ظلمتم الدهر فما ذنبه

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ظلمتم الدهر فما ذنبه لـ ولي الدين يكن

اقتباس من قصيدة ظلمتم الدهر فما ذنبه لـ ولي الدين يكن

ظلمتم الدهر فما ذنبه

يرحمه من ظلمكم ربه

شاب بكم في حسرة رأسه

أما كفى في حسرة شيبه

يا ليته عاتبكم مرة

فربما يصلحكم عتبه

لقد مضى من زمن جده

فلا يغرنكمو لعبه

ما للهدى قد ضل عن أرضكم

ما خطبه إذ ضل ما خطبه

أخواننا إن الصبا غركم

وهكذا في غيركم دأبه

قد كان مرعى فانقضى خصبه

هذا الذي بنصره جدبه

بت عليه بعده نادياً

وليس بجدي بعده ندبه

أشكو إلى الله قلوباً جنت

وإنني من قد جنى قلبه

أين الوفاء لا أرى من وفا

أمات أم أماته حزبه

أحزننا أحزننا بعده

وقبله افرحنا قربه

الحمد لله مضى ما مضى

لا يغضه باق ولا حبه

يا منزلاً بات الهوى صبه

وإنني قبل الهوى صبه

أظل ابكيك بدمعي وإن

ينفد يجد بغيره غربه

كأنما يراعه سوطه

يضرب إن جد ولا يكتب

لا تدع العجمة أسلوبه

فليس في الأسلوبه معرب

والله يا ملعون قد غظتني

فلست أدري ما الذي أصنع

أهجوك إن الهجو لي مأثم

وقدرك الأدنى به يرفع

الله في وجد وفي مأمل

من لي بعود الزمن الأول

قد كنت أشكو عذلي في الهوى

وها أنا أثني على عذلي

مللت عذب اللوم جهلاً به

لو كنت أدري الحب لم أملل

إن الصبا والحسن لم يبلغا

بعد بيوت الشعر من موئل

ما اولع القلب بما يجتني

وأفتن العين بما تجتلي

أهفو لسهدي ليت لي مثله

وليتني في ليلي الاليل

إذ أترك الأنجم في أفقها

شوقاً إلى نبراسي المشعل

وأحكم الكوة دون الصبا

وأوصد الباب على الشمأل

وأعتلي كرسي مستكبراً

كالملك فوق العرش إذ يعتلي

سيجارتي مشعلة في فمي

والطرس محمول على أنملي

وقهوتي أبريقها مترع

يإذا أنا أفرغته إلى مشكل

ما بين أوراق بها غضة

وبين أوراق بها ذبل

في حجرة كالقلب ضيقها

لو حملت غيري لم تحمل

تسمع مني في سكون الدجى

ما يسمع الروض من البلبل

له يطيب اللبث في عشه

ولي يطيب اللبث في منزلي

إنا اقتسمنا الليل ما بيننا

له الكرى في الليل والسهد لي

يا خلوات الوحي في تيهه

ملأت قلب الشاعر المختلي

سوانحي منك وفيك انجلت

فأنزلي الآيات لي أنزلي

يا طيفها لا ترتجع

لا تقنع الزورة من معجل

إني وحدي حجرتي مأمن

فأنس إلى صبك لا تجفل

أدن قليلاً قد أطلت النوى

جد مرة بالله لا تبخل

لو لم تكن تشتاقني نفسها

يا طيفها ما كنت بالمقبل

عيناك عيناها كذا كانتا

والوجه ذاك الوجه لم يبدل

أعرف لحظيها برغم النوى

فكم أصابا قبل ذا مقتلي

يظل قلبي خافقاً هكذا

كأنه ألقي في مرجل

جسي بهذا الكف صدري تري

ما فيه من نار جوى موغل

أظلني هم فلم أنتبه

إلا وقد أوغلت في المجهل

إن كان هذا ما دعوه الهوى

فمثل هذا الليل لا ينجلي

يا مهجتي يا جلدي يا صبا

إن لم أمت وجداً فلا بد لي

مكانك الأفق فما أنزلك

بدلت عنه الأرض أم بدلك

يا ملك الله أيرضى الملك

ملك الثرى من بعد ملك الفلك

كلا فلن تألف هذا الأنام

خلقت من نور وهم من ظلام

أين جناحاك متى فارقاك

قد سقطا في الارض أم في السماك

لو صدقاك الود مازايلاك

بل صعدا للأفق واستصحباك

أنك للأولى بذاك المقام

مثلك لا يهنأ فوق الرغام

من عندنا يفهم هذا الجمال

أي امرئ يهوى صفات الكمال

انت خيال نعم الخيال

حذار لا تدخل قلوب الرجال

تلك قلوب دهرها في اضرام

كأنها موقدة بالأثام

إن تؤت خيراً بينهم يحسدوك

وإن تجد بالفضل لا يحمدوك

دانيتهم لكنهم أبعدوك

لو صرت رب القوم لم يعبدوك

أف لخلق ليس فيه كرام

هل كرم يسكن هذي العظام

تبقى لياليك وتفنى المنى

بين الهموم الكثر بين الضنى

ويلي فكم تحمل هذا العنا

كم تشتكي أنت وأبكي أنا

قد نفد الدمع فهل للغمام

كمدمعي إن زاد فيه الهيام

تفتن لكن لست أدري الفتن

كذاك يؤذي كل شيء حسن

بهذه الروح وهذا البدن

تلقى من الناس سهام ضغن

لله ما أظلم تلك السهام

ألم تصب غير فؤاد الغرام

تغفر جرم الناس إن اجرموا

وتحمل الظلم ولا تظلم

قد غنموا منك ولا تغنم

منهم ولو تعلم ما أعلم

خاصمتهم عدلاً وإن الخصام

أعدل ما يحبو الكرام اللئام

ابكيك أم أرثيك هل نافع

دمع ونوح والقضا واقع

هذا شقاء ما له دافع

إسمع فإن الله لي سامع

قل أيها الأرض عليك السلام

تحية بالدمع لا بالكلام

شرح ومعاني كلمات قصيدة ظلمتم الدهر فما ذنبه

قصيدة ظلمتم الدهر فما ذنبه لـ ولي الدين يكن وعدد أبياتها واحد و سبعون.

عن ولي الدين يكن

ولي الدين بن حسن سري بن إبراهيم باشا يكن. شاعر رقيق، من الكتاب المجيدين، تركي الأصل، ولد بالأستانة، وجيء به إلى القاهرة طفلاً، فتوفي أبوه وعمره ست سنوات. فكفله عمه علي حيدر (ناظر المالية بمصر) وعلمه فمال إلى الأدب، وكتب في الصحف، فابتدأت شهرته، وسافر إلى الأستانة مرتين (سنة 1314 - 1316هـ) ، وعين في الثانية عضواً في مجلس المعارف الكبير. ونفاه السلطان عبد الحميد إلى ولاية سيواس (سنة 1902) فاستمر إلى أن أعلن الدستور العثماني (1908) ، فانتقل إلى مصر. وكان يجيد التركية والفرنسية ويتكلم الإنجليزية واليونانية. وعمل في وزاره الحقانية سنة (1924) فعين سكرتيراً عربياً لديوان الأمناء، ومرض وابتلي بالكوكايين، فقعد عن العمل (1919) وقصد حلوان مستشفياً فتوفي بها، ودفن في القاهرة. له كتاب (المعلوم والمجهول -ط) ضمنه سيرة نفيه، (والصحائف السود - ط) وغيره، وله (ديوان شعر - ط) .[١]

تعريف ولي الدين يكن في ويكيبيديا

ولي الدين بن حسن سري بن إبراهيم باشا يكن. (1290 - 1339 هـ / 1873 - 1921 م)، شاعر مصري تركيّ الأب شركسيّ الأم.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ولي الدين يكن - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي