُل عام بِمَوسم
لِمولدك السامي بِأَشرَف محتد
وَأَن تَتَباهى بِالمَعارف وَالنَدى
سَليلِك مَن أَضحى بِسَيرك يَقتَدي
سَليلك مَن حازَ العُلوم بِجهده
فَأَنتَ سماها وَهوَ أَوّل فَرقد
فَبُشراه مَولوداً وَبُشراك والِداً
لَكَ الفَضل يُقضى بِالعلا وَالتَفَرُّد
وَما أَنتَ لِلأَوطان إِلّا عَزيزُها
وَحافظها مِن خَصمِها المُتَمرّد
وَأَنتَ الَّذي للدين وَالملك ناصر
إِذا الحَرب قامَت بِالحسام المُهند
وَأَنتَ الَّذي مِن بَحر جَدواك يَرتوي
جَميع البَرايا مِن مُلوك وَأَعبُد
وَأَنتَ بِلا سؤل تجود عَلى الوَرى
فَتغنيهمُ بِالبَذل مِن غَير مَوعد
فَدُونك مني يا عَزيز بَديعةً
مُنزهة في نَظمِها عَن تَعقُّد
حُلاها إِذا زُفَّت مَناقبُك الَّتي
بِها تَغتَني عَن لُؤلؤ وَزَبَرجد
وَإِني لأَرجو أَن يَكُون قبولها
شَهيداً عَلى إِخلاص عَبد مُوَحد
يَقول بِأَعياد الولاد مُؤرِّخاً
سَعيد لَهُ في عامه خَير مَولد
شرح ومعاني كلمات قصيدة طوالع سعد في منازل أسعد
قصيدة طوالع سعد في منازل أسعد لـ صالح مجدي وعدد أبياتها اثنان و أربعون.
عن صالح مجدي
محمد بن صالح بن أحمد بن محمد بن علي بن أحمد بن الشريف مجد الدين. باحث، مترجم، له شعر، من أهل مصر، أصله من مكة، انتقل جده الأعلى الشريف مجد الدين إلى الديار المصرية، فولد صاحب الترجمة في أبي رجوان (من أعمال الجيزة) وتعلم في حلوان ثم بمدرسة الألسن بالقاهرة، ونشأ نشأة عسكرية، ثم تحول إلى القضاء، وتوفي بالقاهرة. ترجم عن الفرنسية كتباً كثيرة، ولما ولي الخديوي إسماعيل، انتدبه لترجمة القوانين الفرنسية المعروفة باسم (كود نابليون Code Napteon) فترجمها إلى العربية. وتعلم الإنجليزية سنة 1286هـ. وله (ديوان شعر -ط) قال على مبارك: له من الكتب المترجمة والمؤلفات ما يزيد على 65 كتاباً ورسالة منها: (المطالب المنفية في الاستحكامات الخفية- ط) ، و (ثمانية عشر يوماً في صعيد مصر-ط) .[١]
- ↑ معجم الشعراء العرب