عثرت يوم العذيب فاستقل

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة عثرت يوم العذيب فاستقل لـ مهيار الديلمي

اقتباس من قصيدة عثرت يوم العذيب فاستقل لـ مهيار الديلمي

عثرتَ يومَ العذَيبِ فاستقلِ

ما كلُّ ساعٍ يُحسُّ بالزَّلَلِ

ما سلِمَتْ قبلك القلوبُ على ال

حُسن ولا الراجمون بالمقلِ

راحوا بقلبي وغادروا جسداً

أعدى بِلاه ربعَ الهوى فبَلي

وقفتُ فيه ولا ترى عجباً

كطللٍ واقفٍ على طللِ

سل إخوتي في قصور فارسَ عن

أخٍ عزيز يُضامُ في الحِلَلِ

يا قوم إن العذيبَ بعدكُمُ

يأخذني بالطوائل الأُوَلِ

لا تطلبوا في طُلى الرجال دمي

إنّ دمي في غوارب الإبلِ

كأنها بالحمُول واطئةٌ

صفحةَ خدّي تمشي إلى أجلي

يا عجباً صادني عناداً على

وجرةَ ظبيٌ يصاد بالحيلِ

مدَّ حبالاً من الذوائب واس

ترهف يرمي نَصلاً من الكَحَلِ

ما اختصَّ مني السَّقامُ جارحةً

على جهاتي أغراضُ منتبلي

إذا لحاظي لجسمِيَ امتعضتْ

من الضنا قال قلبِيَ احتملِ

كلّ عذابِ الهوى بُليتُ به

ولو كُفيت الملامَ لم أُبَلِ

قد اشتفى الدهرُ من قساوته

وما اشتفى العاذلاتُ من عذلي

يا قِصَر الليل دمْ لنائمه

فالليلُ لولا السهاد لم يطُلِ

أحال دمعي لونَ السواد من ال

عين ولونُ الظلام لم يحُلِ

وأنكرتْ عينيَ النهارَ من اع

تياد ليلاتِ همّيَ الطِّوَلِ

ظاهرَ ثوباً من السلامة لي

فوقَ أديمٍ محلَّمٍ نَغِلِ

يَسقِينيَ الصابَ إن وصفتُ له

ظماءةً من إدواة العسلِ

مبتسم لي من غير ما مقةٍ

ما كلّ لحظٍ بالماقِ عن قَبَلِ

إذا استجدَّتْ له ثيابُ غنىً

رحتُ بثوبٍ من غدره سَمَلِ

يرى بعينيه كلَّ منصدع

يُرأبُ إلا ما سدّ من خِللي

يرى ذهابَ الساداتِ سوّده

إن التفاني وسمٌ على الغُفلِ

قلْ للئيم يضمّ راحته

خوف سؤالي أُعفِيتَ فاعتزلِ

كفَفتَها تَرهبُ العطاءَ فما

أحسنَها لو تُكفُّ من شلَلِ

عهدي بمال الجواد يأمنني

فكيف قد خفتني مع البخَلِ

ما لك ترتاع للسماع إذا

سِيل أُناسٌ وأنت لم تُسَلِ

غضبان تبغي شرّي بلا تِرةٍ

ولا يدٍ أنت ربُّها قِبَلي

يُذَمُّ مسترجِعُ النوالِ فهل

تكون مسترجعاً ولم تُنلِ

يا عاقداً صبوةَ الحسان إلى ال

حاجات حرصاً بغارب الجملِ

يطلبُ ما أمهلَ القضاء به

من الغنى في سَفارة العجَلِ

حيرانَ يُضحي على أمانٍ من ال

أرض ويُمسي منها على وجلِ

حَطَّ وقد أعتمتْ مذاهبُهُ

ينظر رُشْداً أقمرتَ فارتحلِ

هذا عميد الكفاة نارُ قِرى ال

ليل وكشّافُ أوجهِ السُّبُلِ

دلَّ على جوده تبسُّمُهُ

والشرقُ يشرَى بالعارضِ الهطلِ

أبلجُ وافٍ سربالُ سوددِهِ

على سرابيلِ قومِه الفُضُلِ

فات به أن تداس حلبتُه

سنُّ فَتِيٍّ ورأيُ مكتهلِ

قرّ وما أُلقيتْ تميمتُه

وساد في عشر عمره الأُوَلِ

مستيقظ الظنّ ألمعيٌّ إذا

أخلفَ ليلُ النَّوّامةِ الوَكلِ

يكاد من طاعة الوِفاق له

يُصلح بين الجَنوبِ والشَّمَلِ

صحّت له في الندى بصيرتُهُ

فما يَردُّ السؤالَ بالعِللِ

وعاقَد الغيثَ أن يساهمه ال

جودَ بكفٍّ محلولةِ العُقُلِ

من معشرٍ شاب مجدهم في صبى ال

دهر وداسوا أوائلَ الدوَلِ

إذا هوى الناسبون في صَببٍ

تطلَّعوا من ذوائب القُلَلِ

خلّوا عن المال أيدياً وَهبُوا

منها مكانَ الأموال والقُبَلِ

يُصبح رزقُ الأنام تحت يدٍ

منهم وثقل الدنيا على رجُلِ

كلّ غلامٍ ضربٍ يخفّ إلى ال

ضرب خُفوفَ الصَّنَاع للعملِ

لو شاء مما طالت حمائله

مسّ قياماً ثَعالبَ الأسلِ

شابَهَ طيبُ الوِلاد بينهُمُ

وَفقَ الأنابيبِ في القنا الذُّبُلِ

محمدٌ كالحسين سبقاً إلى

غايتِه والحسينُ مثلُ علي

يبغي مساعيك متعبٌ يدُهُ

تفتُلُ حبلاً لشاردِ الإبلِ

وما جنت خيبةً كرِجلِ فتىً

يمشي على النار غيرَ مشتعِلِ

أنعمتُمُ لي خوض الرجاء وقد

كنت أُحلّا منه عن البللِ

وزاد شِعري فيكم على فِكَري

مزيدَ إحسانكم على أملي

لكنّه يقتضي مكارمَكم

تعجيلُها ما يفوت بالمهلِ

وأن أكون الشريكَ في جمّة ال

ماءِ كما قد شُركتُ في الوشَلِ

كلّ يدٍ في مديحكم غُمستْ

غيرَ يدي فهي كفُّ منتحلِ

وكلّ قلب بعدي أحبَّكُمُ

قلبُ دخيلِ الودادِ منتقِلِ

كم جَلوةٍ حُلوةٍ زففتُ لكم

فيها هَدِيّاً من خاطرٍ غزلِ

كالشمس يأتيكم الصباحُ بها

عذراءَ حتى تُجلَى مع الطَّفْلِ

طيّبة الرُّدنِ بالذي ضمنت

من سيرةٍ فيكمُ ومن مثلِ

تُكثِر مع حسنها الوصالَ فما

أخشى عليها إلا من المللِ

أثقلتُمُ حملَ جيدها فإن از

دادت فللفخر ليس للعطَلِ

كم حاسدٍ قد مشى الضَّرَاء لها

لما استقامت برأيه الخطِلِ

رجا بما قال عندكم وَزَراً

يُنجيه من غيظه فلم ينلِ

لو لم توسّع له مسامعكم

ما طمع الصّلُّ في فم الوعلِ

يقُصُّ إثرَ الشذوذِ يلتمس ال

عيبَ وينسَى الإحسان في الجملِ

له إذا امتدّ باعُ همّته

ذكرِي بالعيب والمحاسنُ لي

كفى احتقاراً تركي إجابتَه

لو كان ممّن يُجابُ لم يقُلِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة عثرت يوم العذيب فاستقل

قصيدة عثرت يوم العذيب فاستقل لـ مهيار الديلمي وعدد أبياتها تسعة و ستون.

عن مهيار الديلمي

مهيار بن مرزويه، أبو الحسن الديلمي. شاعر كبير في أسلوبه قوة وفي معانيه ابتكار، قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم، وقال الزبيدي: (الديلمي) شاعر زمانه فارسي الأصل من أهل بغداد، كان منزله فيها بدرب رباح، من الكرخ، وبها وفاته. ويرى (هوار) أنه ولد في الديلم (جنوب جيلان على بحر قزوين) وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. وكان مجوسياً وأسلم سنة 494هـ على يد الشريف الرضي. وتشيع وغلا في تشيعه وسب بعض الصحابة في شعره، حتى قال له أبو القاسم ابن برهان: يا مهيار انتقلت من زاوية في النار إلى أخرى فيها.[١]

تعريف مهيار الديلمي في ويكيبيديا

أبو الحسن - أو أبوالحسين - مِهيَارُ بن مروزيه الديّلمِيُّ (توفي 428 هـ / 1037 م) كاتب وشاعر فارسي الأصل، من أهل بغداد. كان منزله في بغداد بدرب رباح من الكرخ. كان مجوسياً فأسلم، ويقال إن إسلامه سنة 384 هـ كان على يد الشريف الرضي أبي الحسن محمد الموسوي وهو شيخه، وعليه تخرج في نظم الشعر، وقد وازن كثيرا من قصائده، ويقول القمي: (كان من غلمانه). قال له أبو القاسم ابن برهان: «يا مهيار قد انتقلت بأسوبك في النار من زاوية إلى زاوية»، فقال: «وكيف ذاك؟» قال: «كنت مجوسيا فصرت تسب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعرك». ويرى هوار أنه وُلِدَ في الدَّيلم، في جنوب جيلان، على بحر قزوين، وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. كان ينعته مترجموه بالكاتب، ولعله كان من كتاب الديوان. كان شاعرا جزل القول، مقدما على أهل وقته، وله ديوان شعر كبير يدخل في أربع مجلدات، وهو رقيق الحاشية طويل النفس في قصائده. ذكره الحافظ أبو بكر الخطيب في كتابه تاريخ بغداد وأثنى عليه وقال: «كنت أراه يحضر جامع المنصور في أيام الجمعات [يعني ببغداد] ويقرأ عليه ديوان شعره ولم يقدر لي أسمع منه شيئاً». قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. مهيار الديلمي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي