عذرتك إذ ينهل دمعك جاريا
أبيات قصيدة عذرتك إذ ينهل دمعك جاريا لـ رضا الهندي

عذرتك إذ ينهلُّ دمعك جاريا
لمثل حسين فابك إن كنت باكيا
سأبكي حسيناً ثاويا في ثرى الحمى
بكائي حسيناً في ثرى الطف ثاويا
وأبكي حسيناً في قميصه مدرجاً
بكائي حسيناً من قميصيه عاريا
ألا أرخص الدمع المصون لمن له
غدا مرجل الأحزان في القلب غاليا
وما هو إلا الجفن ينهلُّ دامعاً
إذا ما أحسَّ القلب بالوجد داميا
أبا محسن حال القضاءُ فلم تكن
تعي داعياً أو تستجيب مناديا
رجوتك للجلَّى فخيبني الردى
وما كنت لولاه تخيِّبُ راجيا
مصاب بأهل البيت برَّح شجوه
إذ البيت أمسى ركنه متداعيا
عجبت لمن لم يمس للعيش ساخطاً
بيوم به أصبحت للموت راضيا
بيومٍ حتى ظهري وكان مقوَّماً
وقوَّم أضلاعي وكنَّ حوانيا
بيوم به قد أخرس الخطب منطقي
وإلا لأدَّى ما عليه لسانيا
لكنت إذن أبكي عقيقاً بأدمعي
وأبكي يراعي في الطروس لآليا
رثيتك لكن لو رأيت لواعجيٍ
لكنت لحالي بعد فقدك راثيا
برغمي غدا ظهر منك موحشاً
ينوح وأمسى بطنها بك زاهيا
وبينا يُرى في الناس شخصُكَ سائراً
إذا قد علا الأكتاف نعشك ساريا
يُثَقِّلُ أعناقاً خواضعَ تحته
بأيديك كم ثقلتهنَّ أياديا
أطفنا به واليوم أقتم غائم
ولست ترى فينا من الوجدن صاحيا
كأن السما تبكي حسيناً بساجم
حكى عبرتي لو كان أحمر قانيا
فليت المنايا آذنتني بقربها
وحسب المنايا أن يكنَّ أمانيا
ويا قلب هل يشفيك شيء سوى الردى
كفى بك داءً أن ترى الموت شافيا
سليت على جمر اللواعج إن تكن
لرزء حسين آخر الدهر ساليا
فيا من أمات الشرك والجهل علمه
وما زال في المحراب يحيى اللياليا
بنا شمت الأعداء جهلاً ولا أرى
من الخطب فينا ما يسرُّ الأعاديا
لأني رأيت اليوم حالك ميتاً
لحالك حيّاً مشبهاً ومدانيا
ولولا يتامى أو أيامى عليك قد
غدا يسعد الباكون منها البواكيا
نعم وبيوتٌ للتقى ومدارس
خلت فغدت تنعى السنين الخواليا
لكنت أعدُّ اليوم عيداً لأنه
به عدت من سجن المكاره ناجيا
ويا مربع الإحسان عاصفة الردى
دهتك الى أن عدت يا ربع عافيا
بليت فأنعم بالدموع جوارياً
لو أنَّ انسجام الدمع ينعم باليا
لئن بلغت فيك الحوادث قصدها
فقد بلغت نفسي عليك التراقيا
هلمَّ فأسعدني بنوحك إنما
عراك من الأحزان ما قد عرانيا
فذلك رزءٌ عاد فيه محمد
على صبره عند النوائب باكيا
ضللت طريق الصبر مقتدياً به
على أنه للناس أرسل هاديا
به قد غدت أفلاكها التسع عشرة
واصبحت السبع المثاني ثمانيا
إمام غدا للمال والجاه باذلاً
كما قد غدا للعرض والدين حاميا
أجلت بياني في بديع صفاته
فلم تسع الألفاظ منه المعانيا
أبا القاسم أعذرني فلست ببالغ
علاك ولو أفنيت فيك القوافيا
وما الشعر من طبعي ولكن نفثة
تنظِّمُ أفلاذ الفؤاد مراثيا
ويا قلمي أمسك فقد أُبرم القضا
وأرخ عظيم بالحسين مصابيا
شرح ومعاني كلمات قصيدة عذرتك إذ ينهل دمعك جاريا
قصيدة عذرتك إذ ينهل دمعك جاريا لـ رضا الهندي وعدد أبياتها تسعة و ثلاثون.