عادني اليوم من حديثك يا مص
أبيات قصيدة عادني اليوم من حديثك يا مص لـ التجاني يوسف بشير

عادَني اليَوم مِن حَديثك يا مَص
ر رُؤى وَطوّفت بِي ذِكرى
وَهَفا باسمك الفُؤاد وَلَجت
بَسَمات عَلى الخَواطر سَكرى
مَن أَتى صَخرة الوُجود فَفَرا
ها وَأَجرى مِنها الَّذي كانَ أَجرى
سَلسَبيلاً عَذب المَشارع ثَرا
راً رَوياً جَم الأَواذي غمر
يَصنَع المَجد مِن عَمائم زهر
كُلَّما رَدَها قَلانس حَمرا
كُلَّما مَصر المسود مِنها
زادَ في مَجدِهِ جَلالاً وَكِبرا
كُلَّما طَوق الكَنانَة عِلماً
خَوَلَتنا مِنهُ رَوافد تَتَرى
هُوَ مَن صاغَنا عَلى حَرم النَي
ل وَشُطآنه دُعاء وَشُكرا
فَجر النيل يَوم نَشر في الأَر
ض ضُحاها وَصاغَ لِلناس فَجرا
قالَ كُن فَاِستَجاشَ يَقذف دِفا
عاً وَيَجري عَلى الشَواطئ خَمرا
ربذا يَدفق الحَياة عَلى الوا
دي وَيَستَن في الكَنانَة مَجرى
إِنما مَصر وَالشَقيق الأَخ السو
دان كانا لخافق النيل صَدرا
حِفظاً مجدهُ القَديم وَشادا
مِنهُ صيتاً وَرفعاً مِنهُ ذِكرا
فَسَلوا النيل عَن كَرائم أَوسع
نا دَراريها اِحتِفاظاً وَقَدرا
ما رَغِبنا عَنها ولَكن دَهراً
ناوأتنا صُروفه كانَ دَهرا
وَاغشموا الفكر في كُهوف العوينات
وَمَدوا في عَصرِنا مِنهُ عَصرا
وَاِستَبيَنوا النُقوش وَاِستَوضَحوا
الآثار وَاِستَفسَروا الحِجارة أَمرأ
وَاِسأَلوها فَإِن فيها بَقايا
خَبر يوسع العَلائق نَشرا
نَثه الناقِشون مُعجزة الكَه
ف كَما نَثت اللطيمة عُطرا
أَفلَسنا أَلفي هَوى جَمَعتنا
سرحة الفكر في أَواصر كُبرى
أَفكانَت إِلّا الأُصول اِستَقَرت
حَيث كانَت لِنازح ما اِستَقرا
ثابِتات هُناكَ تُنسب أَشبا
ها وَتَنمي مِن العَلائق كَثرا
مَصر راشَت وَثَقفت وَأَعدَت
مِنهُ شَمساً وَأَطلَعَت مِنهُ بَدرا
هَيأت فكرَهُ فَأَزغَب فَاِستَش
رى فَأَعبى رَكضاً وَأَعجَز طَفرا
فَفَرى الدَهر خابرا وَشَأي السَ
هم مضياً وَزاحم الريح مَسرى
طَبع مَصر تَقصياً وَنَشاطاً
لَو دَهى الصحر داهم مِنهُ أَورى
كَيفَ يا قَومنا نُباعد مِن فك
رين شَدا وَسانَدَ البَعض أَزرا
كَيفَ قُولوا بِجانب النيل شَط
يه وَيَجري عَلى شواطئ أُخرى
كُلَّما أَنكَروا ثَقافة مَصر
كُنت مِن صُنعِها يَراعا وَفِكرا
جئت في حدها غِرار فَحيا اللَ
ه مُستودع الثَقافة مَصرا
نَضَر اللَهُ وَجهَها فَهِيَ ما تَز
داد إِلّا بُعداً عَلي وَعُسرا
أَمل مَيت عَلى النَفس أَلحَد
ت لَهُ مِن كَلاءة اللَهِ قَبرا
زَهقت روحَهُ وَفاضَت شُعاعاً
قَبلَما يَنفد الطُفولة عُمرا
كُنتُ أَحيا عَلى نَدى مِنهُ يُسا
قط بَرداً عَلى يَدي وَعطرا
في ظِلال مَطلولة أَفرغ الش
عر عَلَيها مِن الهَناءة فَجرا
ثُمَ أَودى يا وَيحَهُ ضاقَت الدُني
ا بِهِ جُهدَها اِحتِمالاً وَصَبرا
بَعدَما نَضر الحَياة بَعَين
ي مضى جاهِداً وَأَعقَب أَسرا
إِن لَقينا مِنها عَلى البُعد رَيا
ما لَقينا مِنها شواطئ خُضرا
يا بن مَصر وَعِندَنا لَكَ ما نَأ
مل تَبلغيه مِن الخَير مَصرا
قُل لَها في صَراحة الحَق وَالحَ
ق بِأَن يُؤثر الصَراحة أَحرى
وَثِقي مِن عَلائق الأَدَب البا
قي وَلا تَحفلي بِأَشياء أُخرى
وَقِفي بِالصَلات مِن حَيث لا تَع
رف إِلّا مَسالك الفكر مَجرى
كُلُ ما في الوَرى عَدا العلم
لا يَكبر شَعباً وَلا يُمَجد قَطرا
شرح ومعاني كلمات قصيدة عادني اليوم من حديثك يا مص
قصيدة عادني اليوم من حديثك يا مص لـ التجاني يوسف بشير وعدد أبياتها ثلاثة و أربعون.
عن التجاني يوسف بشير
أحمد التجاني بن يوسف بن بشير بن الإمام جزري الكتيابي. شاعر، متصوف من السودان ولد في أم درمان 1910م لقب بالتجاني تيمناً بشيخ المتصوفة الإمام التيجاني، حفظ القرآن والتحق بالمعهد العلمي في أم درمان ودرس الأدب والفلسفة والتصوف. عاش فترة قصيرة إلا أنه لفت الأنظار، فاهتمت به الصحف والمجلات وخاصة مجلة (أبولو) . صدر له ديوان واحد بعد وفاته وهو (إشراقة) الذي يعد نموذجا للشعر الرومانسي. عمل صحفياً وساهم في تحرير صحيفة (ملتقى النهرين) ، ومجلتي (أم درمان، والفجر) . توفي بذات الصدد ودفن بمدينة أم درمان.[١]
تعريف التجاني يوسف بشير في ويكيبيديا
التجاني يوسف بشير شاعر سوداني معروف يلقب بشاعر الجمال والروح والوجدان وهو من رواد شعر الرومانسية الصوفية المتجددة، مات وهو شاب وكتب أروع شعره وهو صغير. ورغم أنه عاش فترة قصيرة إلا أنه لفت الأنظار، فاهتمت به الصحف والمجلات وخاصة مجلة «مجلة أبولو ». وكثيراما تجرى المقارنة بينه وبين الشاعر التونسي المعروف أبو القاسم الشابي حيث انهما عاشا في الفترة نفسها تقريبا وتشابهت تجربتهما إلى حد بعيد.[٢]
- ↑ معجم الشعراء العرب
- ↑ التجاني يوسف بشير - ويكيبيديا