عج بي على الربع حيث الرند والبان

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة عج بي على الربع حيث الرند والبان لـ محمد بن عثيمين

اقتباس من قصيدة عج بي على الربع حيث الرند والبان لـ محمد بن عثيمين

عُج بي عَلى الرَّبعِ حَيثُ الرَّندُ وَالبانُ

وَإِن نَأى عَنهُ أَحبابٌ وَجِيرانُ

فَلِلمَنازِلِ في شَرعِ الهَوى سُنَنٌ

يَدري بِها مَن لَهُ بِالحُبِّ عِرفانُ

وَقَلَّ ذاكَ لِمَغنىً قَد سَحَبنَ بِهِ

ذَيلَ التَصابي بِرَسمِ الشَجوِ غِزلانُ

القاتِلاتُ بِلا عَقلٍ وَلا قَوَدٍ

سُلطانُهُنَّ عَلى الأَملاكِ سُلطانُ

لِلّهِ أَحوَرُ ساجي الطَرفِ مُقتَبِلٌ

عَذبُ اللَمى لُؤلُؤِيُّ الثَغرِ فَتّانُ

عَبلُ الرَوادِفِ يَندى جِسمُهُ تَرَفاً

ظامي الوُشاحِ لَطيفُ الروحِ جَذلانُ

كَأَنَّما البَدرُ في لَألاءِ غُرَّتِهِ

يا لَيتَ يَصحَبُ ذاكَ الحُسنَ إِحسانُ

يَهتَزُّ مِثلَ اِهتِزازِ الغُصنِ رَنَّحَهُ

سُكرُ الصِبا فَهوَ صاحي القَدِّ نَشوان

لَو كانَ يُمكِن قُلنا اليَومَ أَبرَزَهُ

لِيَنظُرَ الناسُ كنهَ الحسنِ رِضوانُ

قَد كُنتُ أَحسَب أَنَّ الشَملَ مُلتَئِمٌ

وَالجَبلَ مُتَّصِلٌ وَالحَيَّ خُلطانُ

فَاليَومَ لا وَصلَ أَرجوهُ فَيُطمِعَني

وَلا يَطيفُ بِهذا القَلبِ سُلوانُ

في ذِمَّةِ اللَهِ جيرانٌ إِذا ذُكِروا

هاجَت لِذِكرِهِمُ في القَلبِ أَحزانُ

فارَقتُهُم أَمتَري أَخلافَ سائِمَةٍ

يَسوقُها واسَعُ المَعروفِ مَنّانُ

لَعَلَّ نَفحَة جودٍ مِن مَواهِبِهِ

يُروى بِها مِن صَدى الإِقتارِ عَطشانُ

أُرايِشُ مِنها جَناحاً حَصَّةُ قَدَرٌ

شَكا تَساقُطَهُ صَحبٌ وَإِخوانُ

وَفي اِضطِرابِ الفَتى نُجحٌ لِبُغيَتِهِ

وَلِلمَقاديرِ إِسعادٌ وَخِذلانُ

فَاِربَأ بِنَفسِكَ عَن دارٍ تَذِلُّ بِها

لَو أَنَّ حَصباءَها دُرٌّ وَمَرجانُ

طُفتُ المَعالِمَ مِن شامٍ إِلى يَمَنٍ

وَمِن حِجازٍ وَلَبَّتني خُراسانُ

فَما لَقيتُ وَلَن أَلقى وَلَو بَلَغَت

بي مُنتَهى السَدِّ هِمّاتٌ وَوِجدانُ

مِثلَ الجَحاجِحَةِ الغُرِّ الَّذينَ سَمَوا

مَجداً تَقاصَرَ عَن عَلياهُ كيوانُ

الضاربي الكَبشَ هَبرًا وَالقَنا قَصِدٌ

وَالتارِكي اللَيثَ يَمشي وَهوَ مِذعانُ

وَالفارِجي غُمَمَ اللاجي إِذا صَفِرَت

أَوطابُهُ وَاِقتَضاهُ الروحَ دَيّانُ

وَالصائِنينَ عَن الفَحشا نُفوسَهُمُ

وَالمُرخِصيها إِذا الخَطِيُّ أَثمانُ

خُضلُ المَواهِبِ أَمجادٌ خَضارِمَةٌ

بيضُ الوُجوهِ عَلى الأَيّامِ أَعوانُ

غُرٌّ مَكارِمُهُم حُمرٌ صَوارِمُهُم

خُضرٌ مَراتِعُهُم لِلفَضلِ تيجانُ

لكِنَّ أَوراهُمُ زَنداً وَأَسمَحَهُم

كَفّاً وَأَشجَعَهُم إِن جالَ أَقرانُ

عَبدُ العَزيزِ الَّذي نالَت بِهِ شَرَفاً

بَنو نِزارٍ وَعَزَّت مِنهُ قَحطانُ

مُقَدَّمٌ في المَعالي ذِكرُهُ أَبَداً

كَما يُقَدَّمُ بِاِسمِ اللَهِ عُنوانُ

مَلكٌ تَجَسَّدَ في أَثناءِ بُردَتِهِ

غَيثٌ وَلَيثٌ وَإِعطاءٌ وَحِرمانُ

خَبيئَةُ اللَهِ في ذا الوَقتِ أَظهَرَها

وَلِلمُهَيمِنِ في تَأخيرِها شان

وَدَعوَةٌ وَجَبَت لِلمُسلِمينَ بِهِ

أَما تَرى عَمَّهُم أَمنٌ وَإيمانُ

حاطَ الرَعِيَّةَ مِن بُصرى إِلى عَدَنٍ

وَمِن تِهامَةَ حَتّى اِرتاحَ جَعلانُ

فَجَدَّدوا الشُكرَ لِلمَولى وَكُلُّهُمُ

يَدعو لَهُ بِالبَقا ما بَقيَ إِنسانُ

وَرُبَّ مُستَكبِرٍ شوسٍ خَلائِقُهُ

صَعبِ الشَكيمَةِ قَد أَعماهُ طُغيانُ

تَرَكتَهُ وَحدَهُ يَمشي وَفي يَدِهِ

بَعدَ المُهَنَّدِ عُكّازٌ وَمِحجانُ

وَعازِبٍ رُشدُهُ إِذ حانَ مَصرَعُهُ

بِخَمرَةِ الجَهلِ وَالإِعجابِ سَكرانُ

أَمطَرتَهُ عَزَماتٍ لَو قَذَفتَ بِها

صُمَّ الشَوامِخِ أَضحَت وَهيَ كثبانُ

عَصائِباً مِن بَني الإِسلامِ يَقدُمُهُم

مِن جَدِّكَ المُعتَلي بِالرُعبِ فُرسانُ

وَيلُ اِمِّهِ لَو أَتاهُ البَحرُ مُلتَطِماً

آذِيُّهُ الأُسدُ وَالآجامُ مُرّانُ

لَأَصبَحَ العِزُّ لا عَينٌ وَلا أَثَرٌ

أَو شاغَفَتهُ قُبَيلَ الصُبحِ جِنّانُ

وَمَشهَدٍ لَكَ في الإِسلامِ سَوفَ تَرى

يوفى بِهِ يَومَ الحَشرِ ميزانُ

نَحَرتَ هَديَكَ فيهِ المُشرِكينَ ضُحىً

فَاِفخَر فَفَخرُ سِواكَ المَعزُ وَالضّانُ

أَرضَيتَ آباءَكَ الغُرُّ الكِرامَ بِما

جَدَّدتَ مِن مَجدِهِم مِن بَعدِ ما بانوا

نَبَّهتَ ذِكراً تَوارى مِنهُ حينَ عَلا

لِلمارِقينَ ضَبابٌ فيهِ دُخّانُ

فَجِئتَ بِالسَيفِ وَالقُرآنِ مُعتَزِماً

تُمضي بِسَيفِكَ ما أَمضاهُ قُرآنُ

حَتّى اِنجَلى الظُلمُ وَالإِظلامُ وَاِرتَفَعَت

لِلدينِ في الأَرضِ أَعلامٌ وَأَركانُ

دينٌ وَدُنيا وَرَأسٌ في الوَغى وَنَدىً

تَفيضُ مِن كَفِّهِ بِالجودِ دِخُلجانُ

هذي المَكارِمُ لا ماروي عَن هَرِمٍ

وَلا الَّذي قيلَ عَمَّن ضَمَّ غُمدانُ

أَقولُ لِلعيسِ إِذ تَلوي ذَفارِيَها

لِإِلفَها وَلَها في الدَوِّ تَحنانُ

رِدي مِياهاً مِنَ المَعروفِ طامِيَةً

نَباتُها التِبرُ لا شيحٌ وَسَعدانُ

تَدومُ ما دُمتَ لِلدُنيا بشاشَتُها

فَاِسلَم فَأَنتَ لِهذا الخَلقِ عُمرانُ

ثُمَّ الصَلاةُ عَلى الهادي الَّذي خَمَدَت

في يَومِ مَولِدِهِ لِلفُرسِ نيرانُ

وَالآلِ وَالصَحبِ ما ناحَت مُطَوَّقَةٌ

خَضباً تَميدُ بِها في الدَوحِ أَغصانُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة عج بي على الربع حيث الرند والبان

قصيدة عج بي على الربع حيث الرند والبان لـ محمد بن عثيمين وعدد أبياتها ثلاثة و خمسون.

عن محمد بن عثيمين

محمد بن عبد الله بن عثيمين. شاعر نجدي، من أهل (حوطة تميم) ، اشتهر في العصر الأخير بشاعر نجد، ومولده في بلدة السلمية (من أعمال الخرج، جنوبي الرياض) ، نشأ بها يتيماً عند أخواله، وتفقه وتأدب ببلد العمار من الأفلاج بنجد، وتنقل بين البحرين وقطر وعمان، وسكن قطر، وحمل راية صاحبها الأمير قاسم بن ثاني في بعض حروبه، واشتغل بتجارة اللؤلؤ، ولما استولى الملك عبد العزيز آل سعود على الأحساء قصده ابن عثيمين ومدحه، فلقي منه تكريماً، فاستقر في الحوطة وطن آبائه يفد على الملك كل عام ويعود بعطاياه إلى أن توفي. وله (ديوان -ط) جمعه سعد بن رويشد، وسماه (العقد الثمين) ، ويقال أنه أتلف شعره العاطفي قبل وفاته، مخافة أن يعاب عليه.[١]

تعريف محمد بن عثيمين في ويكيبيديا

محمد بن صالح العُثيمين «الوهيبي التميمي» «أبو عبد الله» (9 مارس 1929 - 11 يناير 2001). عالم فقيه ومفسّر، إمام وخطيب وأستاذ جامعي، عضو في هيئة كبار العلماء ومدّرس للعلوم الشرعية وداعية سعودي من مواليد عنيزة في منطقة القصيم. قرأ القرآن الكريم على جده من جهة أمه عبد الرحمن بن سليمان الدامغ؛ فحفظه ثم اتجه إلى طلب العلم وتعلم الخط والحساب وبعض فنون الآداب.

[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. محمد بن عثيمين - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي