ظنتت الدمع يسعد بالعزاء

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ظنتت الدمع يسعد بالعزاء لـ علي الجارم

اقتباس من قصيدة ظنتت الدمع يسعد بالعزاء لـ علي الجارم

ظَنَتْتَ الدمْعَ يُسْعِدُ بالْعَزَاءِ

فَهَلْ أَجْدَى بُكَاؤُكَ أَوْ بُكَائي

وَقُلْتَ بِأَنَّةِ الْمَحْزُونِ أُشْفَى

فَأَحْوَجَكَ الشِّفاءُ إِلَى شِفَاءِ

وَمَنْ يَغْسِلْ بِأَدْمُعِهِ جَوَاهُ

أَرَادَ الْبُرْءَ مِنْ دَاءِ بِدَاءِ

بِنَفْسي الراحِلِينَ مَضَوْا سِرَاعاً

لِوَرْدِ الْمَوْتِ كَالْهِيمِ الظمَاءِ

تَوَلّى عَهْدُهُمْ وَبَقِيتُ وَحْدِي

أُقَلِّبُ طَرْفَ عَيْني في السَماء

رَثَيْتُهُمُ فَأَدْمَى الْحُزْنُ قَلْبِي

فَهَلْ نَدْبٌ يَخِفُّ إِلَى رِثائي

وَكَم حيٍ يَعيشُ بنَفْسِ مَيْتٍ

طَوَتْ آمالَها طَيَّ الردَاءِ

مضَتْ بِهِمُ النَّجَائِبُ مُصْعِدَاتٍ

وَللْبَاكِين رَنَّاتُ الْحُداءِ

تَجلَّوْا في النِّجَادِ ضُحَى صَبَاحٍ

وَغَابُوا في الوِهَادِ دُجَى مَساءِ

وَقَفْتُ أُزَوِّدُ النظَرَاتِ منْهُمْ

وَأُصْغِي لِلنوَادِبِ مِنْ وَرَائي

فَلَمْ أَرَ إِذْ نَظَرْتُ سِوَى جَلالٍ

يَهُولُ وَمَا لَمَسْتُ سِوَى هَبَاءِ

وَنَادَيْتُ الصحَابَ فَبَحَّ صَوْتِي

وَعَادَ إِلَيَّ مَكْدُوداً نِدائِي

تُفَرِّقُنَا الْحَياةُ فَإِنْ أَرَدْنَا

لِقَاءً لَمْ نَجدْ غَيْرَ الْفَنَاءِ

طَرِيقٌ عُبدَتْ مِنْ قَبْلِ نُوحٍ

ولم تُلْقَ التمائِمُ عَنْ ذُكَاءِ

بِهَا الأَضْدَادُ تُجْمَعُ في صَعِيدٍ

وَفِيهَا يَلْتَقِي دَانٍ بِنَاءِ

إِذَأ لَبِسَ الربيعَ شَبَابُ قَوْمٍ

فَأسْرَعُ مَا يُفَاجَأُ بِالشتَاءِ

وَكُلُّ نَضِيرَةٍ فَإِلَى ذُبُولٍ

وَكُلُّ مُضِيئَةٍ فَإِلى انْطِفَاءِ

وَهَلْ تَهْوِي ثِمَارُ الروْضِ إلاَّ

إِذَا أَدْرَكْنَ غَاياتِ النماءِ

أَيَا دَاوُدُ وَالذكْرَى بَقَاءٌ

ظَفِرْتَ بكُلِّ أَسْبَابِ الْبَقَاءِ

نَعَاكَ لِيَ النُعَاةُ فَقُلْتُ مَيْنٌ

وَكَمْ يَأْسٍ تشَبَّثَ بالرجَاءِ

نُمَارِي كُلَّمَا فَدَحَتْ خُطُوبٌ

فَتَرْتَاحُ النفُوسُ إِلَى الْمِرَاءِ

مَلَكْتَ يَرَاعَةً وَمَلَكْتَ قَلْباً

فَكَانَا سُلَّمَيْنِ إِلَى الْعَلاءِ

شَبَاةٌ شَقَّها الْبَارِي فَشَقَّتْ

طَرِيقاً لِلْمَجادَةِ والسراءِ

إِذَا ما أُشرِعَتْ في الْخَطِّ مالَتْ

رِماحَ الْخَطِّ مِيلَةَ الازْدِهاءِ

وَإنْ هِيَ جُرِّدَتْ لِمَضاءِ عَزْمٍ

تَوَارَى السَيْفُ مِنَ هَوْلِ الْمَضَاءِ

وَإنْ هِيَ لاَمَسَتْ يَدَهُ أَضَاءَتْ

فَهَلْ أَبْصَرْتَ فِعْلَ الْكَهْرَباءِ

كَأَنَّ لُعَابَهَا قِطْعُ اللَّيالِي

تَنَفَّسُ عن تَبَاشِيرِ الضيَاء

كَأَنَّ النِّقْسَ فَوْقَ الطْرسَ غَيْثٌ

أَعَارَ الأَرْضَ ثَوْباً مِنْ رُوَاءِ

بَيَانُكَ وَاضِحُ الْقَسَمَاتِ صَافٍ

يَكادُ يُشِعُّ مِنْ فَرْطِ الصفَاءِ

يَكادُ يَسِيلُ فِي الْقِرْطَاسِ لُطْفاً

فَتَحْبِسُهُ عَلاَمَةُ الانْتِهاءِ

بَيَانٌ لَوْ صَدَعْتَ بِهِ اللَّيَالِي

رَأَيْتَ الصبْحَ مِنْهَا في الْعِشَاءِ

لَهُ نُورٌ يَكادُ يَسِيرُ فِيهِ

رَهِينُ المَحْبِسَيِنْ بِلاَ عَنَاءِ

لَهُ النَّبَراتُ نَدْعُوهَا غِنَاءً

فَتَأْبَى أَنْ تُعَدَّ مِنَ الْغِنَاءِ

سُلاَفٌ تَنْهَلُ الأَرْوَاحُ مِنْهُ

وَتَحْمِلُهُ السُقَاةُ بِلاَ إِنَاءِ

وَرَوْضَاتٌ حَلَتْ في كُلِّ عَيْنٍ

وَأَغْرَتْ بِالأَزَاهِرِ كُلَّ رَائي

طَلَبْنَ إِلَى الْغَمامِ كِسَاءَ حُسْنٍ

فَكَلَّفَ قَطْرَهُ وَشْيَ الْكِسَاءِ

تُرِيكَ عَجَائِبَ الألْوَانِ شَتَّى

كَمَا عَكَسَتْ أَشِعَّتَهَا الْمَرَائي

أَوِ الْعَذْرَاءَ حِينَ رَأَتْ غَرِيباً

فَلَثَّمَتِ الْمَلاَحَةَ بِالْحَيَاءِ

بَنَي لُبْنَانَ خَطْبُكُمْ جَلِيلٌ

دَعُونا نَقْتَسِمْهُ عَلَى السَواءِ

مَضَى شَيْخُ الصحَافَةِ أَرْيَحيّاً

مُبِيد الْوَفْرِ جَمَّاعَ الثنَاءِ

خِلالٌ كُلُّهَا أَنْفَاسُ رَوْضٍ

وَنَفْسٌ كُلُّها قَطَرَاتُ مَاءِ

نُعَزِّي فِيهِ لُبْنَاناً وَنَبْكِي

فَمَنْ أَوْلَى وَأَجْدَرُ بِالْعَزَاءِ

مُصَابُكُمُ وَقَدْ أَدْمَى مُصَابِي

وَرُزْءُ الْعَبْقَرِيَّةِ وَالذكاءِ

لَهُ اهْتَزَّتْ بَوَاسِقُ نَخْلِ مِصْرٍ

وَهَالَ الأَرْزَ إِرْجَافُ الْفَضَاءِ

بَنِي الْقُطْرِ الشَقِيقِ لَنَا صِلاَتٌ

كَرِيمَاتٌ عُقِدْنَ عَلَى الْوَفَاءِ

بَنُو أَعْمَامِنَا أَنْتُمْ وَفِيكُمْ

حِفَاظٌ لِلْمَوَدَّةِ وَالإِخَاءِ

وَفِي الْفُصْحَى لَنَا نَسَبٌ كَرِيمٌ

كَقُرْصِ الشمْسِ شَمَّاخُ السنَاءِ

أَعَدْناهَا نِزَارِيةً عَرُوباً

لَها حُسْنُ الْتِفاتٍ وانْثِناءِ

إِذَا خَطَرتَ بِنَادِي الْقَوْمِ حَلُّوا

مِنَ الإِكْبَارِ مَعْقُودَ الْحُبَاءِ

تَجَاوَزْنَا بِهَا أَطْلاَلَ سُعْدَى

وبَدَّلْنَا الْمَقَاصِرَ بِالْخِبَاءِ

وَجِئْنَا بِالْعُجَابِ يُخَالُ سِحْراً

وَكُلُّ السحْرِ مِنْ أَلِفٍ وَباءِ

وَكانَتْ قَبْلَ نَهْضَتِنَا نُحَاساً

وَكُنَّا سَادَةً فِي الْكِيمِيَاءِ

قَضَى دَاوُدُ فَالأقْلاَمُ حسْرَى

نَوَاكِسُ خَاشِعاتٌ لِلْقَضَاءِ

هِيَ الأيَّامُ تَهْدِمُ ما بَنَتْهُ

فَماذَا يَبْتَغِينَ مِنَ الْبِنَاءِ

حَيَاةُ الْمَرْءِ في الدنْيَا هَبَاءٌ

وَآمَالُ الْمُؤَمِّلِ مِنْ هَوَاءِ

وَمَا لِلْجَازِعِينَ سِوَى اصْطِبَارٍ

وَمَا للسَّاخِطِينَ سِوى الرضَاءِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة ظنتت الدمع يسعد بالعزاء

قصيدة ظنتت الدمع يسعد بالعزاء لـ علي الجارم وعدد أبياتها ستة و خمسون.

عن علي الجارم

علي بن صالح بن عبد الفتاح الجارم. أديب مصري، من رجال التعليم له شعر ونظم كثير، ولد في رشيد، وتعلم في القاهرة وإنجلترة، واختير ليكون كبير مفتشي اللغة العربية بمصر. ثم وكيلاً لدار العلوم حتى عام (1942) ، مثل مصر في بعض المؤتمرات العلمية والثقافية، وكان من أعضاء المجمع اللغوي. وتوفي بالقاهرة فجأة، وهو مصغ إلى أحد أبنائه يلقي قصيدة له في حفلة تأبين لمحمود فهمي النقراش. له (ديوان الجارم-ط) أربعة أجزاء، (قصة العرب في إسبانيا - ط) ترجمة عن الإنكليزية. و (فارس بن حمدان-ط) ، (شاعر ملك-ط) ، وقد شارك في تأليف كتب أدبية منها: (المجمل-ط) ، و (المفصل-ط) وكتب مدرسية في النحو والتربية.[١]

تعريف علي الجارم في ويكيبيديا

علي بن صالح بن عبد الفتاح الجارم أديب وشاعر وكاتب، ولد عام 1881 في مدينة رشيد في مصر. بدأ تعليمه القراءة والكتابة في إحدى مدارسها ثم أكمل تعليمه الثانوي في القاهرة، بعدها سافر إلى إنكلترا لإكمال دراسته ثم عاد إلى مصر حيث كان محباً لها كما دفعه شعوره القومي إلى العمل بقوة وإخلاص لوطنه، وقد شغل عدداً من الوظائف ذات الطابع التربوي والتعليمي، فعُيِّن بمنصب كبير مفتشي اللغة العربية ثم عُيِّن وكيلاً لدار العلوم وبقي فيها حتى عام 1924، كما اختير عضواً في مجمع اللغة العربية، وقد شارك في كثير من المؤتمرات العلمية والثقافية.كتب عنه في موقع إسلام سيفلايزيشن للشاعر العراقي فالح الحجية:

وله ديوان في أربعة أجزاء، وله كتب أخرى منها فارس بني حمدان وشاعر وملك وغارة الرشيد.[٢]
  1. معجم الشعراء العرب
  2. علي الجارم - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي