عظم الجلالة والمقام الهائل

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة عظم الجلالة والمقام الهائل لـ شرف الدين الحلي

اقتباس من قصيدة عظم الجلالة والمقام الهائل لـ شرف الدين الحلي

عظم الجلالة والمقام الهائل

بَهَرَا فأحجم عن صفاتك قائل

هو موقف ملأ القلوب مهابة

فبيانها لِلْعِيِّ فيه مماثل

تتشتت الأفكار فيك بظنها

ويقينها عن كنه وصفك ذاهل

ما قدر ما يأتي به مثلي وفي

ما حزته قُسُّ الفصاحة باقل

ولئن جبنت عن المقال فإنني

لسن إذا التفت عليَّ محافلِ

الله أكبر أيّ يوم سافر

سدت فجاج الأرض فيه جحافل

شرق الفضاء وغص بالجرد التي

من فوقها القُضُب الوشيج الذابل

فالأرض لولا طود حلمك فوقها

مادت وكادت زلازل

خفقت به الرايات فوق ضراغم

طارت بها تحت العرين أجادل

وبدت نجوم أسنة أنواؤها

سحب الردى وسماؤهن قساطل

والجيش ملتطم الغوارب بحره

طَمَّ البلاد فضاق عنه الساحل

لبسوا تشاهير الربيع وأقبلوا

وعلى الكماة من الرياض مخايل

فكأنما نزلوا حديقة روضة

بنضيرها يلقى الحروب مقاتل

أغصانها سمر الرماح وغدرها

خضر السوابغ والسيوف جداول

ألفوا سلوك الحرب حيث يؤمهم

في نقعها ملك الملوك الكامل

سلطان أرض الله والظلّ الذي

هو لِلدَّوام وكل ظلّ زائل

لم يدعه الدين الحنيف لنصرة

إلا ولبته قَناً وقنابل

جر الجيوش إلى العدا ونحاهم

لله منتصباً فنعم العامل

يهمي نداه فإن تلظى في وغى

وسطا فما يحمي عداه معاقل

يا ناصر الدين الذي أيامه

حَلْيٌ به افتخر الزمان العاطل

سكنت هذا الدهر من حركاته

من بعد ما كادت تغول غوائل

وقطعت كيد الشرك منتظراً له

يوماً لنصر الحق فيه تواصل

في حيث تنقاد الملوك أذلة

ويحول عن دين النفاق مُخَاتِل

ويعود بابك قبلة لسجودهم

يوم السلام وذو النباهة خامل

حتى إذا طال التثامهم الثرى

ودّوا مع التقبيل أنك قابل

وتمد سطوتك المَجَرَّة باعَها

فيقوم منتظراً بها المتخاذل

وإذا سطوت لكشف مشكل خطها

فالرمح ناقطها وسيفك شاكل

ما الروض باكره الغمام بصوبه

فتسربلت بالوشي منه خمائل

مر النسيم على مَجَامِرِ زَهْره

فتعطرت بُكَرٌ بهِ وأصائل

يوماً بأحسن منك وجهاً عندما

تلقى العدا أو يستميحك باخل

تستغرق الآمال منك بديهة

في الجود للبحر الخضم تساجل

وتسدد السهم المصيب إلى العدا

حتى كأنك بالقضاء تناضل

ويقيل نصرك تحت ملتفّ القنا

ويسير أنى قيل إنك راحل

أتبعت عدلك بالسطا حتى لقد

أمن المروع واستقام المائل

وتلا نداك العفوُ غِبَّ صرامة

فحيا وطود حجاً وليث باسل

تأبى استماع الهَزْل مطرحاً له

وتجدّ في الجدوى كأنك هازل

اليوم أَصْحَبُ بعد طول حرابة

دهري وأخصب من رجائي ماحل

اليوم أنجزني الزمان وعوده

وفى بها وقضى وكان يماطل

ودّت به زهر النجوم مواقفي

وبذورها في السعد وهي كوامل

قسماً بما أوتيته من سؤدد

فوق السماك بناؤه المتطاول

لقد اهتدى موسى بنورك واقتدى

بجميل فعلك في الذي هو فاعل

فارم العدا بسطاه فهي كتائب

وابذل عزائمه فهنّ مناصل

فلقد بَلَوْت ولاءه لك مخلصاً

والله لي عما أقول مسائل

فارفع مباني ملكه وادفع به

كيد العدا وأنله ما هو آمل

فمتى شددت بحسن صنعك أزره

يوماً فما خاب المليك الصائل

يا من لقيت به الزمان محارباً

فغدا نزيلاً لي وكان ينازل

إن المساح ضعيفة أخباره

ما لم يحدث عن نداك الناقل

غيري يغرّ بلمح برق خُلَّبٍ

ما خَلْفَ بَاسِمِهِ غَمَامٌ هاطل

أو بعد فوز مطالبي بمحمد

أرجو الغنى من غيره وأحاول

أبكار أفكار القريض طوالق

إن كان ذاك وأمّ فضل ثاكل

اسكندر الدنيا أمامي والورى

تحتي فقلْ جلّ الندى والنائل

حاشا القوافي أن تَذِلَّ كِرَامُها

والعزّ في ظلّ السرادق نازل

هذا الثناء ولا أمت فإنه

من نوء جودك قطره يا وابل

فاسلم لضَعْفى أمةٍ محرومة

الله رازقها وأنت الكافل

شرح ومعاني كلمات قصيدة عظم الجلالة والمقام الهائل

قصيدة عظم الجلالة والمقام الهائل لـ شرف الدين الحلي وعدد أبياتها أربعة و خمسون.

عن شرف الدين الحلي

أبو الوفاء راجح بن أبي القاسم إسماعيل الأسدي الحلي أبو الهيثم شرف الدين. شاعر من بني أسد ولد في مدينة الحلة في العراق. وقد رحل الشاعر إلى بغداد في خلافة الإمام الناصر لدين الله أبي العباس أحمد المستضيء بنور الله ولكنه لم يستقر كثيراً فرحل إلى الشام ومصر. وقد قضى جل حياته في ربوع الشام، ويظهر من شعره أنه شيعي وهذا ظاهر إذ أن كل أهل الحلة متشيعين. وشعر الحلي يشمل المدح في معظمه وله (ديوان كبير - خ) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي