عرفت بأعلى رائس الفأو بعدما

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة عرفت بأعلى رائس الفأو بعدما لـ الفرزدق

اقتباس من قصيدة عرفت بأعلى رائس الفأو بعدما لـ الفرزدق

عَرَفتُ بِأَعلى رائِسِ الفَأوَ بَعدَما

مَضَت سَنَةٌ أَيّامُها وَشُهورُها

مَنازِلُ أَعرَتها جُبَيرَةُ وَاِلتَقَت

بِها الريحُ شَرقِيّاتُها وَدَبورُها

كَأَن لَم يُحَوِّض أَهلُها الثَورَ يَجتَني

بِحافاتِها الخَطمِيَّ غَضّاً نَضيرُها

أَناةٌ كَرِئمِ الرَملِ نَوّامَةُ الضُحى

بَطيءٌ عَلى لَوثِ النِطاقِ بُكورُها

إِذا حُسِرَت عَنها الجَلابيبُ وَاِرتَدَت

إِلى الزَوجِ مَيّالاً يَكادُ يَصورُها

وَمُرتَجَّةُ الأَردافِ مِن آلِ جَعفَرٍ

مُخَضَّبَةُ الأَطرافِ بيضُ نُحورُها

تَعِجُّ إِلى القَتلى عَلَيها تَساقَطَت

عَجيجَ لِقاحٍ قَد تَجاوَبَ خورُها

كَأَنَّ نَقاً مِن عالِجٍ أَزَّرَت بِهِ

بِحَيثُ اِلتَقَت أَوراكُها وَخُصورُها

فَقَد خِفتُ مِن تَذرافِ عَينَيَّ إِثرَها

عَلى بَصَري وَالعَينُ يَعمى بَصيرُها

تَفَجَّرَ ماءُ العَينِ كُلَّ عَشِيَّةٍ

وَلِلشَوقِ ساعاتٌ تَهيجُ ذُكورُها

وَما خِفتُ وَشكَ البَينِ حَتّى رَأَيتُها

يُساقُ عَلى ذاتِ الجَلاميدِ عيرُها

وَما زِلتُ أُزجي الطَرفَ مِن حَيثُ يَمَّمَت

مِنَ الأَرضِ حَتّى رَدَّ عَيني حَسيرُها

فَرَدَّ عَلَيَّ العَينَ وَهيَ مَريضَةٌ

هَذاليلُ بَطنَ الراحَتَينِ وَقورُها

تَحَيَّرَ ذاويها إِذِ اِضطَرَدَ السَفا

وَهاجَت لِأَيّامِ الثُرَيّا حَرورُها

أَتَصرِفُ أَجمالَ النَوى شاجِنِيَّةٌ

أَمِ الحَفَرُ الأَعلى بِفَلجٍ مَصيرُها

وَما مِنهُما إِلّا بِهِ مِن دِيارِها

مَنازِلُ أَمسَت ماتَبيدُ سُطورُها

وَكائِن بِها مِن عَينِ باكٍ وَعَبرَةٍ

إِذا اِمتُرِيَت كانَت سَريعاً دُرورُها

تَرى قَطَنٌ أَهلَ الأَصاريمِ إِنَّهُ

غَنِيٌّ إِذا ما كَلَّمَتهُ فَقيرُها

تَهادى إِلى بَيتِ الصَلاةِ كَأَنَّها

عَلى الوَعثِ ذو ساقٍ مَهيضٍ كَسيرُها

كَدُرَّةِ غَوّاصٍ رَمى في مَهيبَةٍ

بِأَجرامِهِ وَالنَفسُ يَخشى ضَميرُها

مُوَكَّلَةً بِالدُرِّ خَرساءَ قَد بَكى

إِلَيهِ مِنَ الغَواصِ مِنها نَذيرُها

فَقالَ أُلاقي المَوتَ أَو أُدرِكُ الغِنى

لِنَفسِيَ وَالآجالُ جاءٍ دُهورُها

وَلَمّا رَأى ما دونَها خاطَرَت بِهِ

عَلى المَوتِ نَفسٌ لا يَنامُ فَقيرُها

فَأَهوى وَناباها حَوالَي يَتيمَةٍ

هِيَ المَوتُ أَو دُنيا يُنادي بَشيرُها

فَأَلقَت بِكَفَّيهِ المَنِيَّةُ إِذ دَنا

بِعَضَّةِ أَنيابٍ سَريعٍ سُؤورُها

فَحَرَّكَ أَعلى حَبلِهِ بِحُشاشَةٍ

وَمِن فَوقِهِ خَضراءُ طامٍ بُحورُها

فَما جاءَ حَتّى مَجَّ وَالماءُ دونَهُ

مِنَ النَفسِ أَلواناً عَبيطاً بُحورُها

إِذا ما أَرادوا أَن يُحيرَ مَدوفَةً

أَبى مِن تَقَضّي نَفسِهِ لا يَحورُها

فَلَمّا أَرَوها أُمَّهُ هانَ وَجدُها

رَجاةَ الغِنى لَمّا أَضاءَ مُنيرُها

وَظَلَّت تَغالاها التِجارُ وَلا تُرى

لَها سيمَةٌ إِلّا قَليلاً كَثيرُها

فَرُبَّ رَبيعٍ بِالبَلاليقِ قَد رَعَت

بِمُستَنِّ أَغياثٍ بِعاقَ ذُكورُها

تَحَدَّرَ قَبلَ النَجمِ مِمّا أَمامَهُ

مِنَ الدَلوِ وَالأَشراطِ يَجري غَضيرُها

أَلَم تَعلَمي أَنّي إِذا القِدرُ حُجِّلَت

وَأُلقِيَ عَن وَجهِ الفَتاةِ سُتورُها

وَراحَت تَشِلُّ الشَولَ وَالفَحلُ خَلفَها

زَفيفاً إِلى نيرانِها زَمهَريرُها

شَآمِيَةٌ تُفشي الخَفائِرَ نارُها

وَنَبحُ كِلابِ الحَيِّ فيها هَريرُها

إِذا الأُفُقُ الغَربِيُّ أَمسى كَأَنَّهُ

سَدى أُرجُوانٍ وَاِستَقَلَّت عَبورُها

تَرى النيبَ مِن ضَيفي إِذا ما رَأَينَهُ

ضُموزاً عَلى جَرّاتِها ما تُحيرُها

يُحاذِرنَ مِن سَيفي إِذا ما رَأَينَهُ

مَعي قائِماً حَتّى يَكوسَ عَقيرُها

وَقَد عَلِمَت أَنَّ القِرى لِاِبنِ غالِبٍ

ذُراها إِذا لَم يَقرِ ضَيفاً دَرورُها

شَقَقنا عَنِ الأَولادِ بِالسَيفِ بَطنَها

وَلَمّا تُجَلَّد وَهيَ يَحبو بَقيرُها

وَنُبِّئتُ ذا الأَهدامِ يَعوي وَدونَهُ

مِنَ الشَأمِ ذَرّاعاتُها وَقُصورُها

إِلَيَّ وَلَم أَترُك عَلى الأَرضِ حَيَّةً

وَلا نابِحاً إِلّا اِستَسَرَّ عَقورُها

كِلاباً نَبَحنَ اللَيثَ مِن كُلِّ جانِبٍ

فَعادَ عُواءً بَعدَ نَبحٍ هَريرُها

عَوى بِشَقاً لِاِبنَي بُحَيرٍ وَدونَنا

نِضادٌ فَأَعلامُ السِتارِ فَنيرُها

وَنُبِّئتُ كَلبَ اِبنَي حُمَيضَةَ قَد عَوى

إِلَيَّ وَنارُ الحَربِ تَغلي قُدورُها

وَوَدَّت مَكانَ الأَنفِ لَو كانَ نافِعٌ

لَها حَيضَةٌ أَو أَعجَلَتها شُهورُها

مَكانَ اِبنِها إِذ هاجَني بِعُوائِهِ

عَلَيها وَكانَت مُطمَئِنّاً ضَميرُها

لَكانَ اِبنُها خَيراً وَأَهوَنَ رَوعَةً

عَلَيها مِنَ الجُربِ البَطيءِ طُرورُها

دَوامِعَ قَد يُعدي الصِحاحَ قِرافُها

إِذا هُنِئَت يَزدادُ عَرّاً نُشورُها

وَكانَ نُفَيعٌ إِذ هَجاني لِأُمِّهِ

كَباحِثَةٍ عَن مُديَةٍ تَستَثيرُها

عَجوزٌ تُصَلّي الخَمسَ عاذَت بِغالِبٍ

فَلا وَالَّذي عاذَت بِهِ لا أُضيرُها

فَإِنّي عَلى إِشفاقِها مِن مَخافَتي

وَإِن عَقَّها بي نافِعٌ لَمُجيرُها

وَلَم تَأتِ عيرٌ أَهلَها بِالَّذي أَتَت

بِهِ جَعفَراً يَومَ الهُضَيباتِ عيرُها

أَتَتهُم بِعيرٍ لَم تَكُن هِجَرِيَّةً

وَلا حِنطَةَ الشَأمِ المَزيتِ خَميرُها

وَلَم تُرَ سَوّاقينَ عيراً كَساقَةٍ

يَسوقونَ أَعدالاً يَدِبُّ بَعيرُها

إِذا ذَكَرَت زَوجاً لَها جَعفَرِيَّةٌ

وَمَصرَعَ قَتلى لَم تُقَتَّل ثُؤورُها

تَبَيَّنُ أَن لَم يَبقَ مِن آلِ جَعفَرٍ

مُحامٍ وَلا دونَ النِساءِ غَيورُها

وَقَد أَنكَرَت أَزواجَها إِذ رَأَتهُمُ

عُراةً نِساءٌ قَد أُحِرَّت صُدورُها

إِذا ذُكِرَت أَيّامُهُم يَومَ لَم يَقُم

لِسَلَّةِ أَسيافِ الضَبابِ نَفيرُها

عَشِيَّةَ يَحدوهُم هُرَيمٌ كَأَنَّهُم

رِئالُ نَعامٍ مُستَخَفٌّ نَفورُها

عَشِيَّةَ لاقَتهُم بِآجالِ جَعفَرٍ

صَوارِمُ في أَيدي الضَبابِ ذُكورُها

كَأَنَّهُمُ لِلخَيلِ يَومَ لَقيتَهُم

بِطِخفَةَ خِربانٌ عَلَتها صُقورُها

وَلَم تَكُ تَخشى جَعفَرٌ أَن يُصيبَها

بِأَعظَمَ مِنّي مِن شَقاها فُجورُها

وَلا يَومَ بِريانٌ تُكَسِّعُ بِالقَنا

وَلا النارَ لَو يُلقى عَلَيهِم سَعيرُها

وَقَد عَلِمَت أَعداؤُها أَنَّ جَعفَراً

يَقي جَعفَراً حَدَّ السُيوفِ ظُهورُها

أَتَصبِرُ لِلعادي ضَغابيثُ جَعفَرٍ

وَثَورَةِ ذي الأَشبالِ حينَ يَثورُها

سَيَبلُغُ ما لاقَت مِنَ الشَرِّ جَعفَرٌ

تِهامَةَ مِن رُكبانِها مَن يَغورُها

إِذا جَعفَرٌ مَرَّت عَلى هَضبَةِ الحِمى

تَقَنَّعُ إِذ صاحَت إِلَيها قُبورُها

لَنا مَسجِدا اللَهِ الحَرامانِ وَالهُدى

وَأَصبَحَتِ الأَسماءُ مِنّا كَبيرُها

سِوى اللَهِ إِنَّ اللَهَ لا شَيءَ مِثلَهُ

لَهُ الأُمَمُ الأولى يَقومُ نُشورُها

إِمامُ الهُدى كَم مِن أَبٍ أَو أَخٍ لَهُ

وَقَد كانَ لِلأَرضِ العَريضَةِ نورُها

إِذا اِجتَمَعَ الآفاقُ مِن كُلِّ جانِبٍ

إِلى مَنسِكٍ كانَت إِلَيها أُمورُها

رَمى الناسُ عَن قَوسٍ تَميماً فَما أَرى

مُعاداةَ مَن عادى تَميماً تَضيرُها

وَلَو أَنَّ أُمَّ الناسِ حَوّاءَ حارَبَت

تَميمَ بنَ مَرٍّ لَم تَجِد مَن يُجيرُها

بَنى بَيتَنا باني السَماءِ فَنالَها

وَفي الأَرضِ مِن بَحري تَفيضُ بُحورُها

وَنُبِّئتُ أَشقى جَعفَرٍ هاجَ شِقوَةً

عَلَيها كَما أَشقى ثَمودَ مُبيرُها

يَصيحونَ يَستَسقونَهُ حينَ أَنضَجَت

عَلَيهِم مِنَ الشِعرى التُرابَ حَرورُها

تَصُدُّ عَنِ الأَزواجِ إِذ عَدَلَتهُمُ

عُيونٌ حَزيناتٌ سَريعٌ دُرورُها

وَلَكِنَّ خِرباناً تَنوسُ لِحاهُمُ

عَلى قُصُبٍ جوفٍ تَناوَحَ خورُها

مُنِعنَ وَيَستَحيِينَ بَعدَ فِرارِهِم

إِلى حَيثُ لِلأَولادِ يُطوى صَغيرُها

لَعَمري لَقَد لاقَت مِنَ الشَرِّ جَعفَرٌ

بِطِخفَةَ أَيّاماً طَويلاً قَصيرُها

بِطِخفَةَ وَالرَيّانِ حَيثُ تَصَوَّبَت

عَلى جَعفَرٍ عِقبانُها وَنُسورُها

وَقَد عَلِمَت أَفناءُ جَعفَرَ أَنَّهُ

يَقي جَعفَراً وَقعُ العَوالي ظُهورُها

تَضاغى وَقَد ضَمَّت ضَغابيثُ جَعفَرٍ

شَباً بَينَ أَشداقٍ رِحابٍ شُجورُها

شَقا شَقَّتَيهِ جَعفَرٌ بي وَقَد أَتَت

عَلَيَّ لَهُم سَبعونَ تَمَّت شُهورُها

بَني جَعفَرٍ هَل تَذكُرونَ وَأَنتُمُ

تُساقونَ إِذ يَعلو القَليلَ كَثيرُها

وَإِذ لا طَعامٌ غَيرَ ما أَطعَمَتكُمُ

بُطونُ جَواري جَعفَرٍ وَظُهورُها

وَقَد عَلِمَت مَيسونُ أَنَّ رِماحَكُم

تَهابُ أَبا بَكرٍ جِهاراً صُدورُها

عَشِيَّةَ أَعطَيتُم سَوادَةَ جَحوَشاً

وَلَمّا يُفَرَّق بِالعَوالي نَصيرُها

أَقامَت عَلى الأَجبابِ حاضِرَةً بِهِ

ضَبينَةُ لَم تُهتَك لِظَعنٍ كُسورُها

تُريحُ المَخازي جَعفَرٌ كُلَّ لَيلَةٍ

عَلَيها وَتَغدو حينَ تَغدو بُكورُها

فَإِن تَكُ قَيسٌ قَدَّمَتكَ لِنَصرِها

فَقَد خَزِيَت قَيسٌ وَذَلَّ نَصيرُها

شرح ومعاني كلمات قصيدة عرفت بأعلى رائس الفأو بعدما

قصيدة عرفت بأعلى رائس الفأو بعدما لـ الفرزدق وعدد أبياتها اثنان و تسعون.

عن الفرزدق

هـ / 658 - 728 م همام بن غالب بن صعصعة التميمي الدارمي، أبو فراس. شاعر من النبلاء، من أهل البصرة، عظيم الأثر في اللغة. يشبه بزهير بن أبي سلمى وكلاهما من شعراء الطبقة الأولى، زهير في الجاهليين، و في الإسلاميين. وهو صاحب الأخبار مع جرير والأخطل، ومهاجاته لهما أشهر من أن تذكر. كان شريفاً في قومه، عزيز الجانب، يحمي من يستجير بقبر أبيه. لقب بالفرزدق لجهامة وجهه وغلظه. وتوفي في بادية البصرة، وقد قارب المئة[١]

تعريف الفرزدق في ويكيبيديا

الفرزدق بن غالب بن صعصعة المجاشعي التميمي (20 هـ / 641م - 110 هـ / 728م) شاعر عربي من النبلاء الأشراف ولد ونشأ في دولة الخلافة الراشدة في زمن عمر بن الخطاب عام 20 هـ في بادية قومه بني تميم قرب كاظمة، وبرز وإشتهر في العصر الأموي وساد شعراء زمانه، واسمه همام بن غالب بن صعصعة الدارمي التميمي، وكنيته أبو فراس، ولقبه الفرزدق وقد غلب لقبه على اسمه فعرف وأشتهر به. كان عظيم الأثر في اللغة، حتى قيل «لولا شعر الفرزدق لذهب ثلث لغة العرب، ولولا شعره لذهب نصف أخبار الناس»، وهو صاحب الأخبار والنقائض مع جرير والأخطل، واشتهر بشعر المدح والفخرُ وَشعرُ الهجاء. وقد وفد على عدد كبير من الخلفاء كعلي بن أبي طالب، ومعاوية بن أبي سفيان، وابنه يزيد، وعبدالملك بن مروان، وابنائه الوليد، وسليمان، ويزيد، وهشام، ووفد أيضاً على الخليفة عمر بن عبد العزيز، وعدد من الأمراء الأمويين، والولاة، وكان شريفاً في قومه، عزيز الجانب، وكان أبوه من الأجواد الأشراف، وكذلك جده من سادات العرب وهو حفيد الصحابي صعصعة بن ناجية التميمي، وكان الفرزدق لا ينشد بين يدي الخلفاء إلا قاعداً لشرفه، وله ديوان كبير مطبوع، وتوفي في البصرة وقد قارب المائة عام.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. الفرزدق - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي