عانقتني ليلى لوشك الفراق

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة عانقتني ليلى لوشك الفراق لـ جميل صدقي الزهاوي

اقتباس من قصيدة عانقتني ليلى لوشك الفراق لـ جميل صدقي الزهاوي

عانَقَتني لَيلى لوشك الفراقِ

فَتلاقَت دموعنا في العناقِ

في أصيل للشمل فيه شتات

لدواع وللدموع تلاقي

لَو يصح التَشبيه قلت دموعي

يتبادرن مثل خيل السباق

لَم أَكُن قد عشقت وحديَ لَيلى

إن لَيلى كثيرة العشاق

غير أني أحس في القلب مني

بهواها كمثل نار حُراق

وَلَقَد تنظرون صورة لَيلى

كخيال في دَمعي الرقراق

كلنا مشتاق إليها ولكن

لا تضاهي أَشواقكم أَشواقي

كلكم قد فزتم برحمة لَيلى

غير أني منيت بالإخفاق

تَعتَري جسمي هزة حين تبدو

أو تلاقي أَحداقها أَحداقي

أَنت يا لَيلى كل ما أَتمنا

ه لِنَفسي أيام عمري الباقي

كنت بي برة وكان وثوق

ليَ بالعهد منك والميثاق

لي على حبي للعراق شهود

من دموعي وَقَلبي الخفاق

ربطتني أواصر محكمات

ببلادي ولن أحل وثاقي

ليس بي ما يريب عند بكائي

غير أني مفارق لرفاقي

إن حبي لمن أفارق فيها

يَتَجلى في دَمعيَ المهراق

لَيسَ لي من بعد العراق مقر

غير مصر ومصر أخت العراق

في رحيلي عن العراق إلى مص

ر مصابي معادل لاشتياقي

الوداع الوداع يا أهل ودي

فأَرى أن قد حان وقت الفراق

لست أَدري أراجع أنا يوماً

أم لحتفي قبل الرجوع ملاقي

طالَ لَيلي وَطالَ فيه شَقائي

واختلافي مع الأسى واتفاقي

كانَ ضغط الدجى عليه شديداً

فأتى الصبح مؤذناً بانفلاق

سوف تنسونني وتنسون عهدي

وتجف الدموع في الآماق

وَلَقَد تسمعون من مصر صوتي

في قصيد تذيع في الآفاق

لَيسَ صوت من الأعالي سيأتي

مثل صوت يأتي من الأعماق

إن أعدائي في العراق كثير

كلهم فيه آخذ بخناقي

سأولي ربوع بغداد ظهري

تاركاً خيرها لأهل النفاق

أزهقوا روح الحق فيما أتوه

أي نفع لهم من الإزهاق

ومن الصعب أن أداريَ ناساً

قد تنافي أخلاقهم أخلاقي

أصلح اللَه ثلة شتموني

وأطالوا في موطني إرهاقي

إنني قد صفحت عنهم فَلا أح

مل حقداً لهم على الإطلاق

لَيسَ قصدي مِمّا ذكرت عتاباً

غير أني أوردته في السياق

قد رحلنا عن العراق جميعاً

أنا والشعر والهوى باتفاق

حسُن الشعر في السفار رفيقاً

زاكي الأصل طيب الأعراق

حبذا الشعر يسلم اللفظ من حش

وٍ به والمعنى من الإغراق

يشبه المعنى الساقط اللفظ خوداً

رفلت في ثوب لها اخلاق

إنما أكثر القريض سيفنى

وَقَليل منه على الدهر باقي

كثرت أنجم السماء ولكن

لا تساوي لناظر في ائتلاق

كنت مثل الهزار أشدو بشعري

كل يوم في نبعة ذات ساق

وَلَقَد كنت قد بنيت بجهد

ليَ عشاً في مجمع الأوراق

فأَحال الغربان تهدم منه

ما بنته يدي بلا إشفاق

رخص الشعر في بلاد قد انحط

طت كما قد غلا بقطرٍ راقي

رب شعر أنفقته في سبيل ال

حق حتى أضرَّ بي إنفاقي

لست بالشعر أَبتَغي لي كسباً

أَو أداوي يوماً به إملاقي

أَيُّها الشعر أَنت لست متاعاً

يُشتَرى أَو يباع في الأسواق

شرح ومعاني كلمات قصيدة عانقتني ليلى لوشك الفراق

قصيدة عانقتني ليلى لوشك الفراق لـ جميل صدقي الزهاوي وعدد أبياتها أربعة و أربعون.

عن جميل صدقي الزهاوي

جميل صدقي بن محمد فيضي بن الملا أحمد بابان الزهاوي. شاعر، نحى منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحديث، مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتياً، وبيته بيت علم ووجاهة في العراق، كردي الأصل، أجداده البابان أمراء السليمانية (شرقي كركوك) ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذاً للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذاً للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذاً في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائباً عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائباً عن بغداد، فرئيساً للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي. كتب عن نفسه: كنت في صباي أسمى (المجنون) لحركاتي غير المألوفة، وفي شبابي (الطائش) لنزعتي إلى الطرب، وفي كهولي (الجرىء) لمقاومتي الاستبداد، وفي شيخوختي (الزنديق) لمجاهرتي بآرائي الفلسفية، له مقالات في كبريات المجلات العربية. وله: (الكائنات -ط) في الفلسفة، و (الجاذبية وتعليها -ط) ، و (المجمل مما أرى-ط) ، و (أشراك الداما-خ) ، و (الدفع العام والظواهر الطبيعية والفلكية-ط) صغير، نشر تباعاً في مجلة المقتطف، و (رباعيات الخيام-ط) ترجمها شعراً ونثراً عن الفارسية. وشعره كثير يناهز عشرة آلاف بيت، منه (ديوان الزهاوي-ط) ، و (الكلم المنظوم-ط) ، و (الشذرات-ط) ، و (نزغات الشيطان-خ) وفيه شطحاتة الشعرية، و (رباعيات الزهاوي -ط) ، و (اللباب -ط) ، و (أوشال -ط) .[١]

تعريف جميل صدقي الزهاوي في ويكيبيديا

جميل صدقي بن محمد فيضي ابن الملا أحمد بابان الزهاوي (1279 هـ - 1354 هـ / 1863 - 1936 م): شاعر، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحاضر، وهو علم من أعلام الشعر العربي الحديث، ورائد من روّاد التفكير العلمي والنهج الفلسفي. مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتيها. وبيته بيت علم ووجاهة في العراق. كردي الأصل، أجداده البابانيون أمراء السليمانية، ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي الزهاوي.تلقى العلم على يدي أبيه مفتي بغداد، وفي مدرسته التي عُرفت بما تدرسه من العلوم الشرعية الإسلامية والأدب العربي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذا للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذا للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذا للمجلة في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائبا عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائبا عن بغداد، فرئيسا للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي.

[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي