عشقنا وللعشاق في حبهم سر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة عشقنا وللعشاق في حبهم سر لـ ميخائيل خير الله ويردي

اقتباس من قصيدة عشقنا وللعشاق في حبهم سر لـ ميخائيل خير الله ويردي

عَشِقنا وَلِلعُشّاقِ في حُبِّهِم سِرُّ

وَرَوضُ الهَوى أَحبا بُهُ النَّحلُ وَالزَّهرُ

وَما الحُبُّ إِلاّ دَمَعةٌ وَابتِسامَةٌ

فَنِصفُ الهَوى بَردٌ ونِصفُ الهَوى حَرُّ

قُلِ الحُبَّ تَعرُ النّاسَ لِلحُبِّ هِزَّةٌ

كَما انتَفَضَ العُصفورُ بَلَّلَهُ القَطرُ

فَلا تَكُ مِمَّن لا يَرى الحُبَّ مُنيَةً

وَقَد عَشِقَ الأعشابَ بِنتَ النَّدى الصَّخرُ

فَأَلقَت عَلَيه حُلَّةً مُخمَلِيَّةً

كَسَت صَدرَهُ حُسناً شُعَيراتُها الخُضرُ

فَإِيّاكَ يا قَلبي إِذا لاحَ بارقٌ مِنَ ال

حُبِ أَن تَأبى فَشَرعُ الهَوى قَسرُ

وَأَنتَ الَّذي عانَيتَ كُلَّ مُلِمَّةٍ

وَأَدركَتَ أَنَّ الحُلوَ يَأتي بِهِ المُرُّ

وَإِن عَيَّرَ العَشّاقَ نَشرُ غَرامِهِم

فَإِنّي لَمِمَّن زانَهُ النَّقدُ وَالنَّشرُ

وَإِنِّي لَمُعتَدٌّ بِعَدلِ مَطالبي وَمَن

يدَّرِع بِالحَقِّ يُكتَب لَهُ النَّصرُ

وَلَم أَكُ مِمَّن عَقلُهُ عَبدُ قَلبِهِ

فَيَصرِفَهُ عَن قَصدِهِ النَّهيُ وَالأَمرُ

أُعاكِسُ مَن أَهوى لأصلِحَ شَأنَها

فَيَنتابُني الإيذاءُ وَالنَّظَرُ الشَّزرُ

وَتَعبَثُ بي عَن غايَةٍ لا هِدايَةٍ

وَمَن غاب عَنهُ الخَيرُ لَم يَدرِ ما الشَّرُّ

وَرُبَّ حَبيبٍ لَيسَ رَأَيُكَ رَأيَهُ

بَنى القَصرَ ظَنًّا مِنهُ أَنَّ الهَوى قَصرُ

وَلَم يَدرِ أَنَّ الحُبَّ روحٌ تَلألأَت

وَأَنَّ قُصورَ الأرضِ في عُرفيها قَبرُ

فَلا خَيرَ في لافاني وَإِن عَزَّ قَدرُهُ

وَلا نَفعَ مِمَّن غَرَّهُ الماسُ والدُّرُّ

وَإِن حُرِّمَت بِنتُ الكُرومِ فَكم فَتًى

تَغَنَّى بِراحِ الحُبِّ شَرَّفَهُ السُّكرُ

دَهاني وَلَم يَظلِم سِوايَ بِفَهمِهِ

وَهَل يُدرِكُ البَحَّاثَةُ الفَذُّ ما السِّحرُ

وَكَم والِهٍ قَبلي تَغَنَّى وَلَم يَكُن

لإِنشادِهِ يَومَ اختبِارِ الهَوى أَجرُ

وَكَم مِن خَلِيٍّ أَدرَكَ الحُبُّ قَلبَهُ

فَخَلَّدَهُ التَّرديدُ لَمّا انقَضى العُمرُ

هُوَ الدّافِعُ المُغري الَّذي يَبعَثُ الهَوى

وَأسعَدُ خَلقِ اللهِ مَن حُبُّهُ الطُّهرُ

وَفي الأَملِ الباقي عَزاءٌ لِعاشِقٍ

وَفيهِ افتِتانٌ هامَ في كُنهِهِ الفِطرُ

يُضِيءُ سَناهُ كُلَّ نَفسٍ كَريمَةٍ

فَيَلمَعُ في آفاقِها الفَنُّ وَالشِّعرُ

وَيَسوَدُّ شِعرٌ دونَ رُوحٍ تُنيرُهُ

وَلَكِنَّ شِعري ابيَضَّ مُذ نَبَتَ الشَّعرُ

فَجاءَت قَوافيهِ كَما استَحسَنَ الهَوى

وَسارَت معانيهِ كَما استَرسَلَ الدَّهرُ

فَمَن كانَ مِثلي هامَ مِثلي بِحُبَّهِ

وَمَن لَم يَهِم بِالبَحرِ فَليَكفِهِ النَّهرُ

فَما عابَ رَحبَ البَحرِ جضهلُ الوَرى بِهِ

وَلا ضَيَّقَ النُّكرانُ مَن صَدرُهُ بَحرُ

كَفى الحُبَّ حَمداً أَنَّهُ الماءُ إِن جَرى

تَحَوَّلَ رَوضاً مِن مَآثِرِهِ القَفرُ

وَكَم دارَةٍ لِلحبِّ لَم تَبنِ سورَها

يَدٌ نَوَّرَت أَبراجَها الأسطُرُ الغُرُّ

وَغَنَّت عَلَى أَفنانِها الوُرقُ آيةً

سُقيت الهَوى الصّافي وَثَغرُكَ مُفتَرُّ

فَسَقياً لِعَهدِ الحُبِّ سَقياً فَإنَّهُ

صَباً حَلَّ فيها مِن وِرادِ الهَوى عِطرُ

يُمازِجُ أَنفاسَ المُحِبِّ عَبيرُهُ

فَيَنعَشُهُ كَالنّورِ أَرسَلُه الفَجرُ

فَيا شارِبَ الحُبِّ الَّذي عاشَ ظامئاً

حَنانَيكَ فَارشِف كَأسَهُ إِنَّها خُمرُ

وَإِن كانَ حَظَّي ما ذكَرتُ فَهَل تُرى

أَفوزُ بِما أَهوى وَيَنقَلِبُ العُسرُ

فَيا مَن قَضيتُ العُمرَ أَرسُمُ شَكلَها

بِفِكري كَأَنَّ الرسمَ في شِرعَتي مَهرُ

أَرى الواقِعَ البادي يُخالِفُ فِكرَتي

وَما كُنتُ مِمَّن قَصدُهُ اللَّهوُ وَالهَذرُ

لَئِن خُطَّ حَظُّ المَرءِ ضِدَّ خَيالِهِ

فَقَد يُخطىءُ الرَّسامُ وَألنَّفسُ تَغتَرُّ

وَهَل تُحرِزُ القَلبَ الكَبيرَ سِوى الَّتي

تَرى مِن ضِياءِ البدرِ مايَكتُمُ البَدرُ

تُواجِهُني الدُّنيا بِما حَفَلَت بِهِ

وَهَل نَلتَقي إِن لَم يَقُم بَينَنا جِسرُ

أُريدُ الَّذي أَرضى وَتَرضى ليَ الَّذي

أَرادَت وَقَد يَقضِي عَلَى نَفسِهِ الغِرُّ

وَقَد يَألَفُ الإِنسانُ ضِدَّ مُرادِهِ

مَتى ائتَلَفَ اثنانِ الجَرادَةُ وَالنَّسرُ

فَما كُلُّ جَوّابش الفَضاءِ بشطائِرٍ

وَلا كُلُّ مَن صاغ القَريضَ لَهُ ذِكرُ

وَلا كُلُّ مَن يَهوى تَطهَّرَ بِالهَوى

كَما انصَقَلَ الإبريزُ وَانصَهَرَ التِّبرُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة عشقنا وللعشاق في حبهم سر

قصيدة عشقنا وللعشاق في حبهم سر لـ ميخائيل خير الله ويردي وعدد أبياتها اثنان و أربعون.

عن ميخائيل خير الله ويردي

ميخائيل بن خليل ميخائيل الله ويردي. أديب وشاعر سوري ولد ونشأ في دمشق درس المحاسبة، وعمل في بعض محاكم دمشق، درس الموسيقى وأتقن فن التصوير الشمسي وتعلم الإنكليزية والفرنسية، بدأ العمل بالتجارة سنة 1930 مع أخيه سمعان، ساهم بتأسيس النادي الأدبي والنادي الموسيقي السوري (1922 - 1932) رُشح كتابه (فلسفة الموسيقى الشرقية) لجائزة نوبل في 23 / 2 / 1951م. توفي والده سنة 1945م وكان يتقن التركية واليونانية والروسية وكان خبيراً بالتربية والتعليم وتوفيت والدته مريم نقولا عطا الله 1916م. طبع ديوانه (زهر الربى) سنة 1954 بعد أن زار مسجد محمد علي بالقاهرة 1946م وأعجب بالفنون الاسلامية وقصيدة نهج البردة.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي