ظننت بأن الشعر يغني فما أغنى

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ظننت بأن الشعر يغني فما أغنى لـ جميل صدقي الزهاوي

اقتباس من قصيدة ظننت بأن الشعر يغني فما أغنى لـ جميل صدقي الزهاوي

ظننت بأن الشعر يغني فما أَغنى

وَكَم شاعر في موقفي أخطأ الظنَّا

لَقَد كانَ شعري يحسن اللحن إن شدا

فَما بال شعري اليوم لا يحسن اللحنا

وكنت لأسفار الحياة اتخذته

رفيقاً أَصافيه المودة أَو خدنا

وكانَ يبث الشجو في الناس شدوه

إلى أَن يهيج السمع والروح والذهنا

يغني فَيُبكي السامعين غناؤُهُ

كذلك يُشجي العندليب إذا غنّى

وأَحسن من غنَّى من الطير بلبل

تبوأ في غناء من جنة غصنا

على فنن لدنٍ نزا وهو صائح

فهز وأحنى تحته الفنن اللدنا

وأَكثر إحسانا من الطير شاعر

إذا قال راعَى في صناعته الفنا

وَما اليَوم عجز الشعر عن خوَر به

ولكنها الأشجان لا تقبل الوزنا

كأني إليه لم أَمتَّ بقربة

وَلَم أَكُ للمطبوع منه أباً وابنا

من الشعر ما يَلقى الردى قبل ربه

إذا قصر المعنى المراد فما أَغنى

وَأَمّا الَّذي قد كانَ معناه فائضاً

فَيَفنى الَّذي قد قاله وهو لا يفنى

وَللشعر جسم ناعم هو لفظه

وَللشعر روح ذو شعور هو المعنى

أَرى الشعر بعد الوحي أَكرم هابطٍ

من الملأ الأعلى إلى الملأ الأدنى

وَلا خير في شعرٍ وإن راق لفظه

إذا كان عنه في الهداية يستغنَى

وَقَد يتفشَّى الشعر كالنور سائحاً

فيركب متن الصبح إن لم يجد متنا

وَقَد تسمع الأذنان جعجعةً له

ولا تشهد العينان عوضُ له طحنا

تناءَيت عَن لَيلى الحقيقة مرغماً

فَما جامعي دار إليها ولا مغنى

يَقولون طارحها الصبابة تنجذب

وأَنّى لمثلي أن يطارحها أنَّى

وَرب قلوب لنَّ بعد قساوة

وعلّك يا قلب الحقيقة مستثنى

تلقيت في بغداد من عصبة قلىً

وَقاسيت في بغداد من ثلة ضغنا

لَقَد طالَ فيما بيننا الطعن موجعاً

فدنّا كَما دانوا ودانوا كما دنا

وكنت أَرى بغداد مِمّا لقيته

ببغداد من كربٍ شقيتُ به سجنا

وَكانَت تَقول النفس مني لجهلها

سأحمل عبء الهم جلداً ولا أضنى

وَلست أُبالي بعد ستين حجة

أَأَبكي الزَمانُ العينَ أَم أَضحك السنا

وَلكنني ألفيت أن احتماله

يشق على من يَشتَكي مثليَ الوهنا

على العلم شن الجهل بالأمس غارةً

وَكَم غارَة من قبلها الجهل قد شنا

وأبعدت عن حتف يسوء برحلتي

وَقَد كانَ مني قابَ قَوسين أَو أَدنى

يريدون مني أن أغني باسمهم

وأي هضيم باسم أَعدائه غنّى

على أن في بغداد لي من شبابها

إذا ضقت أَنصاراً ومن حولهم حصنا

وإن بها صحباً عن الحق ذادة

أبوا أن يهد الحيف من شرفي ركنا

إذا النقد شبت ناره أَدبية

عَدَوا ثم لاقى كل قرن له قرنا

أتوا يدفعون الشر عني بمثله

ولم يظهروا في كل ما أَظهروا جبنا

فَلِلَّه إخوانٌ بهم زدت عدة

وَلِلَّه إخوان رجحتُ بهم وزنا

وَهَل أَنا إلا ابن لبغداد نازح

إذا ذكروا بغداد يوماً له حنا

كَما لَيسَ يَصبو الطفل إلا لأمه

وَلَيسَ بمختار على حضنها حضنا

نهبت فجاج الأرض في ليلة دجت

بسيارة تطوي البعيد ولا تضنى

إلى أن بدا صبح يشق بضوئه

قديراً إِهاب الليل من بعد ما جنا

وقد ذر قرن الشمس يلمع نوره

فأطريت منها النور يلمع والقرنا

تَبارك يوم سرني بلقاء من

أحب فبعد اليوم لا أَشتَكي الحزنا

وجدت رياض الشام ريّا أَنيقة

وأخلاق أهل الشام طافحةً حسنا

وجدت بها علماً وجدت بها حجىً

وجدت بها عدلاً وجدت بها أمنا

سأثني على قوم رعوني بفضلهم

ومن نال ما قد نلت من حظوة أثنى

أَرى المجمع العلميَّ خير وسيلة

ليَزداد ذو علم على شأنه شأنا

أَرى المجمع العلمي أَكبر منقذ

من الفقر للشعب الَّذي رام أن يغنى

أَرى المجمع العلمي يستثمر النهى

أَرى المجمع العلمي يستحضر الذهنا

سيجني شباب الشام منه فوائداً

وَعلماً لهم والعلم أَحسن ما يُجنى

وإني لفضل المجمع اليوم مكبرٌ

فَقَد جاد بالعلم الغَزير وما ضنّا

سيشكر ما للمجمع القوم من يد

كَما شكرت أَرض على الوابل المُزنا

فبالعلم يبنَى المجد في كل أُمَّة

وأَما بغير العلم فالمجد لا يبنى

شرح ومعاني كلمات قصيدة ظننت بأن الشعر يغني فما أغنى

قصيدة ظننت بأن الشعر يغني فما أغنى لـ جميل صدقي الزهاوي وعدد أبياتها خمسون.

عن جميل صدقي الزهاوي

جميل صدقي بن محمد فيضي بن الملا أحمد بابان الزهاوي. شاعر، نحى منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحديث، مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتياً، وبيته بيت علم ووجاهة في العراق، كردي الأصل، أجداده البابان أمراء السليمانية (شرقي كركوك) ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذاً للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذاً للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذاً في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائباً عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائباً عن بغداد، فرئيساً للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي. كتب عن نفسه: كنت في صباي أسمى (المجنون) لحركاتي غير المألوفة، وفي شبابي (الطائش) لنزعتي إلى الطرب، وفي كهولي (الجرىء) لمقاومتي الاستبداد، وفي شيخوختي (الزنديق) لمجاهرتي بآرائي الفلسفية، له مقالات في كبريات المجلات العربية. وله: (الكائنات -ط) في الفلسفة، و (الجاذبية وتعليها -ط) ، و (المجمل مما أرى-ط) ، و (أشراك الداما-خ) ، و (الدفع العام والظواهر الطبيعية والفلكية-ط) صغير، نشر تباعاً في مجلة المقتطف، و (رباعيات الخيام-ط) ترجمها شعراً ونثراً عن الفارسية. وشعره كثير يناهز عشرة آلاف بيت، منه (ديوان الزهاوي-ط) ، و (الكلم المنظوم-ط) ، و (الشذرات-ط) ، و (نزغات الشيطان-خ) وفيه شطحاتة الشعرية، و (رباعيات الزهاوي -ط) ، و (اللباب -ط) ، و (أوشال -ط) .[١]

تعريف جميل صدقي الزهاوي في ويكيبيديا

جميل صدقي بن محمد فيضي ابن الملا أحمد بابان الزهاوي (1279 هـ - 1354 هـ / 1863 - 1936 م): شاعر، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحاضر، وهو علم من أعلام الشعر العربي الحديث، ورائد من روّاد التفكير العلمي والنهج الفلسفي. مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتيها. وبيته بيت علم ووجاهة في العراق. كردي الأصل، أجداده البابانيون أمراء السليمانية، ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي الزهاوي.تلقى العلم على يدي أبيه مفتي بغداد، وفي مدرسته التي عُرفت بما تدرسه من العلوم الشرعية الإسلامية والأدب العربي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذا للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذا للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذا للمجلة في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائبا عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائبا عن بغداد، فرئيسا للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي.

[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي