عجبا لوجد لا يلين شديده

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة عجبا لوجد لا يلين شديده لـ لسان الدين بن الخطيب

اقتباس من قصيدة عجبا لوجد لا يلين شديده لـ لسان الدين بن الخطيب

عَجَباً لوَجْدٍ لا يَلينُ شَديدُهُ

وغَرامِ قلْبٍ شَبَّ فيهِ وَقودُهُ

ولقَد عَهِدْتُ القَلْبَ وهْوَ موَحِّدُ

فعَلامَ يُقْضَى في العَذابِ خُلودُهُ

إتْلافُ نَفْسي في هَواكِ حَياتُها

وفَناءُ قَلبي في رِضاكِ وُجودُهُ

وإنْ اسْتَرَبْتِ سَلي شُهودَ مَدامِعي

قدْ صحَّ مَنْ في وَجْنَتَيْهِ شُهودُهُ

هلْ تذْكُرينَ عُهودَ أيّامِ الحِمى

للّهِ أيّامُ الحمَى وعُهودُهُ

أيّامَ وجهُ الدّهْرِ طَلْقٌ والصِّبا

لُدْنُ المَعاطِفِ يانِعٌ أُمْلودُهُ

فاليوْمَ عادَ القُرْبُ منّا في الهَوى

بُعْداً وصالَ علَى الوصالِ صُدودُهُ

ولقدْ شَجاني بارِقٌ متَأنِّقٌ

يُشْجى بهِ صَبُّ الفؤادِ عَميدُهُ

أوْرَى بِجُنْحِ اللّيلِ في سِقْطِ اللِّوى

سِقْطاً ورَتْ خَلَلَ السَّحابِ زُنودُهُ

وهمَى علَى طَلَلِ الأحبّةِ ديمَةً

فحَسِبْتُ عيْني عنْدَ ذاكَ تَجودُهُ

وكأنّ نورَ جَبينِ يوسُفَ نورُهُ

وكأنّ ديمَتَهُ المُلِثّةَ جودُهُ

مَلِكٌ أقامَ الحقَّ يَخْفِقُ ظِلُّهُ

فالحَقُّ خَفّاقُ الرِّواقِ مَديدُهُ

وحَباهُ رَبُّ العرْشِ آيةَ مَفْخَرٍ

حَكَمَتْ لهُ أنّ المُلوكَ عَبيدُهُ

وحمَى الجَزيرَةَ حامِلاً أعْباءَها

بِلُهامِ جيْشٍ لا يُكَثُّ عَديدُهُ

وغَدا بأسْبابِ العُلَى متمسِّكاً

فيها فحِفْظُ اللهِ ليْسَ يَؤودهُ

من كانَ أنْصارُ النّبيِّ جُدودَهُ

فَملائِكُ السّبْعِ الطِّباقِ جُنودُهُ

ماسَت غُصونُ رِماحِهِ وتفتّحَتْ

بشَقائِقِ النّصْرِ العَزيزِ بُنودُهُ

وأعَدّ أوْزارَ الحُروبِ صَوافِناً

تَمْضي علَى عِقْبانِهِنّ أُسودُهُ

منْ كُلِّ أجْرَدَ سابِقٍ عبْلِ الشَّوى

ما إنْ تُحَطُّ عنِ الحُروبِ لُبودُهُ

يَرْمي بهِ الغَرَضَ البَعيدَ فيَنْثَني

بطِلابِهِ كثِبُ المَزارِ بَعيدُهُ

ويكادُ ينْتَعِلُ الهِلالَ إذا سَرَى

ويُقَلِّدُ الشّمسَ المُنيرَةَ جِيدُهُ

وقَواضِباً بِيضاً سُقينَ دمَ العِدى

فبَدا على صَفَحاتِها توْرِيدُهُ

ومُفاضَةً زَغْفاً تضاعَفَ نَسْجُها

خَلْقاءَ قدَّرَ نَسْجَها داوُودُهُ

وحَنيّةً تحْنو على سهْمِ الرّدى

فيُصيبُ شاكِلَةَ الرّميِّ سَديدُهُ

أضْحى الضّلالُ بِها يُصوِّحُ نَبْتُهُ

واخْضَرَّ منْ دينِ الحَنيفَةِ عودُهُ

أخَليفَةَ الرّحمانِ والملْكُ الذي

تَنْميهِ منْ أقْيالِ خَزْرَجَ صِيدُهُ

ماذا يُنَمِّقُ في امْتِداحِكَ مادِحٌ

لا يُنْزِفُ البحْرَ الخِضَمَّ وُرودُهُ

ما زَهْرُ روضِ الغَوْرِ روّضَهُ الحَيا

وحنَتْ عليْهِ بُروقُهُ ورُعودُهُ

وسَرَى سَقيطُ الطَّلِّ في أوْراقِهِ

بَدَداً كدُرٍّ أسْلَمَتْهُ عُقودُهُ

وكأنّه في ضِفّةِ النّهْرِ انْتَشى

وغَدا يَبوحُ بسِرّهِ عِرْبيدُهُ

بجَنِيِّ وَرْدِ شجَّ وجْنَتَهُ النّدى

وبسَوسَنٍ شُقَّتْ علَيْهِ بُرودُهُ

وتَخالُ غُصْنَ البانِ فيه عابِدا

ما إنْ يَريمُ رُكوعُهُ وسُجودُهُ

بأنَمَّ مِنْ مَسْرى امْتِداحٍ عاطِرٍ

يُهْدَى الى نادي عُلاكَ فَريدُهُ

ألْبَسْتَ هَذا المُلْكَ ثوْبَ جَلالَةٍ

يَبْقي على مَرِّ الجَديدِ جَديدُهُ

وعَضَدْتَ دينَ اللهِ يا ابْنَ نَصيرِهِ

حتّى سَما فوْقَ السّماءِ عَمودُهُ

جاهَدتَ دينَ الكُفْرِ حتّى سِمْتَهُ

خَسْفاً ورامَ السَّلْمَ منْكَ عَنيدُهُ

وتبِعْتَ آثارَ النّبيّ مُيَمِّماً

ما أمَّهُ صِدّيقُهُ وشَهيدُهُ

قابَلْتَ شهْرَ الصّومِ منْكَ بما بهِ

ينْهَلُّ منْ فَضْلِ الإلاهِ مَزيدُهُ

ووصَلْتَ تِمَّ اللّيْلِ منْهُ بيَوْمِهِ

ذِكْراً يُبَلِّغْهُ القَبولَ صُعودُهُ

وشَرَعْتُ للصّدَقاتِ أصْفى مَشْرَعٍ

يَنْدى على حَرِّ الصُّدورِ بُرودُهُ

فجَزاكَ بالأجْرِ الجَزيلِ صِيامُهُ

وحَباكَ بالنّصْرِ المؤزَّرِ عِيدُهُ

فاهْنَأْ بهِ في الدّهْرِ أسْعَدَ قابِلٍ

طَلَعَتْ بعِزِ المُسْلِمينَ سُعودُهُ

لمّا مرَرْتَ الى مُصلاّهُ ضُحىً

والتُّرْبُ يلْثِمُ أخْمصَيْكَ صَعيدُهُ

قضّيْتَ منْ حَقِّ الشّريعَةِ مَقْصَداً

لزِمَ المُلوكَ الصّالحِينَ أكيدُهُ

فاخْلُدْ ودُمْ وانْعَمْ بسابِغِ نِعْمَةٍ

تَتْرَى ومُلْكٌ لا يُثَلُّ مَشيدُهُ

لازالَ ذِكْرُكَ في البسيطَةِ دائِماً

سَيُرى على كَتِدِ الزّمانِ حَميدُهُ

منْ كادَ مُلْكَكَ منْ عدوٍّ يَبْتَغي

شَرّاً فإنّ اللهَ عنْكَ يَكيدُهُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة عجبا لوجد لا يلين شديده

قصيدة عجبا لوجد لا يلين شديده لـ لسان الدين بن الخطيب وعدد أبياتها سبعة و أربعون.

عن لسان الدين بن الخطيب

محمد بن عبد الله بن سعيد السلماني اللوشي الأصل، الغرناطي الأندلسي، أبو عبد الله الشهير بلسان الدين بن الخطيب. وزير مؤرخ أديب نبيل. كان أسلافه يعرفون ببني الوزير. ولد ونشأ بغرناطة. واستوزره سلطانها أبو الحجاج يوسف بن إسماعيل (سنة 733هـ) ثم ابنه (الغني بالله) محمد، من بعده. وعظمت مكانته. وشعر بسعي حاسديه في الوشاية به، فكاتب السلطان عبد العزيز بن علي الميني، برغبته في الرحلة إليه. وترك الأندلس خلسة إلى جبل طارق، ومنه إلى سبتة فتلمسان (سنة773) وكان السلطان عبد العزيز بها، فبالغ في إكرامه، وأرسل سفيراً من لدنه إلى غرناطة بطلب أهله وولده، فجاؤوه مكرمين. واستقر بفاس القديمة. واشترى ضياعاً وحفظت عليه رسومه السلطانية. ومات عبد العزيز، وخلفه ابنه السعيد بالله، وخلع هذا، فتولى المغرب السلطان (المستنصر) أحمد بن إبراهيم، وقد ساعده (الغني بالله) صاحب غرناطة مشترطاً عليه شروطاً منها تسليمه (ابن الخطيب) فقبض عليه المستنصر)) . وكتب بذلك إلى الغني بالله، فأرسل هذا وزيره (ابن زمرك) إلى فاس، فعقد بها مجلس الشورى، وأحضر ابن الخطيب، فوجهت إليه تهمة (الزندقة) و (سلوك مذهب الفلاسفة) وأفتى بعض الفقهاء بقتله، فأعيد إلى السجن. ودس له رئيس الشورى (واسمه سليمان بن داود) بعض الأوغاد (كما يقول المؤرخ السلاوي) من حاشيته، فدخلوا عليه السجن ليلاً، وخنقوه. ثم دفن في مقبرة (باب المحروق) بفاس. وكان يلقب بذي الوزاتين: القلم والسيف؛ ويقال له (ذو العمرين) لاشتغاله بالتصنيف في ليله، وبتدبير المملكة في نهاره. ومؤلفاته تقع في نحو ستين كتاباً، منها (الإحاطة في تاريخ غرناطة) ، و (الإعلام فيمن بويع قبل الاحتلام من ملوك الإسلام-خ) في مجلدين، طبعت نبذة منه، و (اللمحة البدرية في الدولة النصرية-ط) .[١]

تعريف لسان الدين بن الخطيب في ويكيبيديا

محمد بن عبد الله بن سعيد بن عبد الله بن سعيد بن علي بن أحمد السّلماني الخطيب الشهير لسان الدين ابن الخطيب ولقب ذو الوزارتين وذو العمرين وذو الميتين، (لوشة، 25 رجب 713 هـ/1313م - فاس، 776 هـ/ 1374م) كان علامة أندلسيا فكان شاعرا وكاتبا وفقيها مالكيا ومؤرخا وفيلسوف وطبيبا وسياسيا من الأندلس درس الأدب والطب والفلسفة في جامعة القرويين بمدينة فاس. يشتهر بتأليف قصيدة جادك الغيث وغيرها من القصائد والمؤلفات. قضّى معظم حياته في غرناطة في خدمة بلاط محمد الخامس من بني نصر وعرف بلقب ذي الوزارتين: الأدب والسيف. نـُقِشت أشعاره على حوائط قصر الحمراء بغرناطة. نشأ لسان الدين في أسرة عرفت بالعلم والفضل والجاه، وكان جده الثالث «سعيد» يجلس للعلم والوعظ فعرف بالخطيب ثم لحق اللقب بالأسرة منذ إقامتها في لوشة وكانت أسرة ابن الخطيب من إحدى القبائل العربية القحطانية التي وفدت إلى الأندلس، وتأدّب في غرناطة على شيوخها، فأخذ عنهم القرآن، والفقه، والتفسير، واللغة، والرواية، والطب.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي