عفاء على اللذات من بعد فارس

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة عفاء على اللذات من بعد فارس لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة عفاء على اللذات من بعد فارس لـ السري الرفاء

عفاءٌ على اللَّذَّاتِ من بعدِ فارسِ

فقد عُطَّلَتْ منه حِسانُ المَجالِسِ

جَلا حُرَّ وَجْهٍ قد أضاءَ بثوبِه

كأنَّ سنَاها فيه شُعَلةُ قَابسِ

تُكَسَّرُ أصنافُ المَعازِفِ بَعدَها

كما عُقِرَ الأفراسُ بعدَ الفوارِسِ

مضى حسَبُ الزَّفْنِ التَّليدِ وأصبحَتْ

رسومُ المّلاهي كالرسومِ الدَّوارسِ

نعيمٌ رَمَتْه الحادثاتُ بفادِحٍ

فزالَ وسَعْدٌ أردَفَتْهُ بناحِسِ

ومُختَلَسٌ من حَومَةِ اللَّهوِ لم تَنَلْ

مَقاتِلَه أيدي الحِمامِ المُخالسِ

تَسلَّبَ رَوْضُ الياسرِيَّةِ بعدَه

وكانَ جديدَ الحَلْيِ غَضَّ المَلابسِ

وجَنَّتْ ثِمارُ الرَّنْدِ وَرْداً وطالما

تَصدَّعْنَ رَيَّاً في رِطابٍ مَوائِسِ

يُرَدِّدُ في غَرْسِ البَطالَةِ بعدَه

عيوناً تَراه مُقشَعِرَّ المَغارسِ

فما للتُّقى عارٍ به مَشهَدُ الصِّبا

وكادَ المُنى كَيدَ العدوِّ المُنافسِ

وما بالُ أعناقِ الكؤوسِ عَواطِلاً

وكانَتْ به في مثلِ حَلْيِ العَرائسِ

وما بالُ حاناتِ العِراقِ تنكَّرَتْ

فأصبحَ منها مُوحِشاً كلُّ آنسِ

أرى وَرْدَها ما بين مُودٍ وذابلٍ

وريحانَها ما بين ذاوٍ ويابِسِ

فَدَتْكَ نَفيساتُ النُّفوسِ مِنَ الرَّدَى

ومثلُكَ يُفْدى بالنُّفوسِ النَّفائِسِ

نَسَكْتَ فلا ليلُ الغَبوقِ بمُقْمرٍ

علينا ولا يَومُ الصَّبوحِ بِشامسِ

كأنَّك لم تَحْدُ الكُؤوسَ وقد حَدَتْ

طليعَةُ ضَوْءِ الصّبحِ غيرَ الحَنادِسِ

ولم تؤنِسِ الشَّربَ الكِرامَ بمُخطفٍ

من الزَّنجِ حَنَّانِ الغُدُوِّ مُؤانِسِ

وقد فَتَقَ الإصباحُ رتقَ جفونِهِم

وقارعَ طيبَ الغُمْضِ قَرْعُ النَّواقسِ

هوىً دَرَسَتْ أعلامُه فكأنما

تَرامَتْ به أيدي الرِّياحِ الرَّوامِسِ

ورَبْعٌ شَكا من فُرقَةِ اللَّهوِ ما شَكَتْ

رُبوعُ التَّصابي من فِراقِ الأوانِسِ

فليسَ هَزارُ الشَّدْوِ فيه بناطقٍ

وليسَ قَضيبُ الرَّقصِ فيهِ بمائِسِ

أَ أَرغَبُ في اللَّذَّاتِ من بعدِ فارسِ

وقد رُمِيَتْ من نُسكِهِ بالدَّهارسِ

فتبّاً لها إذ تابَ من نَقْرِ دُفِّهِ

ولا سُقِيَت صَوبَ الغُيوثِ الرَّواجِسِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة عفاء على اللذات من بعد فارس

قصيدة عفاء على اللذات من بعد فارس لـ السري الرفاء وعدد أبياتها ثلاثة و عشرون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي