طوى الشوق لولا بارق يتألق

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة طوى الشوق لولا بارق يتألق لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة طوى الشوق لولا بارق يتألق لـ السري الرفاء

طوَى الشَّوقَ لولا بارِقٌ يَتأَلَّقُ

وطِيفٌ بأسبابِ الكَرى يَتَعلَّقُ

وأملَقَهُ وَشْكُ الفِراقِ فَدَمعُه

طريدُ هوىً في صَفْحَةِ الخَدِّ يَعلَقُ

وقَفْنا وتَذرافُ الدُّموعِ خَليقَةٌ

طُبِعْنا عليها والعَزاءُ تَخَلُّقُ

ولمّا اعتنقْنا خِلْتُ أنَّ قلوبَنا

تَنَاجَى بأفعالِ النَّوى وهي تَخفِقُ

هي الدَّارُ لم يُخْلِ الغَمامُ ولا الهَوى

مَعالِمَها من عَبْرةٍ تَتَرَقْرَق

لوى عُنُقي عنها المَشيبُ وقد أَرى

جَنيبَ الصَّبا فيها أخُبُّ وأُعنِقُ

أقولُ وقد راقَ العيونَ بَهاؤُها

سَقَتْكَ السَّحابُ الغُرُّ مما تُرَوِّقُ

فلا عَيشَ إلاّ ما أفادَ بها الصِّبا

ولا وَجْدَ إلا ما أفادَ التَّفَرُّقُ

ومَوْسُومَةٍ كاساتُها بِفَوارِسٍ

من الفُرْسِ تَطْفُو في المُدامِ وتَغرَقُ

أُقَبِّلُ منهم كلَّ شاكٍ سِلاحَه

وفي يدِه سَهْمٌ إليَّ مُفَوَّقُ

كأنَّ الحَبابَ المُستديرَ قِلادَةٌ

عليه وتَوريدُ المُدامَةِ يَلْمَقُ

أحِنُّ إليها والظَّلامُ مُمَسَّكٌ

وأصدْفُ عنها والصَّباحُ مُخَلَّقُ

ولو لم أكن جارَ الأميرِ لكانَ لي

أَديمٌ بِظُفْرِ النَّائباتِ مُمَزَّقُ

بِجُودِ أبي الهَيْجاءِ أُلبِسْتُ نِعْمَةً

مُجدَّدَةً تَضْفو عليَّ وتُشرِقُ

قطعْتُ لها في الأرضِ عُقْلَ مدائِحٍ

تُغَرِّبُ في أقطارِها وتُشَرَّقُ

فَلا هُوَ مَسبوقاً إلى غايَةِ النَّدى

ولا أنا في شَأوِ المَحامِدِ أُسبَقُ

غَمامٌ متى تَخْفِقْ لساريهِ رايَةٌ

على الأرضِ لا يُقلِعْ وفي الأرضِ مَخفَقُ

رَفيقٌ إذا الجاني استجارَ بِعَفْوِه

ولكنَّه بالقِرْنِ لا يَتَرَفَّقُ

حَوَتْ تَغْلِبٌ سَيفاً به وحَوى بها

كَسمراءَ يُمضيها سِنانٌ مُذَلَّقُ

وَيَوْمٍ كأنَّ الشَّمْسَ فيه مَريضَةٌ

مُرَنَّقَةٌ ألحاظُها حينَ تَرمُقُ

إذا اسودَّ فيه النَّقْعُ أو مَضَتِ الظُّبا

فغُودِرَ من إيماضِها وهو أبلَقُ

كأنَّ عِتاقَ الخَيْلِ تَنقُصُ ما التَقَتْ

بقُطرَيهِ أو تَزدادُ حينَ تَفَرَّقُ

تَوَرَّدْتَه والحِلمُ تحتَ رِواقِه

أسيرُ الحِفاظِ المُرِّ والجَهْلُ مُطلَقُ

فَجَلَّيْتَ مِنْ ظَلمائِه وهو حالِكٌ

ووَسَّعْتَ من أرْجائِهِ وهو ضَيِّقُ

بِضَرْبٍ كَشَقِّ الأَتْحَميِّ تَرى له

جُيوبَ العَذارى في الخُدودِ تُمَزَّقُ

وطَوَّقْتَ قَوْماً في الرِّقَابِ صَنائعاً

كأنَّهُمُ منها الحَمامُ المُطَوَّقُ

غَرَسْتَ بها غَرْساً يُحَييِّكَ زَهرُه

ويُدنيكَ من أثمارِه وهو مُونِقُ

أتتْكَ وقد أعْدَتْ خلالُكَ لفظَها

خِلالاً ففيه من خِلالِكَ رَوْنَقُ

مَعانٍ كأنفاسِ الرِّياحِ بِسَحْرَةٍ

تَمُرُّ بِنُوَّارِ الرِّياضِ فتَعبَقُ

يُقَصِّرُ عنها خاطِبٌ وهو مِصقَعٌ

ويَعجَزُ عنها شاعرٌ وهو مُفْلِقُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة طوى الشوق لولا بارق يتألق

قصيدة طوى الشوق لولا بارق يتألق لـ السري الرفاء وعدد أبياتها ثلاثون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي