عذل المشوق يهيج في برحائه

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة عذل المشوق يهيج في برحائه لـ ابن المقرب العيوني

اقتباس من قصيدة عذل المشوق يهيج في برحائه لـ ابن المقرب العيوني

عَذلُ المُشَوقِ يَهيجُ في بُرَحائِهِ

وَيُثيرُ نارَ الوَجدِ في حَوبائِهِ

فَاِترُك مَلامَتَهُ وَدَعهُ وَشَأنهُ

في نَوحِهِ وَحَنينِهِ وَبُكائِهِ

وَإِن اِستَطَعتَ عَلى الصَّبابَةِ وَالأَسى

فَأَعِنهُ تَحظَ بِوُدِّهِ وَإِخائِهِ

فَالخِلُّ مَن أَصفى مَوَدَّةَ قَلبِهِ

لِذَوي مَوَدَّتِهِ وَأَهل صَفائِهِ

يا عاذِلَ المُشتاقِ مَهلاً وَاِتَّئِد

في لَومِهِ فَهوَ العَليمُ بِدائِهِ

وَمَتى تُرِد يَوماً ملامَةَ عاشِقٍ

فَاِجعَل فُؤادَكَ تَحتَ ظِلِّ حَشائِهِ

فَإِنِ اِستَقَرَّ فَلُم أَخاكَ وَإِن نَبا

فَكُنِ النَّديمَ الفَردَ مِن نُدمائِهِ

أَوَ كَيفَ تَعذِلُ هائِماً ذا صَبوَةٍ

ذَهَبَ الفِراقُ بِلُبِّهِ وَعَزائِهِ

لَم يُشوِ رامي البَينِ حَبَّةِ قَلبِهِ

لَمّا رَمى عَمداً بِقَوسِ عِدائِهِ

نَفسي الفِداءُ لِمَن غَدا رقّي لَهُ

رِقّاً وَلَم أَسمَح بِهِ لِسوائِهِ

وَلِمَن لَهُ في كُلِّ عُضوٍ مَنزِلٌ

منّي عَلى قُربِ المَحَلِّ وَنائِهِ

أَهوى زِيارَتَهُ وَأَخشى دُونَهُ

خَزرَ اللَّواحِظِ مِن ذَوي رُقبائِهِ

وَأَصُدَّ عَنهُ إِذا اِلتَقَينا خَشيَةً

مِن كاشِحٍ طاوٍ عَلى شَحنائِهِ

وَأَرومُ كِتمانَ الهَوى فَيُذيعُهُ

طَرفي وَطَرف الصَّبِّ مِن أَعدائِهِ

يَجني عَلَيهِ بِلَحظهِ فَإِذا جَنى

وَاِقتادَهُ في الحُبِّ نَمَّ بِمائِهِ

يا عاذِلي لا عِشتَ إِلّا أَخرَساً

أَعمى أَصَمَّ تَرى بِقَلبٍ تائِهِ

أَربَيتَ في لَومي وَزِدتَ وَلَن تَرى

قَلبي مُطيعَكَ في اِتِّراكِ هَوائِهِ

أَوَ أَن تَرى ما بَينَ سَلمى وَالحِمى

بَحراً يَعومُ الطَّيرُ في أَرجائِهِ

وَبِجانِبِ المَولى المُعَظَّمِ شَأنُهُ

ما اِعتادَهُ مِن بَأسِهِ وَسَخائِهِ

مَولىً تَخيّرَهُ الإِمامُ لما رَأى

مِن فَضلِهِ وَغِنائِهِ وَعَنائِهِ

وَرَآهُ أَهلاً لِلعُلا فَاِختَصَّهُ

بِعَظيمِ رُتبَتِهِ وَفَضلِ حِبائِهِ

أَعطى الإِمارَةَ حَقَّها لا عاجِزاً

وَكِلاً وَلا عَمّاً بِفَصلِ قَضائِهِ

مُتَيَقِّظُ العَزماتِ يُخبِرُ وَجهُهُ

عَن حَزمِهِ وَمَضائِهِ وَذكائِهِ

فَلَقد كَفى الإِسلامَ كُلَّ عَظيمَةٍ

وَتَحَمَّلَ الأَثقالَ مِن أَعبائِهِ

وَأَغاثَ حِزبَ المُؤمِنينَ بِما بَدا

مِن حُسنِ سيرَتِهِ وَجَزلِ عَطائِهِ

وَرَمى طَواغيتَ النِّفاقِ بِصَيلَمٍ

ضَلعاءَ يخبِرُ عَن جَميلِ بَلائِهِ

يَأتي المُناوي بَأسُهُ مِن تَحتِهِ

وَفُوَيقِهِ وَأَمامِهِ وَوَرائِهِ

لَو رامَ أَحداثَ الزَّمانِ بِفَتكَةٍ

لاِستَعصمَت مِن سُخطِهِ بِرِضائِهِ

أَو سارَ يَلتَمِسُ النُّجومَ بِصَولَةٍ

لَغَدَت دَرارِيهِنَّ مِن أُسَرائِهِ

مَلأَت مَهابَتُهُ قُلوبَ عِداتِهِ

وَالأُفقَ يَملَؤُهُ بِنورِ بَهائِهِ

مَلَكَ الزَّمانَ وَأَهلَهُ وَتَصَرَّفَت

أَحكامُهُ في أَرضِهِ وَسَمائِهِ

البَدرُ يَحجِبُهُ طَلاقَةُ بشرِهِ

وَالسَّيفُ تَكهَمُهُ صَرامَةُ رائِهِ

وَالبَحرُ يُخجِلُهُ سَماحَةُ كَفِّهِ

مَعَ طيبِ مَورِدِهِ وَحُسنِ رُوائِهِ

وَاللَّيثُ تُعجِزُهُ جراءةُ قَلبِهِ

مَعَ ما يُرى مِن نُسكِهِ وَحَيائِهِ

وَالسَّعدُ مِن أَوزارِهِ وَالمَوتُ مِن

أَنصارِهِ وَالنَصرُ مِن قُرَنائِهِ

ما حاتِمُ الطائِيُّ يَومَ نَوالِهِ

ما وَائِلُ الحَشمِيُّ يَومَ إِبائِهِ

ما قُسٌّ الزُّهرِيُّ يَومَ خِطابِهِ

ما الحارِثُ البَكرِيُّ يَومَ وَفائِهِ

لَو أَنَّهُم عادوا وَعادَ زَمانُهُم

لَم يُصبِحوا في الفَضلِ مِن نُظرائِهِ

يا مُتعَباً أَودى الكَلالُ بِعيسِهِ

مُذ غالَ صَرفَ الدَهرِ صِرفَ ثَرائِهِ

هَلّا أَنَختَ لِتَستَريحَ وَتَجتَني

ثَمَرَ المَعالي غَضَّةً بِفِنائِهِ

بِفناءِ أَغلَبَ لَم يَلَمهُ لائِمٌ

في البَذلِ إِلّا زاد في غَلوائِهِ

لا تَحقِرُ الأَيّامُ ذِمَّتَهُ وَلا

تَعدو عَلى مُتَعَلِّقٍ بِرَجائِهِ

فَاللَّهُ يُسعِدُهُ وُيمتعُ خَلقَهُ

بِدَوامِ دَولَتِهِ وَطولِ بِقائِهِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة عذل المشوق يهيج في برحائه

قصيدة عذل المشوق يهيج في برحائه لـ ابن المقرب العيوني وعدد أبياتها ثلاثة و أربعون.

عن ابن المقرب العيوني

علي بن المقرب من منصور بن المقرب بن الحسن بن عزيز بن ضبّار الربعي العيوني جمال الدين أبو عبد الله. شاعر مجيد، من بيت إمارة، نسبته إلى العيون (موضع بالبحرين) وهو من أهل الأحساء في السعودية، أضطهده أميرها أبو المنصور علي بن عبد الله بن علي وكان من أقاربه، فأخذ أمواله وسجنه مدة. ثم أفرج عنه فأقام على مضض، ورحل إلى العراق، فمكث في بغداد أشهراً، وعاد فنزل هجر ثم في القطيف، واستقر ثانية في الأحساء محاولاً استرداد أمواله وأملاكه ولم يفلح. وزار الموصل سنة 617هـ، للقاء الملك الأشرف ابن العادل، فلما وصلها كان الأشرف قد برحها لمحاربة الإفرنج في دمياط. واجتمع به في الموصل ياقوت الحموي، وروى عنه بيتين من شعره، وذكر أنه مدح بالموصل بدر الدين - لؤلؤاً - وغيره من الأعيان، ونفق فأرقدوه وأكرموه. وعاد بعد ذلك إلى البحرين فتوفي فيها أو ببلدة طيوي من عُمان.[١]

تعريف ابن المقرب العيوني في ويكيبيديا

علي بن المقرّب العيوني شاعر من أهل الأحساء، توفي عام 630 هـ (1232م)، وهو من أواخر من يعرف من الشعراء المختصّين بنظم الشعر الفصيح بين أهل الجزيرة العربية قبل العصر الحديث. يرجع بنسبه إلى العيونيين من عبد القيس، الذين حكموا الأحساء في تلك الفترة بعد انتزاعها من القرامطة. وهو شاعر الدولة العيونية، ويعتبر ديوانه والشروحات التي أرفقت به من أهم المصادر حول تاريخ تلك الدولة. وقد تم تحقيق ديوانه الشعري عدة مرات من قبل عدد من الباحثين منهم أحمد موسى الخطيب وحديثا تحقيق وشرح ديوان ابن المقرب من قبل ثلاثة باحثين (عبد الخالق الجنبي، وعبد الغني العرفات، وعلي البيك).[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي