عذلت على حب المدامة فاعذر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة عذلت على حب المدامة فاعذر لـ ابن هتيمل

اقتباس من قصيدة عذلت على حب المدامة فاعذر لـ ابن هتيمل

عَذَلتَ على حُبِّ المدامَةِ فاعذُرِ

وطَوَّلتَ في رَوحِ الحَياةِ فقَصِّرِ

ودُونَكَها مِن كَفِّ أغيد أجَيَدٍ

مَليحِ تَثَنّي العطفِ أحومَ أحورِ

تُقَسَّمَ حُسناً بيَن خَصرٍ مؤنَّث

تَجُولُ وشاحاه وصَدرٍ مُذكَّرِ

إذا الريحُ مَرَّت بالعَلالَة رَنَّحَت

رُدَينيَّةً في حِقفِه المُتَمَرمِرِ

نَصيبُكَ مِن آسٍ بِكَفيَّةِ أخضَرٍ

جَنيِّ ومِن وَردٍ بخَدَّيهِ أحمَرِ

وذُ خَمرَ عَينَيهِ بِعينِكَ صاحيا

وإن أنتَ لَم تَسكَر مِنَ الخمرِ تَسكَرِ

إلى الله مِن خَمرٍ بِفيهِ وكَفِّه

ومِن أزهرٍ يَسعَى إليَّ بأزهَر

يَطوفُ بروحٍ أهلَك الدَّنُّ جِسمَها

فَلم يبقَ إلاَّ جَوهرٌ وسطَ جوهَرِ

متَى شَجَّها بالماء هاجَ مِزاجُها

لَها شَرَرٌ مِن جَمرِها المتَسَعِّر

وإن سَلَّها الرّووقُ في الكَسِ خِلتَها

عَصيرَ عَقيقٍ أو عُصارَة عُصفُر

عَذيريَ مِن كأسٍ كأنَّ نَسيمَها

لَطائِمُ مِسكٍ أو خَلائقُ سنجر

أميرٌ أماتَ الذِّكرَ عَن مُلِك تُبَّعٍ

قَديماً وأحيا ملكَ كِسرى وقَيصَر

يَجِلُّ سَماحاً عن سَماحَة حاتمٍ

ويعظمُ بأساً عن بَسالَة عَنَتر

غِضَنفَرُ حَربٍ ما تَزالُ ثيابُه

مُضَرَّجَةً مِن كُلِّ ليثٍ غِضَنفَر

وأبيضُ طَلقُ الوَجهِ تُروى جَلية

شَمائِل لا الجافي ولا المتَكَبِّرِ

مَتَى تَأتِه تَبغي الغِنَى يُعطِكَ الغِنَى

وإن تَسألنهُ في الخَصاصَةِ يُؤثر

تَمَسَّك بِه في القُربِ والبًعدِ تَمتَنع

بِأمنَعَ جارٍ بأبسَلِ قَسور

أخي والذي إن أدعُهُ لِمُلِمَّة

يُجِبني وإن أهتف إلى النَّصرِ يَنصُر

أتاني وقد سالَت عَليَّ كَتائبٌ

منَ اأهل يُزجي عَسكراً بَعدَ عَسكَر

وقد دَلِفَت شَعواءُ يَبرقُ حَشوُها

ضَراغِمُ تُردي في الحَديدِ المُسَمَّر

تألقَ في رَأد الضُّحَى فَكأنَّها

جِبالُ شرورَى في حَبابِ السَّنور

بِشُمٍّ خوارزميَّةٍ عَلَميةٍ

طُوالُ العَوالي دارعين وحُسَّر

إذا نَزلُوا عاينت أسدَ خَفيَّةٍ

وإن رَكِبُوا شاهدتَ جِنَّة عبقَرِ

علَى كُلِّ مَحبُوكِ السُّراةِ مُقَلَّصٍ

أقبَّ كسَرحانِ الغَضا المتَمَطّر

فَلَم يَبقَ مِنهُم فارِسٌ غَيرُ مُقبلٍ

إليِهم ومِنهم فارِسٌ غَيرُ مُدبِر

فأمسَى الأعادي في أسيرٍ مُكَبَّلٍ

يُسامُ فِداءً أو صَريع مُغَفَّر

إذا نَزَّتِ الأيدي مِنَ الضَّربِ صافَحَت

بَناناتُها أقحافَ هامٍ مُطَيَّر

نَعمتُ بِخيماتِ الجروبِ لو أنها

مَقاصيرُ تبنَى مِن رُخامٍ ومَرمَر

وأدركتُ ثأراً طالَ ما حالَ دونَه

طُوالُ اللَّيالي مِن سِنينٍ وأشهر

كفاني عن قومي وشُمِّ عَشيرتي

وعَن حَشَمي أنّي غُلامُ المُظفَّر

كأنّي وقَد أسنَدتُ ظَهري إليكُمُ

بقُنةِ حبٍّ أو بَراش ذَمَرمَر

فَقد صِرتُمُ لي مَوئِلاً دُونَ مَوئِلي

وأصَبحتُمُ لي مَعشراً دُونَ مَعشري

أراكَ تَناسَيتَ الخُروجَ ولم تَعد

إليه فَجَهِّز لِلخُروجِ وشَمِّر

ولا تَشتَغِل عَن مُلكِ بَيشَ وخَرجِه

بِقطعةِ جازانٍ وقِطَعةِ طَوطَر

فَما دُونَ حَليٍ غَيرَ ما دُونَ لَيّةٍ

ولا دُونَ بَيشٍ غيرَ ما دون تَعشَر

وإنَّك إن وُكّلتَ بالثغرِ لم يَبت

مُضاعاً وإن قُدّمتَ لم تتَأخَّر

فكم أرضُ جَبّارٍ مَلكتَ وكم عُلا

فتحتَ بإذن اللهِ في سَرو حِمير

وَرُبَّتَ يَومٍ في حُقيلٍ ومِسوَر

تَكُرُّ على حَيَّي حُقيلٍ ومَسورِ

ولو لم تُعوَّق عن حَماةٍ وشَيزر

لكنتَ أميراً في حَماةٍ وشيزر

فلا زلتَ في يومِ مِن السَّعدِ مُشمِسٍ

مُضيءٍ وفي لَيلٍ من النَّصر مُقمِر

شرح ومعاني كلمات قصيدة عذلت على حب المدامة فاعذر

قصيدة عذلت على حب المدامة فاعذر لـ ابن هتيمل وعدد أبياتها أربعون.

عن ابن هتيمل

ابن هتيمل

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي