عرس الخيول الفلسطينية

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة عرس الخيول الفلسطينية لـ نزار قباني

1
بشارع (فردان) كانت تموت الخيول الجميلة
بصمت ..
وتختار ميتتها النادرة
يقولون : إن الخيول بفطرتها
تعاني من العشق أيضاً ،
وتعرف معنى الفراق ، ومعنى الشجن
وتقرأ أحسن منا جميعاً
كتاب الوطن ..

2
لماذا يسمونه مأتماً ؟
لقد كان أروع عرس رأته المدينة
ويا أم يوسف , أنتِ العروس
ونحن شهودك ليل زُففتِ لزين الشباب ،
ونحن رشقناكما بالملبس والورد ،
ونحن رقصنا أمامكما رقصة السيف والترس ،
نحن وضعناك فوق حصان العريس
وثوب زفافك كان يلامس
أشجار غزة والناصرة
لماذا يقولون : إن الخيول
- إذا قتلت – تفقد الذاكرة ؟؟

3
لقد كان عرساً جميلاً ..
وكانت فلسطينُ تستقبلُ الناس في زيِّها الوطني
وكان رجال الصحافة يلتقطون تصاويرها
بين أولادها الأربعة
لقد زوجتهم جميعاً ..
وكانت جميع الخيول تمد إلى الشمس أعناقها العالية
وتركض .. تركض ..
تركض نحو حقول أريحا ..
وتلعب فوق بساتينها السندسية
لماذا يقولون إن الخيول الكريمة
لا تعرف الحبَّ .. والقصص العاطفية

4
صديقي كمال :
صديق الدفاتر .. والحبر .. والكلمات الجديدة
أكل الرصاص الذي أطلقوه عليك ؟
لقتل قصيدة ..
أكل الثقوب التي تركوها على شفتيك ؟
لقتل قصيدة ..

لقد كان عرساً جميلاً ..
وكنا نزفك بين رنين الدفوف
وضوء المشاعل
وكنت تغني ..
ونحن نلملم عن شفتيك
ألوف السنابل
كنت تعلمنا كيف نلغي المسافة
بين الأديب وبين المقاتل ..
وكنت تعلمنا يا صديقي
بأن المسدس لايستطيع اغتيال البلابل ..

5
بشارع (فردان) كانت تموت الخيول الأصيلة
وكان رجال السياسة في الـ (دولتشي فيتا)
يعيشون كالحلزون الكسول على فضلات الجرائد
كانوا يسبون كل كبير ..
وكل صغير ..
وكل الحكومات والأنظمة ..
وكان رجال العقيدة يستشهدون بأفكار ( ماو )
ويحترفون النضال على علب ( المارلبورو ) الفارغه
وكان الجواسيس يصطحبون النساء علانيةٌ ،
ويرتشفون نبيذ البقاع ..
ويستمتعون بشمس شواطئنا الساحرة
وكانت فلسطين بين المحيط .. وبين الخليجْ ..
تفتشُ عن غرفةٍ شاغرهْ ..

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي