عرضت كخوط البانة الأملود

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة عرضت كخوط البانة الأملود لـ الأبيوردي

اقتباس من قصيدة عرضت كخوط البانة الأملود لـ الأبيوردي

عَرَضَتْ كَخُوطِ البانَةِ الأُمْلودِ

تَختالُ بينَ مَجاسِدٍ وعُقودِ

هيفاءُ ليّنَةُ التّثَنّي أقْبَلَتْ

في خُرَّدٍ كَمَها الصّرائِمِ غِيدِ

ومَرَرْنَ بالوادي على عَذَبِ الحِمى

فحَكَيْنَ هِزّةَ بانِهِ بِقُدودِ

وحَكى الشقيقُ بهِ اسْوِدادَ قُلوبِها

وأُعيرَ منهُنّ احْمِرارَ خُدودِ

وكأنّ أعيُنَهُنَّ منْ وَجَناتِها

شَرِبَتْ على ثَمَلٍ دَمَ العُنْقودِ

فَطَرَقْنَني والليْلُ رقَّ أديمُهُ

والنّجْمُ كادَ يهُمُّ بالتَّعْريدِ

ووَجَدْتُ بَرْدَ حُلِيّهِنّ وهَزَّ منْ

عِطفَيْهِ ذو الرّعَثاتِ للتّغْريدِ

فانْجابَ منْ أنوارِهِنَّ ظَلامُهُ

وأظَلَّهُنّ دُجى ذَوائِبَ سُودِ

وأنا بحَيثُ القُرْطُ من أجْيادِها

يَنْأى ويَقْرُبَ مِحْمَلي مِنْ جِيدي

كَرُمَتْ مَضاجِعُنا فلِيثَ على التُّقى

أُزْري وَجيبَ عنِ العَفافِ بُرودي

أزْمانَ يَنْفُضُ لِمّتي مَرَحُ الصِّبا

وهوَ الشّفيعُ إِلى الكَعابِ الرّودِ

ومَشارِبي زُرْقُ الجِمامِ فلَمْ يَنَلْ

منّي الأُوامُ بمَنهَلٍ مَورودِ

فارْفَضَّ شَملُ الأُنْسِ إذ جمَعَ البِلى

بِزَرودَ بينَ مَعاهِدٍ وعُهودِ

وتَقاسَمَتْني بعْدَهُ عُقَبُ النّوى

حتى لَفَفْتُ تَهائِماً بنُجودِ

وفَلَيْتُ ناصِيَةَ الفَلا بمَناسِمٍ

وَسَمَ المَطِيُّ بِها جِباهَ البيدِ

فسَقى الغَمامُ ولسْتُ أقنَعُ بالحَيا

أيّامَنا بينَ اللِّوى فَزَرودِ

بلْ جادَها ابنُ العامِريِّ براحَةٍ

وَطْفاءَ صِيغَ بَنانُها منْ جُودِ

مُتَوقِّدُ العَزَماتِ لو رُمِيَتْ بِها

زُهْرُ النُّجومِ لآذَنَتْ بخُمودِ

ومُواصِلٍ أرَقاً على طَلَبِ العُلا

في مَعْشَرٍ عن نَيْلِهِنَّ رُقودِ

ذو ساحَةٍ فَيحاءَ مَعروفٍ بِها

وَزَرُ اللّهيفِ وعُصْرَةُ المَنْجودِ

مَلْثومَةُ العَرَصاتِ في أرْجائِها

مَثْوى جُنودٍ أو مُناخُ وفودِ

لمّا تَوشَّحَتِ البِلادُ بفِتْنَةٍ

ما إنْ تَصيدُ سوى نُفوسِ الصِّيدِ

وتَشُبُّ شَعْثاءَ الفُروعِ وتَمْتَري

أخْلافَ حَرْبٍ للمَنونِ وَلودِ

أوْهى مَعاقِدَها وأطْفأَ نارَها

قبلَ انْتِشارِ لَظىً وبعْدَ وَقودِ

بالجُرْدِ تَمتاحُ العَجاجَ وغِلْمةٍ

في الغابِ منْ أسَلِ القَنا كأُسودِ

مِنْ كُلِّ وطّاءٍ على قِمَمِ العِدا

بحَوافِرٍ خُلِقَتْ منَ الجُلْمودِ

وصَوارِمٍ عُرِّينَ منْ أغْمادِها

حتى ارْتَدَيْنَ منَ الطُّلى بغُمودِ

ولَوِ انْتَضى أقلامَهُ السّودَ احْتَمى

بِيضُ الصِّفاحِ بِها منَ التّجْريدِ

والسُّمْرُ منْ حَذَرِ التّحَطُّمِ في الوَغى

تُبدي اهْتِزازَ مُنَضْنِضٍ مَطْرودِ

فكأنّهُنّ أُعِرْنَ منْ أعدائِه

يومَ اللّقاءِ تَلَوّيَ المزْؤودِ

وهمُ إذا ما الرّوعُ قلّصَ ظلَّهُ

عنْ كُلِّ مُسْتَلَبِ الحُشاشَةِ مُودِ

مِنْ سائِلٍ صَفَداً يُؤَمِّلُ سَيْبَهُ

ومُكَبَّلٍ في قِدِّهِ مَصْفودِ

وكِلاهُما من رَهْبَةٍ أو رَغْبَةٍ

بَأساً وجُوداً مُوثَقٌ بقُيودِ

كمْ قُلْتُ للمُتَمَرّسينَ بشأْوِهِ

أرْميهِمُ بقَوارِعِ التّفْنيدِ

غاضَ الوفاءُ فليسَ في صَفَحاتِهِمْ

ماءٌ وفي الأحشاءِ نارُ حُقودِ

وحُضورُهمْ في حادِثٍ كمَغيبِهمْ

وقِيامُهُمْ لمُلِمّةٍ كقُعودِ

لم يَبْتَنوا المَجْدَ الطّريفَ ولا اقْتَنَوا

مِنهُ التّليدَ بأنْفُسٍ وجُدودِ

لا تَطْلُبوهُ فشَرُّ ما لَقيَ امْرُؤٌ

في السَّعْي خَيْبَةُ طالِبٍ مَكْدودِ

لكَ يا عَليُّ مآثِرٌ في مِثلِها

حُسِدَ الفتى والفَضْلُ للمحسودِ

وَضَحَتْ مَناقِبُكَ التي لمْ يُخْفِها

حَسَدٌ يُلثِّمُهُ العِدا بجُحودِ

والناسُ غَيْرَكَ والعُلا لكَ كُلُّها

ضَلّوا مَعالِمَ نَهْجها المَسْدودِ

فاسْتَقْبِلِ النّيروزَ طَلْقَ المُجْتَلى

والدّهْرَ عَذْبَ الوِرْدِ نَضْرَ العُودِ

في دَولَةٍ تُرْخي ذَوائِبها على

عِزٍّ يُلاذُ بظِلِّهِ المَمْدودِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة عرضت كخوط البانة الأملود

قصيدة عرضت كخوط البانة الأملود لـ الأبيوردي وعدد أبياتها ثلاثة و أربعون.

عن الأبيوردي

أبو المظفر محمد بن العباس أحمد بن محمد بن أبي العباس أحمد بن آسحاق بن أبي العباس الإمام. شاعر ولد في كوفن، وكان إماماً في اللغة والنحو والنسب والأخبار، ويده باسطة في البلاغة والإنشاء. وله كتب كثيرة منها تاريخ أبيورنسا, المختلف والمؤتلف، قبسة العجلان في نسب آل أبي سفيان وغيرها الكثير. وقد كانَ حسن السيرة جميل الأمر، حسن الاعتقار جميل الطريقة. وقد عاش حياة حافلة بالأحداث، الفتن، التقلبات، وقد دخل بغداد، وترحل في بلاد خراسان ومدح الملوك، الخلفاء ومنهم المقتدي بأمر الله وولده المستظهر بالله العباسيين. وقد ماتَ الأبيوردي مسموماً بأَصفهان. له (ديوان - ط) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي