عذري حب لي فيه أعذار

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة عذري حب لي فيه أعذار لـ شرف الدين الحلي

اقتباس من قصيدة عذري حب لي فيه أعذار لـ شرف الدين الحلي

عُذْرِيَ حِبٌّ لي فيه أعذار

تَهَادَنَ الماء فيه والنّار

فالدمع لا تنثني بوادره

ولا لطول الحنين إقصار

وكنتُ جلداً على الغرام إذا

ما قربت أو تناءت الدار

فليت شعري ماذا أَسَرَّ إلى

قلبي الأحباب مذ ساروا

بانوا بيان من الملود له

رمان تلك النهود أثمار

فعسعس الليل من شعورهمُ

وأشرفت للوجوه أقمار

ودون تلك القباب أُسْد شرىً

لها ببذل الطعام إيثار

غاروا من الطيف أن يلم بها

فَحَوْلَها لا تنام سُمَّار

يا سعدُ كن مُسْعِدِي فليس على

سعيك في عون صاحب عار

تَتَبَّع الركب قبل روحته

عن هضب نجد فالقوم قد غاروا

وانشُد فؤاداً أضللته فعسى

يصبح في الركب عنه أخبار

أو فتفقده خلف عيسهمُ

فهو كما قد علمت خوار

وصف غرامي عساك تُذْكِرُه

مَهْدَ الحمى إن أفاد تذكار

واستهدِ لي نفحة أعيش بها

من روض نجد مَيثَاءُ معطار

ففي العراق الشفاء لي فإذا

ما لم تجده فالشيخ والغار

ما لحمام الأراك لا نهضت

بحمله في الغصون أوكار

شدا ببان الحمى وتُرْبَتِه

يثمر فيها الأشجانَ أشجار

فبتّ نارُ الضلوع تُضْرَم في

قلبي وغيث الدموع مدرار

وبي رخيم الألفاظ مسكرها

أحوى سقيم اللحاظ سحّار

ظبيٌّ من الترك في الجفون له

ظبا عليها للفتك آثار

يهتزّ كالسمهريِّ في هَيَفٍ

ودون ذاك والخطار أخطار

أسمر لا ينقضي لعاشقه

في غير بثِّ الغرام أسمار

قضيب بانٍ من فوق غصن نقاً

يُقِلُّ بدراً تحويه أزرار

إذا انثنى أو رنا فقامته

وطرفه ذَابِلٌ وبَتَّار

يا شادناً لم تزل لَوَاحِظُه

يعرف عنها بالفتك أسرار

أنا الذي برقت جفونك بي

ولم يكن لي من جورها جار

لذت بمن تنصر الجيوش به

وليس لي في هواك أنصار

أما وسحر في مقلتيك له

على اختلاس القلوب إصرار

لولا الهوى لم يضع لمشتمل

بظل غازي بن يوسف ثار

أبلج طلق الجبين تحجبه

إذا بدا هيبة وأنوار

أبلج طلق عزَّ شأوُه الملوكَ إذا

ضمهمُ للفخار مضمار

وأين هم من أغر إن بخلوا

جاد وإن بَثَّ عدله جاروا

يُحَسِّنُ الغُرَّ من مناقبه

على لسان الأَنام تكرار

كم شق غدر الماذِيِّ من يده

على غصون الرماح نوار

حيث صقور الجياد ترسلها

أسدٌ وفوق البحور أنهار

يا من ثنى الدهر عن تَغَشْمُرِه

فليس تجري بالكيد أكدار

تَبّاً لقوم بَغَوْا وقد بلغوا

من الأماني لديك ما اختاروا

غرّهم الظن فانتحى بهمُ

موطن حتف والغدر غرار

وكان ما خُوِّلَتْهُ من نعمٍ

كما همت في السِّباخ أمطار

ما ضرَّ علياك ما جنوه وما

جاء به ناكث وغدّار

هل ناصح للملوك ينذرهم

مبلغ إن أفاد إنذار

يقول إنَّ البلاد قد كلفت

بيوسفيٍّ نمته أطهار

بالملك الظاهر الذي سترى

لعدله في الزمان اظهار

خلوا طريق الليث الهصور فقد

حقَّ له وثبة وإصحار

فليس تحمى الحصون منه إذا

جاش لبحر المنون تيار

هيهات عَزَّ المفرُّ من ملك

حَنَّتْ إلى العدل منه أمصار

فالله قاضٍ بما يؤمِّلُهُ

والعزم ماضٍ والجيش جرار

بحيث جرد الجياد يوردها

أروع للنصر عنه إصدار

يا منقذي من نوائبٍ بلغت

مني نيوب لها وأظفار

يممتُ مغناك حيث كعبته

يظل فيها الوفود أستار

مستغفراً من مدائح سلفت

في غير علياك فهي أوزار

فاليوم لا أَرْهَبُ الخطوب ولا

يروعني بالوعيد جبار

فاستجل وجه العام الكفيل لما

ترجوه من مطلب وتختار

لا برحت طلعة الهناء لها

بنور هذا الجناب إسفار

شرح ومعاني كلمات قصيدة عذري حب لي فيه أعذار

قصيدة عذري حب لي فيه أعذار لـ شرف الدين الحلي وعدد أبياتها أربعة و خمسون.

عن شرف الدين الحلي

أبو الوفاء راجح بن أبي القاسم إسماعيل الأسدي الحلي أبو الهيثم شرف الدين. شاعر من بني أسد ولد في مدينة الحلة في العراق. وقد رحل الشاعر إلى بغداد في خلافة الإمام الناصر لدين الله أبي العباس أحمد المستضيء بنور الله ولكنه لم يستقر كثيراً فرحل إلى الشام ومصر. وقد قضى جل حياته في ربوع الشام، ويظهر من شعره أنه شيعي وهذا ظاهر إذ أن كل أهل الحلة متشيعين. وشعر الحلي يشمل المدح في معظمه وله (ديوان كبير - خ) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي