عاصي الرحباني

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة عاصي الرحباني لـ نزار قباني

1
عاصي الرحباني هو آخر الأشياء الجميلة في حياتنا
هو آخر قصيدة، قبل أن ندخل في الأمية
وآخر حبة قمح، قبل أن ندخل في زمن اليباس
وآخر قمر، قبل أن تهاجمنا العتمة
وآخر حمامة تحط على أكتافنا.. قبل زمن الخراب
وآخر الماء قبل أن تشتعل الحرائق في ثيابنا
وآخر الطفولة.. قبل أن تسرق الحرب طفولتنا

2
به بدأ الحب، وبه انتهى
وبه بدأ اللون الأخضر.. وبه انتهى
وبه بدأ النبيذ.. وبه انتهى
وبه صار بحر (أنطلياس)
أعظم من المحيط الأطلسي

3
هو أعطانا الضوء الأخضر.. لنحب..
فأحببنا..
وهو الذي شجعنا على أن نذهب لمواعيدنا
فذهبنا..
وهو الذي علمنا أن نكتب على ضفائر حبيباتنا..
فكتبنا..
وهو الذي غطانا بشراشف الحنان..
فنمنا..

4
على يدي عاصي، تحولت الموسيقى من مظاهرة
إلى لغة صوفية..
وتحول الحب من غزوة بربرية
إلى صلاة..
وتحول الشعر من قرقعة لغوية
إلى جملة حضارية..
وتحولنا نحن، من كائنات ترابية
إلى ضوء مسموع..

5
لم يكن عاصي، حادثًا هامشيًا في حياتنا
كان جيلًا.. ومؤسسة.. وأكاديمية..
وحادثة كبرى من حوادث التاريخ..
ويوم يكتبون تاريخ الشجر..
وتاريخ الدفلي والبيلسان
والقرميد الأحمر..
وتاريخ القرى اللبنانية التي جعلها عاصي الرحباني
أهم من باريس، ونيويورك، وسان فرانسيسكو
يوم يعلمون، بعد ألف سنةٍ في مدارسنا، أسماء
الجبال في لبنان، فسيكون عاصي الرحباني أعلى
وأهم جبل في أطلس لبنان..

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي