عتبت سعاد ولم أكن بالمذنب

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة عتبت سعاد ولم أكن بالمذنب لـ ناصيف اليازجي

اقتباس من قصيدة عتبت سعاد ولم أكن بالمذنب لـ ناصيف اليازجي

عَتَبَتْ سُعادُ ولم أكُنْ بالمُذنبِ

وعَرَفتُ عادَتها فلم أتَعتَّبِ

شِيَمُ الغواني إن تَدِلَّ إذا رأت

صبَّاً يَذِلُّ لها بقلبٍ طيِّبِ

أمَرَتْ لواحظُها الفَتَى فأطاعها

وَدَعَت فلبىَّ الشيخُ غيرَ مكذِبِّ

فَتَّانةُ العينينِ يَسكَرُ طَرْفُها

وأنا أُحَدُّ وها أنا لم أشرَبِ

سالَتْ ذوائِبُها ولاحَ جبينُها

فرأيتُ بدراً حلَّ بُرجَ العَقرَبِ

وتكلَّمتْ وتبسَّمَتْ لمَّا رأتْ

دمعي فتلكَ لآلئٌ لم تُثقَبِ

قد كُنتُ أطمَعُ في المَوَدَّةِ عِندَها

فإذا مَودَّتُها كبرْقٍ خُلَّبِ

ومَوَدَّةُ الحَسناءِ ضَيفٌ راحلٌ

مِيعادُهُ لثلاثةٍ أو أقرَبِ

ذُقتُ الصَّبابةَ في الشَبيبةِ أمرَداً

واليومَ شِبتُ فهل تليقُ بأشَيبِ

كلٌّ يعافُ العيبَ فيه فلو دَرَى

عيباً بهِ لم تَلقَ غيرَ مُهذَّبِ

ولقد عَرَكتُ الدَّهرَ أطلُبُ حِكمةً

فأفادَني والدَّهرُ خيرُ مؤدِّبِ

تُعطي التجاربُ حِكمةً لمجرِّبٍ

حَتَى تُرِّبي فوقَ تربيةِ الأبِ

ولقد تأمَّلتُ الزَمانَ وحُكمَهُ

فبُلِيتُ منهُ بعُجمةٍ لم تُعرَبِ

عارٌ عليَّ وشيخُنا المفتِي لهُ

رأيٌ يخلِّصُ بينَ بَكْرَ وتَغلبِ

هوَ كوكبٌ في الشرقِ يسطَعُ نُورُهُ

ويلوحُ فضلُ شُعاعِهِ في المَغربِ

يجلو الخُطوبَ وينجلي لكَ وَجهُهُ

فتَراهُ في الحالينِ أفضلَ كوكبِ

حَسَنُ الإصابةِ عِندَ كل مُلمَّةٍ

بادي البشاشةِ عندَ سُخطِ المغُضَبِ

مُتواضعٌ لجليسهِ من لُطفهِ

حتى كأنَّ جليسَهُ ذو المَنصبِ

رَيَّانُ من كأسِ الحقيقةِ لم يَدَعْ

إلا ثُمالَتَها التي لم تُطلَبِ

لم يَعشَقِ الدُنيا فلم يَجْزَعْ إذا

ولَّت وإنْ هيَ أقبَلَتْ لم يَطرَبِ

هانَ الزمانُ عليهِ لا مُتعَجِبٌ

مما يَرَى فيهِ وليسَ بمُعجَبِ

وَسِعَ العلومَ بجانبٍ من صَدرِهِ

رَحْبٍ وللعَمَلِ استَعَدَّ بأرحَبِ

أحصى من الكُتُبِ الذي كَتَبوا لنا

فيها وزادَ عليهِ ما لم يُكَتبِ

يجني فوائدَهُ الحكيمُ كغيرهِ

وتُفيدُ فَتْواهُ شُيوخَ المَذهبِ

يا مَن إذا اتَّسعَ القريضُ بذَكرِهِ

ضَغَطَ الأعاريضَ اقتحامُ الأضربِ

تزهو قوافينا لَدَيكَ سليمةً

ويُعابُ بالتقصيرِ قولُ المُطنِبِ

غَمَضَتْ صِفاتُكَ يا مُحمَّدُ دِقةً

فتحجَّبَتْ وبَرَزْتَ غيرَ محجَّبِ

إن كُنتَ تَبغِي من يَقومُ بحقِها

فاطلُبِ سِوايَ وقُل عذَرتُكَ فاذهَبِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة عتبت سعاد ولم أكن بالمذنب

قصيدة عتبت سعاد ولم أكن بالمذنب لـ ناصيف اليازجي وعدد أبياتها ثمانية و عشرون.

عن ناصيف اليازجي

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط. شاعر من كبار الأدباء في عصره، أصله من حمص (سورية) ومولده في كفر شيما بلبنان ووفاته ببيروت. استخدمه الأمير بشير الشهابي في أعماله الكتابية نحو 12سنة، انقطع بعدها للتأليف والتدريس في بعض مدارس بيروت وتوفي بها. له كتب منها: (مجمع البحرين -ط) مقامات، (فصل الخطاب -ط) في قواعد اللغة العربية، و (الجوهر الفرد -ط) في فن الصرف وغيرها. وله، ثلاثة دواوين شعرية سماها (النبذة الأولى -ط) و (نفحة الريحان -ط) و (ثالث القمرين -ط) .[١]

تعريف ناصيف اليازجي في ويكيبيديا

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط بن سعد اليازجي (25 مارس 1800 - 8 فبراير 1871)، أديب وشاعر لبناني ولد في قرية كفر شيما، من قرى الساحل اللبناني في 25 آذار سنة 1800 م في أسرة اليازجي التي نبغ كثير من أفرادها في الفكر والأدب، وأصله من حمص. لعب دوراً كبيراً في إعادة استخدام اللغة الفصحى بين العرب في القرن التاسع عشر، عمل لدى الأسرة الشهابية كاتباً وشارك في أول ترجمة الإنجيل والعهد القديم إلى العربية في العصر الحديث. درّس في بيروت.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ناصيف اليازجي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي