عزفت فما أدرى الفتى كيف يرغب

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة عزفت فما أدرى الفتى كيف يرغب لـ مهيار الديلمي

اقتباس من قصيدة عزفت فما أدرى الفتى كيف يرغب لـ مهيار الديلمي

عزفتُ فما أدرى الفتَى كيف يرغبُ

وعفتُ فما أشكو القذَى كيف يُشربُ

وروّضني لليأسِ هجرُ مَطامعي

فبُغض عندي الوفر وهو محبَّبُ

رأيتُ الغنى ما نَدَّ عنّي ففاتني

فكيف يَخافُ الفَوْتَ من ليس يَطلُبُ

وأرضَى عن الأقدارِ كيف تصرَّفَت

وغيرِيَ بالأقدارِ يَرضَى ويغضَبُ

أأشرِي بِعرضي رِفدَ قومٍ مَعوضةً

وأُشعِرُ نفسي أنّ ذلك مكسَبُ

فلا جرَّ رزقٌ غِبطةً وهو يُجتَدَى

ولا سَدَّ مالٌ خَلَّةً وهو يُوهبُ

هنيئاً لربِّ الرائحاتِ خلاصُهُ

إذا ضافني مما يعُقُّ ويَحلبُ

ومِن قَودِها لي في الصِّلاب ثنيّةً

وبزلاءَ تعصِي في القيادِ وتُصحِبُ

تركتُ لمعطي النائلِ الغَمرِ نَيلَهُ

وإني إلى تَرْك البخيلِ لأقربُ

فلا المدحُ في المُسنِي الجوادِ أكُدُّه

ولا اللَّحِزُ المنَّاعُ ذَمِّيَ يَرهَبُ

ويظلمني المولَى وفي فِيَّ ناصرٌ

وكفِّي فلا أشكو ولا أتعتَّبُ

إذا ذهبتْ بي رغبةٌ عن تلاده

طريقاً فما لي عنه بالودّ مذهبُ

له خِصبُهُ دوني ولي نَوْطَةٌ به

وعَوْنٌ على أيّامه وهو مُجدِبُ

وللحبِّ منِّي ما أمِنتُ خيانةً

مَحَلَّةُ قلبٍ قلَّما يتقلَّبُ

أُجِرُّ الهوى ما لان فَضَلَةَ مِقوَدي

ويَعسِفُني حيناً فآبَى وأجذِبُ

وما كلَّما فارقتُ أشربُ دمعتي

ولا كلّما غنَّى الحَمامُ أُطَرَّبُ

وكم أَلِفتْني ظبيةٌ وهي فَذَّةٌ

فملتُ ولم أعطِفْ وقد عنّ ربربُ

أحبُّ الوفاءَ مُحمِساً ومغَزِّلاً

وأصحَبُهُ فيما أجِدُّ وألعبُ

وأُعطِي يدي ما خِلتُني متفضلاً

وأمنعها ما خلت أنّىَ أرغبُ

فلو لقِيتْ أيّامُ دهري خلائقي

لكانت على جَهْلاَتِها تتأدَّبُ

ولو أنها للسَّلم جانحةٌ معي

لكانتْ على الشحناء بي تَتَحبَّبُ

وكنتُ لها عُذراً إلى كلِّ ماجدٍ

يَرَى أنها في حربِ مثليَ تُذنِبُ

ولكنّها عَجماءُ سِيّانِ عندها

شدَا جاملٌ أو قال هُجْراً مؤنِّبُ

تشُطُّ بأحبابي الذين أودُّهم

وتدنو بجارٍ لا أُحبُّ فتَقصِبُ

ولو أنها تأوِي لصوني لقرَّبتْ

بعيداً وشطَّت بالذين تُقرِّبُ

كواكبُ آمالي وأقمارُ مَطلبي

نأتني وفي الأحبابِ بدرٌ وكوكب

تَطَلَّعُ حيناً من بُروج سُعودِها

عليَّ ويطويها البعادُ فتغرُبُ

إذا قلتُ هذا العامُ حسبُ وبعده ال

ثَّواءُ أتى في الأمر ما ليس يُحسَبُ

فكم يَحملُ الثقلَ الضعيفُ وكم تَرَى

يُقِلُّ وُسوقَ البعدِ جنبٌ مندَّبُ

وكم تَكتسِي في ظلِّ قومٍ أعزةٍ

قوادمُ ريشي ثم تَعرَى فتُسلَبُ

ويأخذُ منّي الحاضرون ببخلهم

فواضلَ ما يُعطى السماحُ المغيَّبُ

أيدري الوزيرُ مَن كُنِي عنه أو عُني

نعم هو يدري ما أُعَمِّي وأُعرِبُ

وإني بحبلٍ غيرِ أطنابِ بيته

على بيتِ شِعرٍ ناصح لا أطنِّبُ

سِماتُ بني عبد الرحيم سَلائطٌ

على وجهِ أشعاري تُنيرُ وتَثقُبُ

لهم جُمَّتَا فكرِي مُطيلاً ومُقصراً

وصفوتُهُ صِرفاً وبالماء تُقطَبُ

فلو قلتُ إني في مديح سواهُمُ

صدقتُ لقال الشعرُ في السرِّ تَكذبُ

هُمُ أمكنوني من ظهورِ مآربِي

فأركبُ منها ما أشاء وأجنُبُ

أَلمُّ بهم ما لا يُلَمُّ بشاعبٍ

وأرأبُ فيهم صدعَ ما ليسَ يُرأبُ

وأستعتب الأيَّامَ وهي مُصِرةٌ

بهيبتهم حتى تفيءَ فَتُعتْتِبُ

هُمُ رحِمِي والأقربون مَعَقَّةٌ

وفيهم أبِي البَرُّ الرؤوفُ ولا أبُ

ودولتهم لا عُطِّلتْ لِي مَواسِمٌ

وأيّامهم سُوقٌ بفضليَ تُجلبُ

ذُخِرتُ لهم كنزاً مواريثَ قومهم

فمن رامني من غيرهم فهو يَغصِبُ

فلا أسمَعتْ ذُبيانُ بعدي وبعدَهم

بني منذرٍ عذراً به العفوُ يُوجَبُ

ولا فرِحتْ أقيالُ آلِ أميَّةٍ

بما سَيَّرتْ فيها تميمٌ وتَغلِبُ

أيا راكبَ العشواءِ يطرَحُ صدرَها

خِطاراً على الشِّقِّ الذي هو أتعبُ

تَرى ظلَّها في الشمس تحسَبُ أنّه

لأُخرَى سواها لاحقاً أو ستقرُبُ

تغارُ إذا ما أبصرتْ ظلَّ سُنبُكٍ

على الأرض جَلَّى سابقاً وهي تَعقُبُ

كأن فجاج الأرض نَقْدٌ لركضِها

تُغير عليهِ كيفَ شاءت وتَنهبُ

تَنُصّ مقاضاتين للسير تلفِظُ ال

مُحالَ وتُوعِي الحقَّ نصحاً فتوعبُ

وكالئةٍ ترعَى الشخوصَ كأنّها

أخو ليلةٍ بات الربيئةَ يرقُبُ

إذا اقتُضِيَتْ في ذمَّة النجم حاجةٌ

فتلك لديها دعوةٌ لا تخيَّبُ

تحمَّلْ سلامي واحتقِبْ لِيَ حاجةً

تُضيءُ لك المسرَى وُطرْقُك غَيْهبُ

إلى شرفِ الدين انتزعْها إِهابَها

ودعْها على نارِ السِّياط تَلَهّبُ

غلى مَلِكٍ لا يسلُكُ النومُ جفنَهُ

وفي المُلْكِ صدعٌ بالسهاد يُشَعَّبُ

ولا تبلُغ الأثقالُ غايةَ جَهدِهِ

إذا ظلَّت البُزْلُ المصاعيبُ تشغَبُ

تفحَّصَ في الآراءِ حتى أرينَهُ

على غير فحصٍ أيّ أمريْه أصوبُ

وأتعبَه التدبيرُ حتى أراحه

وقد تستريح النفسُ من حيث تتعبُ

فكن مُبلِغاً عنّي وحظُّك عندَه

إذا أنت باسمي فُهتَ أهلٌ ومرحبُ

وقل يا عميد الدولة اعطفْ وإن جَنتْ

فما زَلَّةٌ إلا وعفُوك أرحبُ

تَلاَفَ عصاها أن تُشَقَّ فإنها

بسوء القضايا تُلتَحَى وتُشذَّبُ

ودارِكْ ذَمَاها وهو بعدُ فربّما

تخور القُوَى أنْ ينفعَ المتطبِّبُ

يقرِّبك الإقبالُ حيناً فتؤنس ال

حياة ويُقصيك الشقاءُ فتُعطِبُ

ومن أعجب الأشياء تعليلُها بمَنْ

تَرَى عجزَه من حظِّه يتعجّبُ

فإن يبلغوا بالدء لا يحسمونه

وعندهُمُ منك الدواءُ المجرَّبُ

إذا طُلِّقتْ منك الوزارةُ أصبحتْ

مُجذَّذةً من حُسنها تُتسلَّبُ

تغوِّثُ بالأسحار تدعُو صَباحَها

وتبكي زمانَ الوصل منك وتندُبُ

تَخالُ بها ربعاً مُحيلاً تساقطتْ

تحاجلُ فيه الشاحجاتُ وتنعَبُ

بنيتَ بها بِكر الصِّبا فَمَن الذي

يُصفِّي هواها وهي شمطاءُ ثَيِّبُ

وأبرحُ من تعنيسها وهي أيِّمٌ

إذا غبتَ من يُسمى لها وهي تُخطَبُ

وهذا أوانُ الشدِّ فانهضْ بحملِها

وثِبْ واثقاً إِنَّ العلاءَ تَوثُّبُ

فما كلُّ ما استوضحتَ فيها هدايةٌ

وليس ضلالاً كلُّ ما تتنكَّبُ

قد اشتاقك المُلْكُ الذي أنت أنسهُ

وأُوحِشَ صدرٌ منه وارتاعَ موكِبُ

وقد أعجفَ الرُّوَّادُ واعتصروا الحيا

من الصخر إذا أمست سماؤك تُحجَبُ

وقُصَّ جَناحُ الشِّعرِ لا الطبعُ جارياً

يَرِقُّ ولا مستولَدُ الفكر يُنْجِبُ

فنحن كأنَّا لم نصِفْ مَلِكاً ولم

نقم قطّ ما بين السِّماطين نخطُبُ

وكائنْ لنا من موقفٍ متشهِّرٍ

لديك يطيبُ القولُ فيه ويعذُبُ

تميزُ به عُتْقَ القوافي وهُجْنَها

وتعلمُ ماذا يُجتبَى ويحبَّبُ

ووجهك بسَّامٌ إلى المدح مقبِلٌ

عليه ووجهُ الدهر جَهْمٌ مقَطَّبُ

وكم ثَمَّ من مسترزقٍ حلَفتْ له

لُهاك وبَرَّتْ أنه لا يُخيَّبُ

وعيشٍ يبيسٍ بالسماح بللتَهُ

ووجهُك فيه من بنانك أرطَبُ

رعَى اللّهُ منك البحرَ لم أَروَ بعده

بَلَى ربّما أَفعمتَ والبحرُ ينضُبُ

ومَطرَحَ آمالي الذي كلُّ ضيِّقٍ

عليه فسيحٌ عنده لِيَ مَرغَبُ

وما لي إذا أعسرتُ من كلِّ وجهةٍ

وجاهي الذي من بعضه المالَ أكسِبُ

تأجَّنُ غُدراني وماؤك سَلسَلٌ

وتخبُثُ أوطاني وتُربُك طيِّبُ

وَجُودُك لي سِيّان ما كنتَ حاضراً

قريباً وما ينأَى وما يتقرَّبُ

فلولا مضيضُ الشوقِ لم أشكُ غُصّةً

ولا أجحفَ التَّردادُ بي والتقلُّبُ

ولكنّك العينُ التي كلُّ غبطةٍ

إذا هي لو تُوجَدْ عناءٌ معذِّبُ

فلا حَوَّلتْ عني ظِلالك خُطّةٌ

تَحُلُّ ولا محذورةٌ تُتَرقَّبُ

وعشتَ لمثلي واحداً في زمانه

وللناسِ بعدي يطلبون وتُطلَبُ

أجازي نداك الغَمرَ نَشراً مخلَّداً

كلانا مطيلٌ في معانيه مُطنِبُ

بكلّ مطاعٍ أمرُها مستجيبةٍ

لدعوتها الأسماعُ تُزجَى وتُوهَبُ

تَولَّجُ لا تَخشَى تلُّونَ آذنٍ

لها الخلواتُ والرواقُ المحجَّبُ

يُقرُّ لها بالفضلِ مَن لم تُقلْ له

ويُعظِمُها العيَّابُ والمتعصِّبُ

لها كلُّ صوتٍ كلُّ راويه مُبلغٌ

فصيحٌ ومَن غنَّى به فهو مُطرِبُ

تَصفَّتْ فقد كادت مع التبر تُقتَنَى

ورقَّتْ فقد كادتْ مع الماء تُشرَبُ

مصدَّقة في المدح أسرفَ أو غَلاَ

ومأمونة ما تستزيدُ وتَعتِبُ

تزورك يوماً في نَديِّك تُجتْلَى

ويماً مع السُّفَّارِ تُقرَا وتُكتَبُ

تسوقُ التهاني خلفَها وأمامَها

تُصعِّدُ في الدنيا بكم وتُصَوِّبُ

تذكّركم من حقِّها إن نسيتُمُ

بما تَقسِم الأعيادُ حظّاً وتُنصِبُ

تَرفَّعُ عن تيه المصيبِ وعُجبهِ

ولكن بكم فخراً تتيهُ وتَعجَبُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة عزفت فما أدرى الفتى كيف يرغب

قصيدة عزفت فما أدرى الفتى كيف يرغب لـ مهيار الديلمي وعدد أبياتها مائة.

عن مهيار الديلمي

مهيار بن مرزويه، أبو الحسن الديلمي. شاعر كبير في أسلوبه قوة وفي معانيه ابتكار، قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم، وقال الزبيدي: (الديلمي) شاعر زمانه فارسي الأصل من أهل بغداد، كان منزله فيها بدرب رباح، من الكرخ، وبها وفاته. ويرى (هوار) أنه ولد في الديلم (جنوب جيلان على بحر قزوين) وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. وكان مجوسياً وأسلم سنة 494هـ على يد الشريف الرضي. وتشيع وغلا في تشيعه وسب بعض الصحابة في شعره، حتى قال له أبو القاسم ابن برهان: يا مهيار انتقلت من زاوية في النار إلى أخرى فيها.[١]

تعريف مهيار الديلمي في ويكيبيديا

أبو الحسن - أو أبوالحسين - مِهيَارُ بن مروزيه الديّلمِيُّ (توفي 428 هـ / 1037 م) كاتب وشاعر فارسي الأصل، من أهل بغداد. كان منزله في بغداد بدرب رباح من الكرخ. كان مجوسياً فأسلم، ويقال إن إسلامه سنة 384 هـ كان على يد الشريف الرضي أبي الحسن محمد الموسوي وهو شيخه، وعليه تخرج في نظم الشعر، وقد وازن كثيرا من قصائده، ويقول القمي: (كان من غلمانه). قال له أبو القاسم ابن برهان: «يا مهيار قد انتقلت بأسوبك في النار من زاوية إلى زاوية»، فقال: «وكيف ذاك؟» قال: «كنت مجوسيا فصرت تسب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعرك». ويرى هوار أنه وُلِدَ في الدَّيلم، في جنوب جيلان، على بحر قزوين، وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. كان ينعته مترجموه بالكاتب، ولعله كان من كتاب الديوان. كان شاعرا جزل القول، مقدما على أهل وقته، وله ديوان شعر كبير يدخل في أربع مجلدات، وهو رقيق الحاشية طويل النفس في قصائده. ذكره الحافظ أبو بكر الخطيب في كتابه تاريخ بغداد وأثنى عليه وقال: «كنت أراه يحضر جامع المنصور في أيام الجمعات [يعني ببغداد] ويقرأ عليه ديوان شعره ولم يقدر لي أسمع منه شيئاً». قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. مهيار الديلمي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي