عزاء فإن الخطب قد جل موقعا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة عزاء فإن الخطب قد جل موقعا لـ ابن فركون

اقتباس من قصيدة عزاء فإن الخطب قد جل موقعا لـ ابن فركون

عَزاءً فإنّ الخَطْبَ قد جلّ موْقِعا

وصبْراً وإن لمْ يُبْقِ للصّبْرِ موضِعا

تأسَّ أميرَ المُسْلِمينَ فإنّهُ

ورُودُ سَبيلٍ لمْ يزَلْ مُتوقّعا

تعزَّ إمامَ الأكرمينَ فإنّ في

بقائِكَ فينا للحوادثِ مُرْدَعا

فإنّ عَليّاً قد قَضى اليومَ نحْبَهُ

فلمْ نلْقَ مثلَ اليومِ أدْهى وأفظَعا

وإنّ عليّاً مَنْ علِمْنا كمالَه

فَلا تُنْكِروا أنّا نهيمُ تشيُّعا

فَيا نجْمَ أفْقٍ قد هَوى بيدِ النّوى

وما كان إلا للهِدايةِ أُطْلِعا

ويا غيثَ سُحْبٍ طالَما جادَ بالنّدى

فروّى جَناباً قد ذَوى حين أقْلَعا

ويا بدْرَ تمٍّ ضمّهُ التُرْبُ مَغْرباً

وكانَ له أفْقُ المكارِمِ مطْلِعا

وعهْدي ببدْرِ التّمِّ يسْمو إلى العُلَى

فما بالُهُ في التّرْبِ أصبَحَ مودَعا

رحَلْتَ فما خلّفْتَ إلا مُروَّعاً

مَشوقاً مُعنّىً مُغْرَمَ القلبِ موجَعا

نأيْتَ فما ودّعْتَ إلا مُتيَّماً

رهينَ أساهُ مُسْتَهاماً مفجَّعا

فَيا حسْرَةً جلّتْ مواقِعُ خطْبِها

ويا عثْرَةً ما إنْ يُقالُ لَها لَعا

وإنّ مُحيّاً لاحَ في مظْهَرِ العُلَى

تَوارَى فأضْحى بالتّرابِ مُقنَّعا

وإنّ جَمالَ الوجْهِ غيَّرهُ البِلَى

ويا طالَما أبدى الجميلَ وأبْدَعا

لقد وضَعوا في التُرْبِ من كان كلما

تُجاريهِ شمسُ الأفْقِ أسْنى وأرْفَعا

لقد كان صدْرَ المعلُواتِ وقلبَها

لذلكَ ضمّتْهُ الصّفائِحُ أضْلُعا

عَلِمْنا بأنّ الوجْدَ أوّلُ وافِدٍ

غَداةَ نَوى عنّا الرّحيلَ وودّعا

سألْناهُ عهْداً بالبَقاءِ فما وَفى

ورُمْنا جَواباً للنّداءِ فما وَعى

وقَفْنا على الأطْلالِ وهْيَ بلاقِعٌ

نُساجِلُ فيهنّ الحَمامَ المُرَجِّعا

ولا جِسْمَ إلا أنْ يذوبَ صبابةً

ولا قلْبَ إلا أنْ يحِنَّ ويَنْزَعا

أترْكَنُ للسُّلْوانِ بعد بعادِهِ

ولم يُبْقِ فيه موقِعُ الخطْبِ مَطْمَعا

لأفْنى قُوَى الصّبْرِ الجَميلِ فِراقُهُ

ولكنّهُ أبْقَى سُهاداً وأدمُعا

فَيا ليْتَ شِعْري مَن أراهُ موَدّياً

إليْهِ سَلامي حينَ ولّى مودّعا

دعاهُ الرّدَى حتى أجابَ نِداءَهُ

وأسْرَى به ريْبُ المَنونِ فأسْرَعا

أجابَ مُناديهِ غَداة دَعا بِهِ

وكمْ نطَقَ الدّاعي فلبّاهُ مُسْرِعا

تأهّبَ للموتِ الذي جاءَ وافداً

وما هابَ أن يَلْقَى العواليَ شُرَّعا

فكمْ هزّ في الحرْبِ العَوانِ حُسامَهُ

وأرسلَ يقْفو إثْرَهُ الرُمْحَ مُشْرَعا

سَلوا عنْهُ في الهيْجاءِ أرْضَ شُقورة

وقد أصبحَتْ منها المعاهِدُ بَلْقَعا

وفي جبَل الفتْحَينِ كمْ جدَّ عزْمُهُ

سِباقاً إلى داعِي الهُدَى وتسرُّعا

سيَلقَى لدى الرّحْمنِ فضْلَ جهادِهِ

شَفيعاً كما يُرْضي النّبيَّ مُشَفَّعا

فقدْ كان في العَلياءِ أرْفَعَ مظْهَراً

وأكرَمَ آثاراً وأعذَبَ مَشْرَعا

إلى أن أثارَ الدّهْرُ كامِنَ حِقْدِهِ

فعمّى حِلالاً من حِماهُ وأرْبُعا

فعُذْنا بطولِ الذّكرِ لو كان مُجْدياً

ولُذْنا بحسْنِ الصّبْرِ لوْ كان مُقْنِعا

لقد حسَدتْ زُهْرُ النجومِ خِلالَهُ

فأبْدَتْ إلى عَليائِهِنّ تطلُّعا

رمَتْهُ على عَمْدٍ سِهامُ عُيونِها

فما أخْطأتْهُ حيثُ لم نُلْفِ مَدْفَعا

فإنّا إلى اللهِ العظيمِ وإنّنا

لرحْمَتِهِ نرْجو مَآلاً ومرْجِعا

لأذْنَبَتِ الأيامُ فيما أتَتْ بهِ

ولكنها أبقَتْ إلى العُذْرِ موْضِعا

إذا هي أبقَتْ ناصرَ الدّين يوسُفاً

فقدْ شيّدَتْ للدّينِ رُكْناً ممَنَّعا

فلا أذْهَبَتْ صُنْعاً جميلاً أفادَهُ

خُلوداً ولا هدّتْ لعُلْياهُ مَصْنَعا

ولا صدَعتْ للدّين شَملاً قضَى بأنْ

يقومَ بأمْرِ اللهِ عنهُ ويَصْدَعا

ولا رُوِّعَ السّرْبُ الذي هوَ آمِنٌ

ولا بُدّدَ الشّمْلُ الذي قد تجمّعا

ودام بمنْ خطّ الرّكابَ بطَيْبَةٍ

ومَن طافَ عندَ الحجر والرُكْنِ أوْ سَعَى

ولازالَ بالعلْياءِ والعزِّ مُفْرداً

وقد حازَ أشْتاتَ المَكارِمِ أجْمَعا

سألْنا لهُ اللهَ البَقاءَ مُخَلّداً

وحاشى وكلا أن يُخيّبَ مَن دَعا

شرح ومعاني كلمات قصيدة عزاء فإن الخطب قد جل موقعا

قصيدة عزاء فإن الخطب قد جل موقعا لـ ابن فركون وعدد أبياتها أربعة و أربعون.

عن ابن فركون

هـ / 1379 - 1417 م أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي. شاعر، هو ابن أحمد بن فركون أحد تلاميذ ابن الخطيب ومن خاصته. وقد ورث شاعرنا عن أبيه الذكاء الحاد والنبوغ المبكر، وقال الشعر صغيراً ولا يعرف له اسم سوى كنيته أبو الحسين. وكان ينظر في شبابه إلى العمل في ديوان الإنشاء، وقد حصل له ما أراد بعمله في كتاب المقام العلي. ولما بويع يوسف الثالث مدحه ، فنال عنده الحظوة، وغدا شاعره المختص المؤرخ لأيامه بشعره وأصبح ابن فركون بفضل منصبه وأدبه مرموقاً في المجتمع الغرناطي.[١]

تعريف ابن فركون في ويكيبيديا

ابن فركون هو أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي، المعروف بابن فـُركون، وأبو الحسين اسمه لا كنيّـته، و( ابن فُركون ) شهرته وشهرة أبيه أحمد وعمّه أبي الطاهر وجدّه سليمان وجدّ أبيه أحمد قاضي الجماعة، وبنو فُركون هؤلاء أصلهم من ألمرية.وكان انتقال جدّ الأسرة أحمد بن محمد إلى غرناطة وولايته قضاء الجماعة فيها بداية لشهرة هذه الأسرة ومشاركة عدد من أعلامها في الحياة السياسية والعلمية والأدبية بمملكة بني نصر، وكان أبو الحسين كاتب سرّ يوسف الثالث وشاعر دولته ومؤرخ أيامه. ولد أبو الحسين حوالي 781هـ بغرناطة، ونشأ في حِجر والده القاضي الأديب ودرس على أعلام العلم بالحضرة النّصرية يومئذ، وبعد أن أكمل دراساته واستكمل أدواته دخل ديوان الإنشاء النّصري في عهد محمد السابع من عام 808هـ وترقّى في عهد يوسف الثالث، فكلّفه أول الأمر في عام 811هـ بتنفيذ النفقات المخصّصة للغزاة والمجاهدين المتطوعين، ثمّ اختاره لتولّي كتابة سرّه عام 814هـ، وظلّ في هذا المنصب إلى وفاة يوسف الثالث عام 820هـ، وبعد هذا التاريخ لا يُعرَف شيءٌ، وأغلب الظنّ أنه أصيب في غمرة الفتن التي حصلت بعد وفاة يوسف الثالث . وترك لنا آثارا شعرية تتمثّل أولا في ديوانه الذي وصل إلينا السّفر الثاني منه، وثانيا في المجموع الشعري الكبير المسمّى «مظهر النور الباصر في أمداح الملك الناصر».[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن فركون - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي