ظهر الدين طالعا من أكنه

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ظهر الدين طالعا من أكنه لـ عبد الباقي العمري

اقتباس من قصيدة ظهر الدين طالعا من أكنه لـ عبد الباقي العمري

ظهر الدين طالعا من أكنه

كهلال عنه أميطت دجنه

وحمدنا عند الصباح سراه

حيث قد جاء مطلقا للأعنه

ونفى الجور عدل قاض بحق

وقع آرائه كوقع الأسنه

ولأهل الزوراء من غير زور

كم وكم منحة أتت أثر محنه

فأذاقت قطر العراق على مر

ر الليالي أحلى من المن منه

وقضت حاجة ليعقوب كانت

من قديم بنفسه مستجنه

بقضاء المولى محمد ه

ذا العصر لم لربه بث حزنه

وشقيق النعمان جاء من الشا

م فخلناه شامة فوق وجنه

وإذا جاء الحق من بعد يأس

ذهب الباطل المورِّث هجنه

يا لندب ردَّ الشريعة بكرا

فغدت شبة وكانت مسنه

جبر الكسر من قلوب اليتامى

فهي لم تخش بعد ذلك وهنه

وقد انتاش الشرع شرع ابيه

من يدي هاتك من الشرع صونه

ثاقب رأيه بنصل حجاه

شاهد الزور ليس يأمن طعنه

غوت أهل الكمال بل هو غيث

كم بيوم النوال جاد بمزنه

خلقه كالنسيم والعقل منه

مستقيم ونفسه مطمئنه

حسن كله تقول المعالي

لا تلمني إذا تعشقت حسنه

لم نخف وهو عندنا من سوى

سحر عيون المهى لك الله فتنه

بيض الله وجهه ما ازدهته

من سواد العراق خضراء جمنه

أخذ الزهد والتقى عن أويس

والهدى عن سفيان بن عيينه

صام عن أكل السحت حتى وقاه

شر يوم الحساب والصوم جنه

شهد الحق أنه مثل ما قد

قلت فيه ويشهد الله أنه

ويح قوم من قبله سجنوا الح

ق وفيه قد أطلق الحق سجنه

وتعاطى اظهاره من خفاء

بعدما أدغموه من غير غنه

فيه شيخ الاسلام ما ضنَّ لكن

ظنَّ خيرا فأحسن الله ظنه

عارفا يوم وضعه لقبوه

فظنة منهمو وأية فطنه

قمصته أم المعالي قميصا

طاهر الذيل راح يسحب ردنه

كنز فقه في صدره درر البح

ر الذي فيه غنيتي مستكنه

أخلق الدهر تالد المجد منه

مثل ما أخلق المهند جفنه

في حواشي الآفاق أبدى طرازا

شرح الله بالهداية متنه

ذو فنون أفنان دوح علاها

فوقها العندليب أظهر فنه

معربا عن صفات حضرة مولى

دام في مدحه يردد لحنه

منطق الطير في بيان معان

وصف هذا البديع عاقته لكنه

بيته بيت عصمة وفناه

حرم فيه يبلغ الدين أمنه

بابه باب حطة رفع الله

على عاتق السموات ركنه

هو للدين حصنه وحريِّ

بالمعالي من شاد للدين حصنه

طود فخر رأس تطاول حتى

طاولت منه قنة العرش قنه

مفخرا أكسب الوجود فأنسى

فخرا بني سبكتكين بغزنه

ذو يد لا تزال موصلة الصح

ن مليا لمن لها مدَّ صحنه

واشاراته العلية تكسو

شامخات الرؤس أسنى مئنه

يمَّ أوصافه كبحر عمان

بلآليه أشحن الفكر سفنه

خصه الله بالكمال فأعطى

للزبرقان ليلة التمِّ ثمنه

هل له من موازن لنق

يم الوزن بالقسط كي نرجح وزنه

أم له من نظائر ليراها

ناظر الشخص حين يفتح عينه

كلما جنَّ ليله سلسلته

عينه بالدموع إذ فيه جنه

شكر الله سعيه حيث ولى

قاضيا منه صادق الدين عونه

فتباهت به الرصافة والكر

خ ازدهى دوحه فرنح غصنه

وانبرى الفاروقي يخدم بالمد

ح على سيد غدا السعد قنه

ويهنيه قائلا بدعاه

إذ يناديه وهو يعطيه أذنه

ولسان الدين انتضى ينشد

الحقَّ بثغر قد أضحك البشر سنه

من يدي قاضي النار بشراك أرخ

أنجد الحق حكم قاضي الجنه

شرح ومعاني كلمات قصيدة ظهر الدين طالعا من أكنه

قصيدة ظهر الدين طالعا من أكنه لـ عبد الباقي العمري وعدد أبياتها خمسون.

عن عبد الباقي العمري

عبد الباقي بن سليمان بن أحمد العمري الفاروقي الموصلي. شاعر، مؤرخ. ولد بالموصل، وولي فيها ثم ببغداد أعمالاً حكومية، وتوفي ببغداد. وفيه: أنه كان يلقب بالفوري، لإنشاده الشعر على الفور. والروض الأزهر وفيه: أنه أرخ عام وفاته بنفسه وكتبه بخطه، فقال: (بلسان يوحد الله أرخ ذاق كأس المنون عبد الباقي) . له (الترياق الفاروقي-ط) وهو ديوان شعر، و (نزهة الدهر في تراجم فضلاء العصر) ، و (نزهة الدنيا-خ) ترجم فيه بعض رجال الموصل من معاصريه، و (الباقيات الصالحات) قصائد في مدح أهل البيت، و (أهلة الأفكار في مغاني الابتكار) من شعره.[١]

تعريف عبد الباقي العمري في ويكيبيديا

عبد الباقي افندي بن سليمان بن أحمد العمري الفاروقي الموصلي يمتد نسبه إلى عاصم ابن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث انه من ابرز ما انجبت الاسرة العمرية الشهيرة في العراق ومن أشهر رجالات هذه الاسرة في مجالي السياسة والأدب. ولد في الموصل عام 1203هـ/ 1788م، وولي فيها ثم ولي بغداد أعمالاً حكومية رفيعة في الدولة العثمانية منها منصب كتخدا بغداد والموصل و (منصب كتخدا يعني منصب نائب الوالي)، وحينما شغل العمري وظيفة الكتخدائية أختار من اعيان الموصل وفداً رأسه بنفسه ووفد به على داود باشا والي بغداد يلتمسه في تولية يحيى باشا، وكان داود باشا والي بغداد معروفا بالأبهة والكبرياء مايملأ مراجعيه وزائريه هيبة وخوفاً، حتى في يوم الجمعة وهو يوم جلوسه لاستقبال الضيوف وأكثر من ذلك فقد نقل عن مدى تأثير جبروته وغلظته على زائريه أنهم لم يجرؤوا على تناول القهوة التي تقدم في مجلسه. وعلى وضعية هذا الوالي المليئة بالمهابة. دخل عليه الوفد الموصلي برئاسة الشاعر العمري وجلس بجانب الوالي وتناول قهوته التي قدمت له من دون أن تؤثر هيبة الوالي عليه. وبعد أن استفسر الوالي حاجته. اجابه بالبيتين التاليين: يامليك البلاد منيتي حاشاك..... مثلي يعود منك كسيرا أنت هارون وقته ورجائي..... أن أرى في حماك يحيى وزيرا فاعجب الوالي بموقفه ولباقته وجمال توريته فأصدر أمره برفع الطلب إلى السلطان العثماني للموافقة عليه، ولما تميز به الشاعر عبد الباقي من ذكاء ومهارة سياسية وإدارية فضلا عن مهارته الأدبية التي اهلته لتقلد، ومنذ فترة مبكرة من سني حياته منصب كتخدا ولاية الموصل في عهد الوالي يحيى باشا الجليلي وله في الوزير يحيى باشا الجليلي ديوان من الشعر وهو الديوان المسمى نزهة الدنيا في محامد الوزير يحيى. وعبد الباقي العمري هو ابن عم قاسم باشا العمري الذي قاد أول ثورة شعبية ضد الدولة العثمانية في العراق انتهت بمصرع الوالي المعين من قبلها في الموصل وتنصيبه واليا على الموصل، ومن ثم قيادته للحملة العسكرية الموجهة لاسقاط داود باشا والي بغداد وانهاء حكم المماليك في العراق، حيث رافق عبد الباقي العمري ابن عمه قاسم باشا في هذه الحملة وتولى قيادتها بعد مقتله ولحين وصول الجيش الذي يقوده علي رضا باشا اللاز والي حلب، حيث قتل قاسم باشا بعد دخوله بغداد وتنصيبه واليا عليها بفترة قصيرة. وعبد الباقي العمري هو شقيق محمود منيب الذي تولى تربية وتوجيه الملا عثمان الموصلي بعد ان كف بصره وفقد والديه وهو طفل صغير. وعبد الباقي العمري هو عم أحمد عزت باشا العمري الفاروقي رئيس تحرير جريدة الزوراء وهي أول صحيفة عراقية صدرت في عهد الوالي مدحت باشا، والذي شغل منصب متصرف في شهرزور، ثم متصرفا في الأحساء ثم متصرفا في تعز في اليمن. ثم عاد ليقيم في الاستانة مشتغلا بالعلم والأدب ونظم الشعر والتأليف، ومن مؤلفاته كتاب الطراز الانفس في شعر الاخرس. والشاعر عبد الباقي العمري هو أيضا عم والد سامي باشا العمري الفاروقي ابن علي الرضا، عضو مجلس الأعيان العثماني، والملحق العسكري العثماني في برلين، وقائد الحملة العثمانية (الحملة الحورانية) على جبل الدروز في سوريا، وقائد الحملة العثمانية على الكرك في الأردن، ووالي المدينة المنورة لاربع سنوات (1320هـ - 1324هـ)، وقائد الحملة العثمانية التي جهزتها الدولة العثمانية لمحاربة ابن سعود. وعبد الباقي العمري هو جد رشيد العمري متصرف لواء الرمادي في اواخر عهد الدولة العثمانية، وعبد الباقي العمري هو والد جد ناظم العمري صاحب الندوة العمرية في الموصل وعضو اللجنة التنفيذية للدفاع عن عروبة الموصل ضد محاولات ضمها إلى تركيا عام 1925 (وهي لجنة منتخبة من قبل اهالي ووجهاء الموصل كلفت بالدفاع عن عروبة الموصل وعراقيتها). ومن انجازات عبد الباقي العمري قيادة الحملة العسكرية التي جهزتها الدولة العثمانية للقضاء على الفتنة التي شبت بين قبيلتي الزكرت والشمرت في النجف حيث قضى على الفتنة دون أن يريق قطرة واحدة من الدماء ونال بذلك ثناء القبيلتين المتحاربتين ويعد الشاعر عبد الباقي العمري من ابرز الشعراء في مدح آل البيت رضوان الله عليهم حيث اجاد في مدحهم بشعر كثير شغل معظم ديوانه الشهير (الترياق الفاروقي) إضافة إلى ديوانه الباقيات الصالحات، ومن ابرز قصائده في هذا المجال قصيدته الشهيرة في مدح الخليفة الراشد علي بن أبي طالب والتي مطلعها: أنت العلي الذي فوق العُلا رُفِعا _ ببطن مكة وسط البيت إذ وُضعا_ سمتك امُك بنت الليث حيدرةً _ اكرم بلبوة ليثٍ انجبت سبُعا_ وأنت حيدرة الغاب الذي اسد البرج _ السماويِ عنه خاسئاً رجعا_ وأنت باب تعالى شأنُ حارسه _ بغير راحة روح القدس ما قُرعا وللعمري قصائد غزل عذبة تمور بالرقة والشاعرية، إضافة إلى كتابته أكثر من موشح غني بالصور والظلال وفرح الألوان في الطبيعة المتألقة المتفتحة، وهي موشحات تحتفي بالحياة وتمجد الجمال. وكان له مجلس في بغداد يحضره مع الشيخ أبو الثناء محمود الآلوسي مفتي بغداد، والشاعر عبد الغفار الأخرس، وله مخاطبات ادبية وشعرية رقيقة مع ادباء وشعراء النجف الاشرف، وهو أول من أطلق لقب (الملائكة)، على عائلة الشاعرة الكبيرة نازك الملائكة، ولقد دون شعر عبد الباقي العمري في ديوانه المعروف ب (الترياق الفاروقي) والذي طبع طبعتين في مصر وطبع طبعة أخرى على مطابع النعمان في النجف الاشرف، ولقد ترجم له الدكتور محمد مهدي البصير في كتابه نهضة العراق الأدبية بطبعتيه الأولى والثانية ترجمة وافية إضافة إلى تراجم أخرى كثيرة لكتاب اخرين. وكان يلقب بالفوري، لإنشاده الشعر على الفور. ويقول صاحب الروض الأزهر «أنه أرخ عام وفاته بنفسه وكتبه بخطه، فقال:[بلسان يوحد الله أرخ ذاق كأس المنون عبد الباقي]». خلف عبد الباقي العمري ثلاثة من الأبناء الذكور هم كل من (سليمان فهيم) و (حسين حسني) و (محمد وجيهي)، هاجر اثنان منهم إلى مصر وهم كل من حسين حسني ومحمد وجيهي وشغلا هناك مناصب مهمة في مصر الخديوية منها متصرفية حلوان وانقطعت ذريتهم هناك، وكان آخر من تبقى من ذريتهم هناك السفير محمد طاهر العمري سفير مصر في الفاتيكان في خمسينيات القرن الماضي، اما سليمان فهيم فقد بقي في العراق وتقطن ذريته حاليا في مدينة الموصل ويعدون من ابرز اعيانها ويمتهن معظمهم زراعة الأراضي الزراعية التي يمتلكونها هناك. ومن عائلته (ياسين ابن خير الله العمري) المتوفى بعد سنة 1235هـ/ 1818م، وهو أحد المؤلفين المشهورين في الموصل. حيث قام الدكتور بدري محمد فهد بتحقيق كتابه (منهج الثقات في تراجم القضاة) وطبع في دار الغرب الإسلامي عام 2010.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي