طيف إلي سرى عن غير ميعاد

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة طيف إلي سرى عن غير ميعاد لـ ناصيف اليازجي

اقتباس من قصيدة طيف إلي سرى عن غير ميعاد لـ ناصيف اليازجي

طيفٌ إليَّ سرى عن غيرِ ميعادِ

يَشُقُّ لُبنانَ من أكنافِ بَغدادِ

تحمَّلَتْهُ ركابُ الشوقِ طائرةً

بهِ فسارَ بلا ماءٍ ولا زادِ

طيفُ الذي تملأُ الأقطارَ شُهرتُهُ

كأنَّما كلُّ ديوانٍ لهُ نادِ

إن تُحرَمِ العينُ مرآهُ فقد رُزِقَتْ

حديثَهُ الأُذْنُ مرفوعاً بإسنادِ

رَبُّ القوافي التي نهتزُّ من عَجَبٍ

لها فتهتزُّ عُجْباً عِندَ إنشادِ

من كلِّ حاضرةِ الألطافِ باديةٍ

تَبختَرَتْ بينَ أسبابٍ وأوتادِ

العالمُ العاملُ الميمونُ طائرُهُ

قُطبُ العراقَينِ في جمعٍ وإفرادِ

لهُ الكلامُ فإن نَبسُطْ إليهِ يداً

فقد جَنَينا على ميراثِ أجدادِ

تَهوي إلى الشِّعرِ من جهلٍ مطامعُنا

والشِّعرُ كَنْزٌ منيعٌ تحت أرصادِ

بحرٌ يجئ بدُرٍّ من جوانِبهِ

بعضٌ وبعضٌ بأصدافٍ وأعوادِ

قد عَزَّ عن حكماءِ العصرِ مطلبُهُ

وكانَ أيسَرَ مطلوبٍ على الحادي

شابَ الزمانُ فشابت فيه همَّتُنا

وذُلِّلَت جمرةُ الدنيا بإخمادِ

قد قلَّلَ الجَهلُ قدرَ العلمِ وا أسفَا

فقَلَّ مِقدارُهُ من بينِ أكبادِ

هيهاتِ ذلكَ من عزم الرُّعاةِ فهُم

بينَ الرعيَّةِ أرواحٌ لأجسادِ

والأمرُ إن لم يَقُمْ بالرأسِ مُعتضِداً

لم يَستقِلَّ بأكتافٍ وأعضادِ

يا طالما سَهِرتْ عينٌ على كُتُبٍ

كانَتْ تخافُ عليها عينَ حُسَّادِ

قد ضاعَ ما كَتَبَ الأقوامُ واجتهدوا

وما لِمَنْ قد أضلَّ اللهُ من هادِ

لا يَنجحُ العِلمُ حيثُ المالُ مُنَتَجَعٌ

هيهاتِ ما العِلمُ إلا خُلقُ زُهَّادِ

والمرءُ بالعِلمِ إنسانٌ يَسُودُ بهِ

حيّاً ومَيْتاً فذاكَ الرائحُ الغادي

بِضاعةٌ عندَ أهلِ الفضلِ رائجةٌ

وإنْ رَماها ذوُو بخْسٍ بإكسادِ

مَن كانَ يُرضي كِرامَ الناس في خُلُقٍ

فحبَّذا سخطُ أوباشٍ وأوغادِ

يا رافعاً رايةَ العلمِ التي انتَشَرَتْ

بفضلِهِ فوقَ أغوارٍ وأنجادِ

إليكَ تُزجى مطايا المدح مُثقَلةً

وهل تُقابَلُ أحمالٌ بأطوادِ

هذِهْ رسالةُ داعٍ يستجيرُ لها

من أن تَمُدَّ إليها طَرْفَ نَقَّادِ

ماذا تقومُ رِمالٌ في الكثيبِ لَدَى

مَن لا تقومُ لديهِ صَخْرةُ الوادي

فإنْ أجَبْتَ فما حَقُّ الجَوابِ لها

لكن ليَظَهرَ فَرْقٌ بينَ أضدادِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة طيف إلي سرى عن غير ميعاد

قصيدة طيف إلي سرى عن غير ميعاد لـ ناصيف اليازجي وعدد أبياتها ستة و عشرون.

عن ناصيف اليازجي

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط. شاعر من كبار الأدباء في عصره، أصله من حمص (سورية) ومولده في كفر شيما بلبنان ووفاته ببيروت. استخدمه الأمير بشير الشهابي في أعماله الكتابية نحو 12سنة، انقطع بعدها للتأليف والتدريس في بعض مدارس بيروت وتوفي بها. له كتب منها: (مجمع البحرين -ط) مقامات، (فصل الخطاب -ط) في قواعد اللغة العربية، و (الجوهر الفرد -ط) في فن الصرف وغيرها. وله، ثلاثة دواوين شعرية سماها (النبذة الأولى -ط) و (نفحة الريحان -ط) و (ثالث القمرين -ط) .[١]

تعريف ناصيف اليازجي في ويكيبيديا

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط بن سعد اليازجي (25 مارس 1800 - 8 فبراير 1871)، أديب وشاعر لبناني ولد في قرية كفر شيما، من قرى الساحل اللبناني في 25 آذار سنة 1800 م في أسرة اليازجي التي نبغ كثير من أفرادها في الفكر والأدب، وأصله من حمص. لعب دوراً كبيراً في إعادة استخدام اللغة الفصحى بين العرب في القرن التاسع عشر، عمل لدى الأسرة الشهابية كاتباً وشارك في أول ترجمة الإنجيل والعهد القديم إلى العربية في العصر الحديث. درّس في بيروت.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ناصيف اليازجي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي