عرفوه أنه مضني وصب
أبيات قصيدة عرفوه أنه مضني وصب لـ عبد العزيز بن حمد آل مبارك

عَرَفُوهُ أَنَّهُ مُضنيً وصَبّ
بالَّذي أَجرَى مِنَ الدَّمعِ وَصَبّ
كَتَمَ الشَّوقَ فلَم يَنطِق ولم
يَستَطِع كِتمانَ دَمعٍ وَوَصَب
فرَضَ الواجِبُ من مَدمَعِهِ
في أَديمِ الخَدِّ خَدّاً إِذ سَكَب
لم تَدَع منهُ الصَّباباتُ سِوى
زَفَراتٍ مِن فُؤادٍ قَد وَجَب
أَيَّ شَيءٍ أَنكَرُوا عُذَّالهُ
حيثُ قالوا عَقلُهُ منهُ وَجَب
غيرَ أَن راحَ فتىً يَقضي مِن ال
مَذهَبِ العُذرِيِّ ما كان وَجَب
إِنَّ عَقلاً يَقتَضِي سُلوانَهُم
لَيسَ فيهِ يالَقَومِي لي أَرَب
يا رَعى اللَّه زَماناً مَرَّ في
أَيمَنِ الشّعبِ وشعبِي ما انشَعَب
وَسَقَى لَيلاتِ أَفراحٍ مَضَت
نِلتُ بعضَ القَصد فيها والطَّلَب
مِن غَزالٍ بابِلِيٍّ طَرفُهُ
أَفلَجِ الأَسنانِ عَذبِ المُنتَقَب
مائِسِ الأَعطافِ يَشكوُ رِدفُهُ
ثِقلاً والخَصرُ شَكواهُ القَبَب
ليلُهُ مِن فَرعِهِ مُكتَسَبٌ
والضِّيا مِن وَجنَتَيهِ مُجتَلَب
لَستُ أَنسَى إِذ أَتانِي حامِلاً
كأسَ بُنٍّ فاقَ كاساتِ العِنَب
جالِبَ الأَفراحِ قانٍ لَونُهُ
مُطفِئاً مِن لاعِجِ الوَجدِ اللهَب
قال تَهوَى الكاسَ صِرفاً قلتُ بَل
مَزجُهُ إِن كانَ بالرِّيقِ أَحَبّ
قالَ خُذهُ كيفَ أَحبَبتَ فما
أنا في الحُبِّ مُطِيعٌ مَن عَتَب
فَرَدَدتُ الراحَ من راحَتِهِ
وَتَحَسَّيتُ رُضَاباً كالضَرَب
وجعَلتُ النَقلَ قطفِي وَردَةَ ال
خَدِّ والخَمرَةَ من ماءِ الشَّنَب
فقَضَينا وَقتَنا في سَمَرٍ
وأَحادِيثَ ولَهوٍ وطَرَب
وَمَضَت لَيلَتُنا أَقصَرُ مِن
بَاع أَبناءِ بِلادِي في الأَدَب
آهِ وَيلِي مِنهُمُ وا حَرَبِي
إِن يَكُن يَنفَعُ وَيلٌ وَحَرَب
ها أنا بَينَهُمُ مُستَغرَبٌ
لَيسَ لِي إِلفٌ سِوى عَالِي الرُّتَب
ذُو العُلا عَبدُ اللطيفِ بنُ أَبِي ال
فَضلِ عَبدِ اللَّهِ زاكِي المُنتَسَب
ماجِدٌ نَدبٌ كريمُ المَحتِدِ
حَسَنُ الأَخلاقِ لِلمَجدِ انتدِب
لَوذَعِيٌّ أَلمَعِيٌّ يَقِظٌ
وَهوَ بِالعِلمِ وبِالآدابِ طِبّ
كَم غَرِيضٍ مِن قَريضٍ لاحَ مِن
نَظمِهِ فاقَ عقُوداً مِن ذَهَب
يا فتَى الآدابِ والعَصرِ وَمَن
قَد عَلا فَضلاً وفَخراً وَنَسَب
صاحِ فِيمَ الهَجرُ مِنكُم ولَنا
نَسبٌ في شَرعِنا أَيُّ نَسَب
صِل مُحِبِّيكَ ولا تَركَن إِلى ال
عَجزِ والتَسويفِ وُقِّيتَ العَطَب
ثُمَّ إِنّي آنَ خَتمِي حامِداً
مَالِكَ المُلكِ عَلى ما قَد وَهَب
مُهدِياً أَزكى صَلاةٍ ما هَمَي
وَابِلُ المُزنِ عَلى تاجِ العَرَب
وكذاكَ الآلُ والأَصحَابُ مَن
لَهُمُ في الفَضلِ عَلياءُ الرُّتَب
شرح ومعاني كلمات قصيدة عرفوه أنه مضني وصب
قصيدة عرفوه أنه مضني وصب لـ عبد العزيز بن حمد آل مبارك وعدد أبياتها اثنان و ثلاثون.
عن عبد العزيز بن حمد آل مبارك
عبد العزيز بن حمد آل مبارك، من بني تميم. ولد بمحلة الرفعة، من مدينة الهفوف بالأحساء. حفظ القرآن في سن مبكرة، ثم رحل مع والده إلى مكة وأقام بها سنوات، تلقى خلالها قسطاً من مبادئ العلوم الشرعية والتاريخية واللغوية، ثم عاد إلى بلده وعكف على التدريس والتحصيل وسنه لم تتجاوز الخامسة عشرة. وقد ترك شعراً ينوف عن ألف بيت. توفي في الأحساء. له: تدريب السالك.[١]
تعريف عبد العزيز بن حمد آل مبارك في ويكيبيديا
عبد العزيز بن حمد آل الشيخ مبارك (1862 - 1940) فقيه مالكي ومدرس ديني وشاعر سعودي. ولد في الهفوف في الأحساء. أقام في مكة والمدينة مدّة من الزمن، ثم اتصل بأعلام الأدب والسياسة في دول الخليج العربي. عيّن مدرساً بمدرسة الأحمدية في دبي بعد افتتاحه في 1912 وهو أول معلم لها. ثم زار البصرة وسكنها مدّة، واتّصل بأدبائها وتزوّج فيها، ثم زار الكويت بدعوة من أميرها، ودرّس في المدرسة المباركية. له كتاب في الفقه سمّاه تدريب السالك في فقه الإمام مالك وله مجموعة شعريّة زادت على ألف بيت.[٢]
- ↑ معجم الشعراء العرب
- ↑ عبد العزيز بن حمد آل مبارك - ويكيبيديا