عجزنا عن مراغمة الحمام

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة عجزنا عن مراغمة الحمام لـ الشريف الرضي

اقتباس من قصيدة عجزنا عن مراغمة الحمام لـ الشريف الرضي

عَجِزنا عَن مُراغَمَةِ الحِمامِ

وَداءُ المَوتِ مُغرىً بِالأَنامِ

وَما جَزَعُ الجَزوعِ وَإِن تَناهى

بِمُنتَصِفٍ مِنَ الداءِ العُقامِ

وَأَينَ نحورُ عَن طُرُقِ المَنايا

وَفي أَيدي الرَدى طَرَفُ الزَمامِ

نَوائِبُ ما أَصَخنَ إِلى عِتابٍ

يَطولُ وَلا خَدِرنَ عَلى مَلامِ

هِيَ الأَيّامُ تَأكُلُ كُلَّ حَيٍّ

وَتَعصِفُ بِالكِرامِ وَبِاللِئامِ

وَكُلُّ مُفارِقٍ لِلعَيشِ يَلقى

كَما لَقِيَ الرَضيعُ مِنَ الفِطامِ

وَكَم لِيَدِ النَوائِبِ مِن صَريعٍ

بِداءِ السَيفِ أَو داءِ السَقامِ

فَمَن وَرَدَ المَنِيَّةَ عَن وَفاةٍ

كَآخِرَ عاثِرِ العِرنَينِ دامِ

وَلَو أَمِنَ الجَبانُ مِنَ المَنايا

لَأَغمَدَ سَيفَهُ البَطَلُ المُحامي

وَما يَغتَرُّ بِالدُنيا لَبيبٌ

يَفِرُّ مِنَ الحَياةِ إِلى الحِمامِ

تُنافِرُ ثُمَّ تَرجِعُ بَعدَ وَهنٍ

رُجوعَ القَوسِ تَرمَحُ بِالسِهامِ

خُطوبٌ لا أُجِمُّ لَها جَوادي

وَعَزمٌ لا أَحُطُّ لَهُ لِثامي

رَأَيتُ المَوتَ يَبلُغُ كُلَّ نَفسٍ

عَلى بُعدِ المَسافَةِ وَالمَرامِ

سَواءٌ إِن شَدَدتُ لَهُ حَزيمي

زِماعاً أَو حَلَلتُ لَهُ حِزامي

عَزاءَكَ ما اِستَطَعتَ فَكُلُّ حُزنٍ

يَؤولُ بِهِ الغُلوَّ إِلى الأَثامِ

وَعُمرُ المَرءِ يَنقُصُ كُلَّ يَومٍ

وَلا عُمرٌ يَقَرُّ عَلى التَمامِ

وَما تُنجي الدُموعُ مِنَ المَنايا

فَتُرسِلَها بِأَربَعَةٍ سِجامِ

وَكُنّا عِندَ مُختَلِفِ اللَيالي

وَكَرِّ الدَهرِ عاماً بَعدَ عامِ

إِذا أَخَذَ الرَدى مِنّا رَجَعنا

إِلى صَبرٍ يُشَرَّدُ بِالغَرامِ

وَكانَ الصَبرُ يُقبِضُ كُلَّ وَجدٍ

كَما قَبَضَ الصَباحُ مِنَ الظَلامِ

وَفي حُسنِ العَزاءِ لَنا مُجيرٌ

يُخَلِّصُنا مِنَ الكُرَبِ العِظامِ

أَساكِنَةَ التَرابِ وَكُلُّ حَيٍّ

جَديرٌ أَن يُغَيَّبَ في الرِجامِ

تَقَنَّصَكِ الرَدى عَرَضاً وَأَمسى

يُجاذِبُكِ المَسيرَ عَنِ المُقامِ

وَلَجلَجَ مَن نَعاكِ وَكُلُّ ناعٍ

يُجَمجِمُ أَو يُلَجلِجُ في الكَلامِ

وَكُلُّ حَشىً عَليكَ كَأَنَّ فيهِ

سِنانَ الرُمحِ أَو طَرَفَ الحُسامِ

أَيا قَبراً تَقَسَّمَ كُلَّ صَبرٍ

وَقَلقَلَ عَبرَةَ المُقَلِ الدَوامي

أَقامَت فيكَ ماجِدَةٌ حَصانٌ

كَماءِ المُزنِ مِن بيضِ الخِيامِ

تَطَرَّقَكَ النَسيمُ مِنَ الخُزامى

وَدَرَّت فيكَ أَنواءُ الغَمامِ

وَأَصبَحَتِ الشِفاهُ عَلَيكَ فَوضى

تَهافَتُ بِالتَحِيَّةِ وَالسَلامِ

فَما بَكَتِ الحَمامُ عَليكَ إِلّا

كَما غَنَّتكَ أَصواتُ الحَمامِ

أَلا لِلَّهِ كُلُّ فَتىً أَبيٍّ

عَزيزِ الأَنفِ يَغضَبُ لِلذِمامِ

يُجيرُ مِنَ الزَمانِ إِذا تَغاوى

بِصَبرٍ لِلنَوائِبِ وَاِعتِزامَ

وَأَيّامٍ تُفَلِّلُ مِن غُروبي

عَلى مَضَضٍ وَتُنقِصُ مِن عُرامي

تَلاعَبُ بي أَماماً أَو وَراءً

طِرادَ الشَيخِ يَلعَبُ بِالغُلامِ

بَراني الدَهرُ سَهماً ثُمَّ وَلّى

فَجَرَّدَني مِنَ الريشِ اللُؤامِ

وَها أَنَذا أَبُثُّكَ كُلَّ بَيتٍ

رَقيقِ النَسجِ رَقراقِ النِظامِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة عجزنا عن مراغمة الحمام

قصيدة عجزنا عن مراغمة الحمام لـ الشريف الرضي وعدد أبياتها ستة و ثلاثون.

عن الشريف الرضي

محمد بن الحسين بن موسى، أبو الحسن، الرضي العلوي الحسيني الموسوي. أشعر الطالبيين على كثرة المجيدين فيهم. مولده ووفاته في بغداد، انتهت إليه نقابة الأشراف في حياة والده وخلع عليه بالسواد وجدد له التقليد سنة 403 هـ. له ديوان شعر في مجلدين، وكتب منها: الحَسَن من شعر الحسين، وهو مختارات من شعر ابن الحجاج في ثمانية أجزاء، والمجازات النبوية، ومجاز القرآن، ومختار شعر الصابئ، ومجموعة ما دار بينه وبين أبي إسحاق الصابئ من الرسائل. توفي ببغداد ودفن بداره أولاً ثمّ نقل رفاته ليدفن في جوار الحسين رضي الله عنه، بكربلاء.[١]

تعريف الشريف الرضي في ويكيبيديا

أبو الحسن، السيد محمد بن الحسين بن موسى، ويلقب بالشريف الرضي (359 هـ - 406 هـ / 969 - 1015م) هو الرضي العلوي الحسيني الموسوي. شاعر وفقيه ولد في بغداد وتوفي فيها. عمل نقيباً للطالبيين حتى وفاته، وهو الذي جمع كتاب نهج البلاغة.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. الشريف الرضي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي