عرف الحبيب مكانه فتدللا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة عرف الحبيب مكانه فتدللا لـ بهاء الدين زهير

اقتباس من قصيدة عرف الحبيب مكانه فتدللا لـ بهاء الدين زهير

عَرَفَ الحَبيبُ مَكانَهُ فَتَدَلَّلا

وَقَنِعتُ مِنهُ بِمَوعِدٍ فَتَعَلَّلا

وَأَتى الرَسولُ وَلَم أَجِد في وَجهِهِ

بِشراً كَما قَد كُنتُ أُعهَدُ أَوَّلا

فَقَطَعتُ يَومي كُلَّهُ مُتَفَكِّراً

وَسَهِرتُ لَيلي كُلَّهُ مُتَمَلمِلا

وَأَخَذتُ أَحسَبُ كُلَّ شَيءٍ لَم يَكُن

مُتَجَلِيّاً في فِكرَتي مُتَخَيَّلا

فَلَعَلَّ طَيفاً مِنهُ زارَ فَرَدَّهُ

سَهَري فَعادَ بِغَيظِهِ فَتَقَوَّلا

وَعَسى نَسيمٌ بِتُّ أَكتُمُ سِرَّنا

عَنهُ فَراحَ يَقولُ عَنّي قَد سَلا

وَلَقَد خَشيتُ بِأَن يَكونَ أَمالَهُ

غَيري وَطَبعُ الغُصنِ أَن يَتَمَيَّلا

وَأَظُنُّهُ طَلَبَ الجَديدَ وَطالَما

عَتَقَ القَميصُ عَلى اِمرِئٍ فَتَبَدَّلا

أَبَداً يَرى بُعدي وَأَطلُبُ قُربَهُ

وَلَو أَنَّني جارٌ لَهُ لَتَحَوَّلا

وَعَلِقتُهُ كَالغُصنِ أَسمَرَ أَهيَفاً

وَعَشِقتُهُ كَالظَبِيِ أَحوَرَ أَكحَلا

فَضَحَ الغَزالَةَ وَالغَزالَ فَتِلكَ في

وَسَطِ السَماءِ وَذاكَ في وَسَطِ الفَلا

عَجَباً لِقَلبٍ ماخَلا مِن لَوعَةٍ

أَبَداً يَحِنُّ إِلى زَمانٍ قَد خَلا

وَرُسومِ جِسمٍ كادَ يُحرِقُهُ الجَوى

لَو لَم تَدارَكهُ الدُموعُ لَأُشعِلا

وَهَوىً حَفِظتُ حَديثَهُ وَكَتَمتُهُ

فَوَجَدتُ دَمعي قَد رَواهُ مُسَلسَلا

أَهوى التَذَلُّلَ في الغَرامِ وَإِنَّما

يَأبى صَلاحُ الدينِ أَن أَتَذَلَّلا

مَهَّدتُ بِالغَزَلِ الرَقيقِ لِمَدحِهِ

وَأَرَدتُ قَبلَ الفَرضِ أَن أَتَنَفَّلا

مَلِكٌ شَمَختُ عَلى المُلوكِ بِقُربِهِ

وَلَبِستُ ثَوبَ العِزِّ مِنهُ مُسبَلا

وَرَفَعتُ صَوتي قائِلاً يا يوسُفٌ

فَأَجابَني مَلِكٌ أَطالَ وَأَجزَلا

ثُمَّ اِلتَفَتُّ وَجَدتُ حَولي أَنعُماً

ما كانَ أَسرَعَها إِلَيَّ وَأَعجَلا

وَهَصَرتُ أَغصانَ المَطالِبِ مُيَّساً

وَمَرَيتُ أَخلافَ المَواهِبِ حُفَّلا

قَهَرَ الزَمانَ وَقَد عَراني صَرفُهُ

حَتّى مَشى في خِدمَتي مُتَرَجَّلا

وَإِذا نَظَرتُ وَجَدتُ بَعضَ هِباتِهِ

فيها المَفاخِرُ وَالمَآثِرُ وَالعُلى

يُروى حَديثُ الجودِ عَنهُ مُسنَداً

فَعَلامَ تَرويهِ السَحائِبُ مُرسَلا

مِن مَعشَرٍ فاقوا المُلوكَ سِيادَةً

وَسَعادَةً وَتَطَوُّلاً وَتَفَضُّلا

وَكَأَنَّ مَتنَ الأَرضِ يَومَ رُكوبِهِم

يَكسونَهُ بُرداً عَلَيهِ مُهَلهَلا

مِن كُلِّ أَغلَبَ في الهِياجِ كَأَنَّما

لَبِسَ الغَديرَ وَهَزَّ مِنهُ جَدوَلا

وَإِذا سَأَلتَ سَأَلتَ غَيثاً مُسبَلا

وَإِذا لَقيتَ لَقيتَ لَيثاً مُشبِلا

مَولايَ قَد أَهدَيتُها لَكَ كاعِباً

عَذراءَ تُبدي عُذرَةً وَتَنَصُّلا

حَمَلَت ثَناءً كَالهِضابِ فَأَبطَأَت

فَاِعذِر بَطيئاً قَد أَتى لَكَ مُثقَلا

عَرَفَت مَحَبَّتَها لَدَيكَ وَحُسنَها

فَأَتَت تُريكَ تَدَلُّلاً وَتَعَسُّلا

بَدَوِّيَةٌ إِن شِئتَ أَو حَضَرَِيَّةٌ

جَمَعَ الخُزامى نَشرُها وَالمَندَلا

وَلَوَ اِنَّها مِمَّن تَقَدَّمَ عَصرُهُ

مَنَعَت زِياداً أَن يَقولَ وَجَروَلا

غَزَلٌ وَمَدحٌ بِتُّ أَغرَقُ فيهِما

كَالخَمرِ مازَجَتِ الزُلالَ السَلسَلا

فَتَأَلَّفَت عِقداً يَروقُ نِظامُهُ

وَالعِقدُ أَحسَنُ مايَكونُ مُفَصَّلا

يا أَيُّها المَلِكُ الَّذي دانَت لَهُ

كُلُّ المُلوكِ تَوَدُّداً وَتَوَسُّلا

فَعَلاهُمُ مُتَطَوَّلاً وَحَباهُمُ

مُتَفَضَّلاً وَأَتاهُمُ مُتَمَهَّلا

يا مَن مَديحي فيهِ صِدقٌ كُلُّهُ

فَكَأَنَّما أَتلو كِتاباً مُنزَلا

يا مَن وَلائي فيهِ نَصٌّ بَيِّنٌ

وَالنَصُّ عِندَ القَومِ لَن يَتَأَوَّلا

وَلَقَد حَلا عَيشي لَدَيكَ وَلَم أُرِد

عَيشاً سِواهُ وَإِن أَرَدتُ فَلا حَلا

وَشَكَرتُ جودَكَ كُلَّ شُكرٍ عالَماً

أَن لا أَقومَ بِبَعضِ ذاكَ وَلا وَلا

شرح ومعاني كلمات قصيدة عرف الحبيب مكانه فتدللا

قصيدة عرف الحبيب مكانه فتدللا لـ بهاء الدين زهير وعدد أبياتها أربعون.

عن بهاء الدين زهير

زهير بن محمد بن علي المهلبي العتكي بهاء الدين. شاعر من الكتاب، ولد بمكة ونشأ بقوص، واتصل بالملك الصالح أيوب بمصر، فقرّبه وجعله من خواص كتّابه وظلَّ حظيّا عنده إلى أن مات الصالح فانقطع زهير في داره إلى أن توفي بمصر.[١]

تعريف بهاء الدين زهير في ويكيبيديا

بهاء الدين زهير (1186م - 1258م / 5 ذو الحجة 581 هـ - 4 ذو القعدة 656 هـ)، زهير بن محمد بن علي المهلبي العتكي بهاء الدين، شاعر من العصر الأيوبي.ولد بوادي نخلة بالقرب من مكة المكرمة في الخامس من شهر ذي الحجة سنة 581 هـ، ومات رابع أيام شهر ذي القعدة بوباء حدث في مصر سنة 656هـ، نشأ وتلقى تعليمه بقوص بصعيد مصر وهي بلدة كانت عامرة زاهرة بالعلوم وليس في الديار المصرية وقتئذ بعد القاهرة أكثر منها عمراناً. لما ظهر نبوغه وشاعريته التفت إليه الحكام بقوص فأسبغوا عليه النعماء وأسبغ عليهم القصائد. وطار ذكره في البلاد وإلى بني أيوب فخصوه بعينايتهم وخصهم بكثير من مدائحه. توثقت صلة بينه وبين الملك الصالح أيوب ويذكر أنه استصحبه معه في رحلاته إلى الشام وأرمينية وبلاد العرب. مات البهاء زهير في ذي القعدة 656 هـ.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. بهاء الدين زهير - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي