عرجا في ربوعها وسلاها

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة عرجا في ربوعها وسلاها لـ إبراهيم اليازجي

اقتباس من قصيدة عرجا في ربوعها وسلاها لـ إبراهيم اليازجي

عَرِّجا في رُبوعها وَسَلاها

كَيفَ تَسلو مُتَيَّماً ما سَلاها

وَأَعطفاها بِوَصف سَقْمِي وَما بي

مِن شُجونِ الهَوى وَلا تَعتَباها

وَإِذكرا وُدِّيَ القَديمَ وَما لَم

تَنسَهُ مِن حَنينها وَجَواها

رُبَّ دَمعٍ أَسلَتْهُ بَعد هَجرٍ

مَزجَتْهُ بِمثلِهِ عَيناها

وَلَيالٍ تَضاحَكَ الأُنسُ فيها

أَشفَقَت مِن زَوالِها فَشَجاها

يَعلمُ اللَهُ ما بِقَلبي وَما تَج

هَلُ ما فيهِ أنَّهُ في حِماها

وَسقامي بِها وَإِن أَنكَرتَهُ

شاهِدٌ بِالَّذي جَنَت مُقلَتاها

عَذَلَتها فيَّ الظنونُ وَلَم تَسْ

معْ لِلاحٍ قَبلَ الظُنونِ لَحاها

وَإِذا كانَ في السُلوِّ شِفاءٌ

فَقَليل سلوُّنا في شِفاها

وَأَنا الصَبُّ لا أَزالُ كَما تَعْ

هَدُ مِني مُتيَّماً في هَواها

أَحملُ الصَدَّ فَوقَ محملِ دَهري

حابسَ النَفسِ كَاتِماً شَكواها

نازلَتْ صَبريَ الخطوبُ فَوَلّت

عاثِراتٍ بِاليَأسِ بَعد مُناها

تَرَكتُ في شباته ثلماتٍ

مِثل ما في رُؤوسَها وَشواها

وَاللَيالي عدوُّها كُلُّ حُرٍّ

ناصَبتهُ الطَعامَ تَحتَ لِواها

وَالعداواتُ كَالمَودات في النا

س تُساوي الأَقدار مِن مُقتَضاها

وَخدوش الظَراء آلَم مَضّاً

مِن جِراحِ السُيوفِ رَقّت ظُباها

مَن عَذيري مِن عُصبَةٍ أَنا مِمَّن

لامَني في تَطأمُني لَولاها

وَعَظتني بِجَهلِها فَأَفادت

نِيَ رُشداً وَفاتَ رُشدي هُداها

وَإِذا الرفق لَم يَفد كانَ في الشِّدْ

دَةِ رفقٌ بِالنَفسِ يَشفي أَذاها

وَإِذا الحِلمُ جَرَّ حَربَ سَفاهٍ

فَمِنَ الرَأي أَن يَصيرَ سَفاها

وَإِذا الجَهلُ أَورَث السكر نَفساً

فَسَوِيُّ الجَهلِ لا يَكونُ دَواها

رُبَّ سِلمٍ جَنَت مِن الشَر ما لَم

تَجنهِ الحَربُ حينَ دارَت رَحاها

وَعَشير جَرّت مَصافاته العا

رُ وَأَمسى عَداوةً مُنتَهاها

وَخِصالُ الفَتى تَنمُّ عَلَيهِ

مِثل ريح عَرَفتَها مِن شَذاها

جِلدةُ اللُؤمِ لا تَحولُ وَلَو أُبْ

رزَ مِن بزّةِ العُلى مِعصَماها

وَأَخو الغَدرِ لا يُصافي وَما للْ

لُؤْمِ من ذمةٍ تَشدُّ عُراها

وَالتَجاريبُ مُوبِقاتٌ وَلَكن

يَستَفيدُ الحَكيمُ مِن عُقباها

وَبِنَفسي وَإِن غلت نَفسُ حرٍّ

لَستُ بِالنَفسِ خاسِراً في فِداها

ذي وِدادٍ كَأَنَّهُ الفَضةُ البَيْ

ضاءُ زادَت يَدُ الزَمانِ جَلاها

وَذِمامٌ كَأَنَّهُ الصَخرَةُ الصَّم

ماءُ لاقَت مِن الخُطوبِ مياها

كاملُ الفَضلِ في اِقتِبالِ شَبابٍ

هانَ فيهِ عَلى الشُيوخِ نُهاها

اَكسَبتُهُ الأَيّام حلماً لَو اِرتَدْ

دَ إِلَيها لَم نَشكِ جَهلَ قَضاها

وَحَباهُ الزَمانُ أَخلاقَ لَطفٍ

لَم تَحِل عِندَ سُخطِهِ عَن رِضاها

مَن لشمسِ الضُحى بِنورِ هِلالٍ

مِن سَماءِ الشَهباءِ قَدْ حَياها

تِلكَ شَرقٌ في الشَرقِ قَد كاثَرتْهُ

أَنجُماً غالبَ النُجومَ سَناها

بَلدةٌ مَجدُها تَواصل في الإِع

صارِ مِثلَ الإِعصارِ في مَجراها

كُلَما استَدبَرَتَ مِن الدَهر يَوماً

زادَ سَطراً عَلى حَديثٍ عَلاها

وَسَقى اللَهُ أَرضَ حمصَ وَحيَّت

نَفَحاتُ الرِّضَى خَصيبَ ثَراها

هِي فَردوسيَ القَديمَ وَمِنها

ثَمراتُ الحَياةِ كانَ جَناها

نَفحتني مِن سرها نَسمة حِي

نَ سَرَت هَزَّ غصنُ وَجدي سُراها

مِن حَبيب تَروي الصّبا عَن مَعانِي

هِ فَتُحيي نُفوسَنا رياها

أَدَبٌ أَخجَل الأَزاهِرَ فَاِحمَر

رَت حَياءٍ وَكلَلَت بِنداها

وَمَعانٍ هِي السُلاف تَلافَت

ما جنته السُلافُ في صَرعاها

قَد أَطاعَتهُ شارِداتُ القَوافي

راشِداتٍ فَأَنطَقَت مَن عَصاها

طالَ عَهدي بِها إِلى أَن جَفَتها

همة قَصَّرت بِها في مَداها

إِنَّما الشعرُ مِن صَبابات هَذا ال

قَلبِ يُغني مَعينهُ بِغِناها

وَمَشيبُ الرُؤوس ينبئُ عَمَّا

هَلَّ مِن مِثلِ فعلهِ في سِواها

وَرَواح زارَت وَفيها دَلالٌ

زادَ ليناً بِلينهِ عِطفاها

فَتَنَت قَلبَ هائمٍ تَرَكتَهُ

حائِراً بَينَ أُنسِها وَجَفاها

عاتَبتَني عَلى صُروفِ زَمانٍ

قَد رَماني بِشُؤمِهِ لا رَماها

وَعِتابُ الأَحبابِ حُلوٌ وَأَحلا

هُ مَذاقاً ما جاءَ مِن أَحلاها

وَالهَوى مَورِدُ الظُنون وَبَعض الظ

ظنِّ إِثمٌ غَلِطتُ بَل حاشاها

هِيَ أَوفى عَهداً وأَرشَدُ مِن أَن

تَشمت الحادِثات في مَضناها

وَأَنا الصادقُ الوَفاء وَإِن لَم

يَصدق العَزمُ تارةً في وَفاها

يا غُصونَ المُنى سَقَتكِ الغَوادي

فَأَفادتك نَشأَةٌ سُقياها

وَالتَداني حَسبي وَلِلدَهرِ فينا

بدواتٍ نَقول رَبِّ عَساها

شرح ومعاني كلمات قصيدة عرجا في ربوعها وسلاها

قصيدة عرجا في ربوعها وسلاها لـ إبراهيم اليازجي وعدد أبياتها ستة و خمسون.

عن إبراهيم اليازجي

إبراهيم بن ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط. عالم بالأدب واللغة أصل أسرته من حمص، وهاجر أحد أجداده إلى لبنان، ولد ونشأ في بيروت، وقرأ الأدب على أبيه. وتولى تحرير جريدة النجاح سنة 1872م، وانتدبه المرسلون اليسوعيون للاشتغال في إصلاح ترجمة الأسفار المقدسة وكتب أخرى لهم فقضى في هذا العمل تسعة أعوام. وتعلم العبرية والسريانية والفرنسية وتبحر في علم الفلك وسافر إلى أوروبا واستقر في مصر، فأصدر مجلة البيان مشتركاً مع الدكتور بشارة زلزل فعاشت سنة ثم مجلة الضياء شهرية فعاشت ثمانية أعوام وكان من الطراز الأول في كتاب عصره وخدم العربية باصطناع حروف الطباعة فيها ببيروت وكانت الحروف المستعملة حروف المغرب والأستانة وانتقى الكثير من الكلمات العربية لما حدثت من المخترعات ونظم الشعر الجيد ثم تركه. ومما امتاز به جودة الخط وإجادة الرسم والنقش والحفر. وكان رزقه من شق قلمه فعاش فقيراً غني القلب أبي النفس ومات في القاهرة ثم نقل إلى بيروت ودفن فيها. تولى كتابة (مجلة الطبيب) وألف كتاب (نجعة الرائد في المترادف والمتوارد) جزآن ومازال الثالث مخطوطاً. وله (ديوان شعر -ط) و (الفرائد الحسان من تلائد اللسان -خ) معجم في اللغة.[١]

تعريف إبراهيم اليازجي في ويكيبيديا

إبراهيم بن ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط اليازجي (2 مارس 1847 - 1906) هو لغوي وناقد وأديب لبناني ولد في بيروت في بيت علم إذ إن أباه هو الشاعر اللبناني المعروف ناصيف اليازجي. يعدّ إبراهيم اليازجي من رواد النهضة باللغة العربية بعد قرون من التدهور إذ تلقى تعليماً ممتازاً منذ نعومة أظفاره أهله لأن يناقش كبار الأساتذة في اللغة والشعر ومن ذلك ما أوردته الصحف ولفتت إليه الأنظار حين قام بنقاش الشدياق حول انتقاد الشدياق لبعض الأبيات التي وردت في ديوان أبيه وعلى ما يبدو أن هذه المناظرة قد أثرت فيه إذ كان حين ذاك في الثالثة والعشرين من عمرة فحفزته للتعمق في الدراسات الأدبية واللغوية وجاءت دعوة الآباء اليسوعيين للشيخ إبراهيم ليعرب الكتاب المقدس فدرس السريانية والعبرية فانكب على هذا العمل حتى استطاع تعريب الكتاب المقدس بلغة عربية بليغة وواضحة.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. إبراهيم اليازجي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي